عربي ودولي

غوايدو يحاول إغراء المؤسسة العسكرية لعزل الرئيس الشرعي … مادورو يشرف على تدريبات للجيش الفنزويلي ويطالبه بالبقاء موالياً للحكومة

| وكالات

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال زيارته لقاعدتين عسكريتين غربي العاصمة كاراكاس إن هناك مؤامرة خطط لها في كولومبيا لتقسيم قوات بلاده مطالباً الجيش بالبقاء موالياً لحكومته، في وقت نقلت بوابة «Axios» عن عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري، ليندسي غراهام، أن الرئيس دونالد ترامب يفكر في «خيار عسكري» لحل الوضع في فنزويلا، وعلّق غراهام أن «ترامب معبأ بشكل عدواني تجاه فنزويلا».
وظهر مادورو على التلفزيون وهو يستعد لقيادة مناورات في قاعدة فورت باراماكاي في شمالي البلاد، وأظهرت الصور دبابات مصطفة وجنوداً يطلقون العيارات النارية، فيما كان أنصار رئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، يوزعون على عناصر القوات المسلحة نصّ مرسوم العفو الذي يعدهم به في حال وقوفهم إلى جانبه والتحاقهم بمعسكره الداعي للإطاحة بالرئيس الشرعي المنتخب مادورو.
وخطب مادورو أمام العسكريين قبل بدء التدريبات، وقال: «كونوا ثابتين في محاربة الانقلاب، أقول ذلك لكلّ القوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى، انضباط أقصى، تعاون أقصى».
ووزّع أنصار خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً لفنزويلا، قانون العفو عن العسكريين لإقناعهم بتأييد انقلابه على السلطات الشرعية.
وهدف خوان غوايدو هو خرق ولاء الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013.
وكان كشف غوايدو أن المعارضة تتفاوض سرّاً مع الجيش ومسؤولين آخرين لعزل رئيس الدولة الحالي، نيكولاس مادورو عن السلطة.
وقال غوايدو لصحيفة واشنطن بوست الأميركية: «نحن نجري محادثات مع المسؤولين والمدنيين والجيش.. هذا موضوع حساس للغاية ويتعلق بالأمن الشخصي، لذلك فإن هذه المفاوضات تجري في الخفاء وعلى نحو سري كامل».
لكن السلطات الشرعية في كاراكاس لا تزال تحظى بدعم الكثير من البلدان والدول المؤثرة، خصوصاً من جانب روسيا التي طالبت بـ«وضع حد لتدخل مشين وغير مخف في شؤون دولة تتمتع بالسيادة». وتقف أيضاً في صفّها الصين وتركيا وكوبا ونيكاراغوا والمكسيك وفلسطين وسورية.
كما ناشد غوايدو، رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، عدم إعادة سبائك ذهبية مملوكة للدولة ومودعة في بريطانيا، لحكومة نيكولاس مادورو.
وكانت وكالة بلومبرغ، ذكرت نقلاً عن مصادر مطلعة، أن بنك إنكلترا قد رفض طلب مادورو بإعادة قضبان ذهب بقيمة 1.2 مليار دولار. وقال مصدر لم يذكر اسمه إن القرار بعدم إعادة الذهب لفنزويلا تم بعد أن قام مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون بالضغط على زملائهم في المملكة المتحدة لمنع حصول مادورو على أي أصول في الخارج.
في سياق متصل قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن تسوية الوضع في فنزويلا يجب أن تتم من قبل الفنزويليين أنفسهم في إطار الدستور، مؤكداً أنه لم يجر بحث تقديم دعم مالي أو عسكري لفنزويلا.
وأكد المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي أمس «الشيء الوحيد الذي يمكننا جميعاً أن نساعد به، هو عدم التدخل في الأوضاع (في فنزويلا)، على عكس ما تفعل بعض الأطراف» مؤكداً أن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الفنزويلية سيؤدي إلى تفاقم الوضع فيها.
وأشار بيسكوف في معرض جوابه عن سؤال عما إذا كانت موسكو قد تواصلت مع رئيس البرلمان الفنزويلي، خوان غوايدو، أشار إلى أن الكرملين لم يتواصل مع غوايدو، حتى الآن، ولا توجد أي خطط في هذا الشأن».
كما بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع في فنزويلا هاتفياً مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية الروسية.
وقالت الوزارة: إن لافروف وظريف بحثا، في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الإيراني، الوضع في فنزويلا، مضيفة أن الطرفين أكدا استعدادهما «للإسهام في إيجاد تفاهم بين القوى المسؤولة في فنزويلا».
من جانبها علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريح مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، ارتكب فيه خطأ كتابياً في كنية رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو.
وقالت زاخاروفا في هذا الصدد: «كتب بولتون في تغريده تتعلق بفنزويلا، اسم عائلة الشخص الذي نصب نفسه رئيساً لفنزويلا.. (وبدلاً من أن يكتب) غوايدو (Guaidó) كتب غيادو (Guiado)».
وأشارت زاخاروفا إلى أن الخطأ المطبعي ما كان ليدعو إلى الانتباه لولا أن مفهوم كلمة Guiado يعني في اللغة الإسبانية «الموجه» بمعى المسيّر.
من جهتها أكدت عضو الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا إيزابيل فرنجية أن ما قام به زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو وجماعته هو «انقلاب على الدستور» و«خيانة عظمى» وهما جريمتان تستدعيان توقيفهم ومحاكمتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن