سورية

موسكو أشادت بدور دمشق في نجاح «خفض التصعيد» جنوباً.. وعمان أكدت السيادة السورية على التنف … خبراء من روسيا والأردن وأميركا يبحثون تفكيك «الركبان»

| الوطن وكالات

أكدت موسكو وعمان انطلاق اجتماعات على مستوى الخبراء» بين روسيا والاردن وأميركا بهدف «تفكيك» مخيم الركبان عند مثلث الحدود السورية الأردنية في جنوب شرق محافظة حمص.
وأشادت موسكو بدور دمشق في نجاح العمل بـ«منطقة خفض التصعيد» الجنوبية، في حين شددت عمان على السيادة السورية على منطقة التنف.
وفي مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، نشرت أمس، قال السفير الروسي في الأردن، بوريس بولوتين: «فيما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، تم الإعلان عن ذلك، لكن حتى الآن لم نشهد بداية هذا الانسحاب».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في كانون الأول الماضي عن قراره بسحب سريع لقوات بلاده التي تحتل جزءاً من الأراضي السورية في شمال شرق البلاد، ثم عاد وقال إن بلاده غير مستعجلة في الانسحاب قبل أن يتم تأكيد بدء الانسحاب من سورية من قبل المسؤولين الأميركيين.
وأشار السفير الروسي إلى أنه في حال انسحاب القوات الأميركية، فإن تنسيق روسيا مع الأردن سيستمر، وقال: «بالطبع، لدينا عدة أدوات للتنسيق مع زملائنا الأردنيين، حيث نقوم بتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف مع الجانب الأردني».
وأضاف: «إن التنسيق بين روسيا والأردن والولايات المتحدة بشأن قضية مخيم «الركبان» مستمر، وإن موسكو تنسق مع الأردن بشأن أداء منطقة «خفض التصعيد» الجنوبية».
وفي 8 الشهر الجاري أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن إمكانية عقد لقاء بين روسيا والأردن والولايات المتحدة حول مخيم الركبان «قريباً».
وقال الدبلوماسي الروسي: «هناك آلية للتنسيق الروسي الأردني في عمان بشأن قضية «الركبان» وانضم إليها ممثل للولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، والمشاورات مازالت مستمرة». ، موضحاً أن الاجتماعات تجري الآن على مستوى الخبراء.
ووصف بولوتين تجربة «منطقة خفض التصعيد» الجنوبية بأنها «ناجحة» معتبراً أن «نجاح هذا الأمر يعود للتنسيق بين الاتحاد الروسي والأردن»، وأشار إلى دور دمشق في نجاح العمل في «منطقة خفض التصعيد».
ووصف الدبلوماسي الروسي التنسيق بين موسكو وواشنطن بشأن سورية ومكافحة الإرهاب بأنه «مثال نادر»، وقال: «عندما تتعاون روسيا والولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب وعلى موضوع سورية ككل، قد يكون هذا التعاون مفيدا».
بموازاة ذلك أشار الصفدي في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى أن «المناقشات مستمرة حول السماح للقافلة الإنسانية الثانية بالوصول إلى الركبان من داخل سورية، معرباً عن امله أن يتم التوصل إلى اتفاق قريبا حتى تجري تلبية احتياجات سكان المخيم» وتابع: نرى بعض التقدم، ونأمل أن يتم تنظيم دخول القافلة قريباً».
وبحسب موقع «روسيا اليوم» ذكر الوزير الأردني أن «التركيز لا يجب أن يقتصر على توفير المساعدات الإنسانية والتي تعتبر حلا مؤقتا، ولكن يجب حل المشكلة عن طريق تفكيك المخيم والسماح لقاطنيه بالعودة لمدنهم وقراهم الأصلية».
وأكد الصفدي، أن «هناك مباحثات تجري مع الجانب الروسي والأميركي في هذا الشأن، وأن هناك إمكانية لتنفيذ ما يتفق عليه في أقرب وقت».
وبسؤاله عما إذا كانت قاعدة «التنف» الأميركية ستسلم إلى الأردن عقب انسحاب القوات الأميركية، أجاب الصفدي «لا، فالتنف منطقة واقعة داخل سورية»، في تأكيد على السيادة السورية على منطقة التنف.
وأوضح وزير الخارجية الأردني، أن «التنف على الجانب الآخر من الحدود، (..)، ولكن الترتيبات على الجانب الآخر من الحدود بعد الانسحاب (الأميركي) ينبغي أن يتم الاتفاق عليها من كافة الأطراف، ويجب أن تضمن الأمن والأمان في المنطقة».
ورداً على سؤال إذا ما زال هناك وجود لما يسمى «الخوذ البيضاء» في الأردن، قال: «اتفقنا قبل بضعة أشهر على السماح لحوالي 422 سورياً (من الخوذ البيضاء) بالدخول إلى الأردن على أساس ترانزيت، بعد قيام بعض الدول الغربية بتعهدات كتابية ملزمة بنقلهم إلى خارج المملكة، وحتى الآن، تم نقل الأغلبية العظمى منهم إلى دول مختلفة، وهناك عدد قليل جدا، نحو 42، لم تكتمل بعد عمليات إعادة توطينهم».
وشدد على أن هؤلاء لن يبقوا في الأردن وقال: «أعلنا من البداية أننا لن نستقبلهم كلاجئين وأنهم لن يبقوا في الأردن، ولكن سمحنا فقط بدخولهم بشكل مؤقت حتى تنتهي إجراءات إعادة توطينهم».
ولفت الصفدي، إلى أن بلاده تنوي استئناف حركة الطيران إلى سورية فور تلقي الخبراء الفنيين ضمانات من السلطات السورية بوجود المستوى المطلوب من السلامة للطائرات.
وبعدما علقت الخطوط الملكية الأردنية الرحلات اليومية إلى دمشق وحلب في 2012، توجه فريق من الخبراء الفنيين من هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية يوم الخميس الماضي إلى دمشق لفحص المسائل المتعلقة باستئناف رحلات طيران الخطوط الأردنية إلى سورية.
وأضاف وزير الخارجية الأردني: «لو اطمأن ذلك الفريق لعدم وجود تهديد لرحلات الطيران، ستناقش السلطات المعنية في كلا البلدين إمكانية استئناف تلك الرحلات فوق الأجواء السورية».
وتابع الصفدي، «من جانبنا، بالطبع، فالقرار وقف على التأكد من ضمان السلامة»، وأكد أن القرار سيكون فنيا بشكل بحت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن