سورية

إدانة فلسطينية لحكم السلطات الإسرائيلية بحق نفاع…حنا يناشد كنائس أوروبا استقبال السوريين الفارين من الكارثة

على حين أدانت منظمتان فلسطينيتان الحكم الإسرائيلي بحق عضو (اللجنة الشعبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للتضامن مع سورية) سعيد نفاع، ناشد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا اللـه حنا الكنائس الأوروبية استقبال السوريين الذين يصلون للبلدان الأوروبية.
وفي نداء وجهه إلى الكنائس والمؤسسات الدينية المسيحية في أوروبا، أوضح حنا أن السوريين «لن يتخلوا عن بلدهم»، مبيِّناً أن من خرج منهم بسبب الظروف الراهنة «سيعودون إلى وطنهم عندما يأتي الوقت المناسب لذلك»، وناشد تلك الجهات «القيام بدورها الإنساني والأخلاقي تجاه المهجرين السوريين الذين يصلون إلى أوروبا».
وحمل حنا المسؤولية عن الكوارث التي تمر بها سورية وشعبها لـ«المتآمرين» الذين يسعون لتدمير هذا البلد وتخريبه ويرسلون المال والسلاح للإرهابيين إمعاناً في تآمرهم ومخططاتهم الهادفة إلى تخريب بلد عربي فيه الكثير من القيم الحضارية والتاريخية والإنسانية. واستطرد موضحاً: «لم نعهد من قبل مثل هذا الدمار والخراب الذي يستهدف الحجر والبشر والصروح التاريخية والحضارية وكل ما هو جميل وإنساني في سورية». وأكد أنه لا يجوز الصمت أمام ما يحدث ولا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، فعلى المجتمع الدولي اتخاذ قرارات عملية من أجل حل الأزمة في سورية عبر وقف تدفق الإرهابيين والسلاح والمال الذي يرسل من أجل الدمار والخراب وليس من أجل البناء والرقي والتطور.
وأعرب عن أمله بأن يعمل أصحاب الإرادات الطيبة للمساهمة من أجل وقف العنف في سورية وإعادة الأمن إليها، وقال: «إننا نرفع الدعاء بعودة الأمن والأمان لسورية».
من جهة ثانية زار وفد من المؤسسات الحقوقية السويسرية المطران حنا للإعراب عن تضامنه حيال ما تعرض له من إهانة على أيدي قوات الاحتلال مؤخراً، حيث أكد حنا أن استهدافه هو «عينة بسيطة جداً من معاناة الشعب الفلسطيني»، مشدداً على أن من يستحقون التضامن هم أبناء شعبنا وهم صامدون في وطنهم مدافعين عن مقدساتهم ويناضلون من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم عن هذا الشعب.
وقبل أيام أوقفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطريقة استفزازية حنا والوفد الكنسي المرافق له بعد اختتام الاحتفال الديني الكبير بعيد السيدة العذراء الذي أقاموه في قرية عابود الفلسطينية وعودتهم إلى مدينة القدس المحتلة. واستمر التوقيف مدة تزيد على ثلاث ساعات تحت أشعة الشمس وتم التعامل معهم بطريقة غير إنسانية فيها الكثير من أساليب الإهانة والاستهداف كما تم توجيه بنادق جنود الاحتلال باتجاه المطران وتفتيش السيارة وإنزال كل الأواني الكنسية التي استعملت في القداس.
في سياق متصل استنكر اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين الحكم الذي أصدرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أمينه العام سعيد نفاع، مؤكداً أن هذا الحكم الجائر الجديد «لا يؤثر إطلاقاً على موقفنا من قضية التواصل مع شعوبنا العربية ولن يثنينا عن التواصل مع أهلنا في كل البلاد العربية».
وإثر زيارته لسورية عام 2007 مع وفد من أبناء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، اعتقلت سلطات الاحتلال نفاع وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة عام ونصف العام. والإثنين الماضي، أبلغت سلطات الاحتلال نفاع بالمثول أمام «مصلحة السجون» في 6 تشرين الأول المقبل لتنفيذ حكم السجن الصادر بحقه.
وشدد الاتحاد في بيان على الوقوف إلى جانب نفاع، واصفاً قضاء كيان الاحتلال بأنه «فاقد للنزاهة» وبأنه أداة لتنفيذ السياسات العنصرية المبنية على الكراهية والحقد العنصري ضد الفلسطينين والعرب، وأعرب عن رفضه التنازل عن مشروع «التواصل» مع المحيط العربي الذي يرفع لواءه نفاع، «مهما قدمنا من التضحيات ومهما تعرضنا لأحكام تعسفية».
بدورها أدانت «الحركة الوطنية الفلسطينية للتواصل» في بيان لها، الحكم الإسرائيلي بحق نفاع ورفض السلطات الإسرائيلية استئنافه، مشيرةً إلى أنه يستهدف ضرب مشروع التواصل مع المجتمع العربي ومع الأهل في سورية ولبنان. وأكد البيان أن «الحركة الوطنية للتواصل ستبقى على الرغم من الحكم الصادر بحق نفاع، مؤسس هذا المشروع، على ثوابتها والأسس التي قامت من أجلها» مؤكدةً أنها ستقف إلى جانب المناضل نفاع، الذي دفع ثمناً باهظاً سنين من الملاحقات حتى سجنه، داعيةً كل القوى الوطنية للوقوف إلى جانبه.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن