سورية

رفع الحصار وفتح الطريق إلى دمشق للمشاة وإدخال الطحين والخضر والغاز المنزلي…بدء إنجاز مصالحة قدسيا.. ومسلحوها إلى لبنان أو درعا.. والهامة خلال أيام

 جانبلات شكاي : 

رفعت السلطات السورية أمس الحصار المفروض على مدينة قدسيا وبلدة الهامة بريف العاصمة الغربي الشمالي جزئيا، وسمحت بإدخال كميات من الطحين والخضر والغاز المنزلي والدخول والخروج للمدنيين بعد نحو شهر ونصف الشهر من الحصار، وذلك على خلفية انجاز مراحل من وثيقة المصالحة التي تم توقيعها قبل أيام، وتسوية أوضاع 40 مسلحا فيها، والاتفاق على خروج عدد آخر من «المتشددين» باتجاه لبنان أو درعا.
وقالت مصادر شاركت في إنجاز المصالحة لـ«الوطن»: إن التوقيع على وثيقة المصالحة قد تم في مقر القيادة بدمشق عبر لجنة مفوضة من الأهالي وبحضور مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني وأمين فرع حزب البعث في ريف دمشق، وتضمنت الوثيقة «إنهاء جميع المظاهر المسلحة وإعادة الأمان للمدينة وتسوية أوضاع المطلوبين الراغبين بالتسوية وخروج من لا يرغب من المدينة نهائياً».
وبينت المصادر، أن «حصار قدسيا انتهى جزئيا وسمحت السلطات (أمس) بإدخال 12 طناً من الطحين و11 سيارة محملة بالخضر مع ألف جرة غاز، كما تم السماح للمدنيين من أهالي قدسيا بالخروج والدخول منها سيراً على الأقدام فقط دون السماح لدخول أو خروج السيارات الخاصة والعامة».
وكانت السلطات السورية قد فرضت حصارا خانقا على المدينة في 22 تموز الماضي على خلفية أنباء تحدثت عن خطف مسلحي قدسيا جندياً من الجيش السوري ونقله لاحقاً إلى بلدة الهامة.
وإن كانت المصالحة قد حددت مصير هذا الجندي، قالت المصادر: «إن أحداً لم يعد يتحدث عنه، ولم تعترف المجموعات المسلحة في قدسيا والهامة باختطافه مؤكدين أنه لم يكن يوماً عندهم حتى يقوموا بتسليمه».
وإن كانت المصالحة ستقتصر على مدينة قدسيا وحدها دون بلدة الهامة التي مازال مسلحوها يرفضون تسليم أسلحتهم، قالت المصادر: «إن بلدة الهامة تسير على الخطا نفسها وستنجز المصالحة فيها خلال وقت قريب جدا».
وأوضحت المصادر، أن مصالحة قدسيا «لم تتم بشكل كامل وما تم اليوم إجراءات مبدئية حيث قامت مجموعتان وعلى دفعتين بمعدل عشرين مسلحا في كل مرة خلال اليومين الماضيين، بتسليم أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة في ضاحية قدسيا، وتمت تسوية أوضاعهم ثم أعيدت أسلحتهم الخفيفة لهم (بنادق كلاشنكوف) بعد أن تحولوا إلى لجان شعبية في قدسيا يقع على عاتقها حماية مداخل البلدة من دخول أي مسلحين من مناطق أخرى».
وعن الإجراءات المتبقية لإنجاز رفع الحصار عن قدسيا بشكل كامل، قالت المصادر: «إن تنفيذ بنود المصالحة يتم على مراحل وكل منها في وقته، وقد تم بداية إغلاق بعض الطرق الفرعية للمدينة على طريق بيروت، أو باتجاه تجمع الأحداث ومساكن الحرس، ولم يبق سوى الطريق المؤدي إلى ضاحية قدسيا، وبعدها قامت المجموعتان المشار إليهما سابقا، بتسوية أوضاعهما، والخطوة الثالثة هي في خروج المسلحين المتشددين الذين رفضوا تسوية أوضاعهم خارج المدينة، وأمنت لهم السلطات وسيلة نقلهم ولكن ليس بواضح بعد الجهة التي سيتجهون إليها إن كانت إلى درعا كما أشيع بداية، أو إلى لبنان كما بدأ الحديث أخيراً، مع تسليم السلاح المتوسط وهو عبارة عن قاذفات مضادة للدروع (آر بي جي) ومدافع هاون، ومن دون أسلحة إن كانوا إلى لبنان».
وأوضحت المصادر، أن هؤلاء «يقدر عددهم بين 20 و30 مسلحاً، ومع خروجهم ستقطع المصالحة مراحل متقدمة، ولكن لاحقا سيتم تسوية أوضاع مسلحين آخرين داخل قدسيا في إطار استكمال المصالحة بشكل كامل وصولا إلى عودة مؤسسات الدولة إلى داخل المدينة، مع إمكانية قيام السلطات السورية بعمليات تفتيش لبعض المنازل، وإعادة طلاء واجهات المحال بالعلم السوري وإزالة أي شعارات تخص المعارضة، وفي مراحل لاحقة ستتم إعادة فتح طريق قدسيا إلى دمشق عبر وادي بردى، وذلك بعد الانتهاء أيضاً من إنجاز مصالحة الهامة ووصول الأوضاع لما هو مشابه حالياً لمنقطة يبرود». ونفت المصادر، أن يكون إنجاز المصالحة في كل من قدسيا والهامة مربوطاً بمصالحات أخرى سواء في ما يتعلق بوادي بردى أو مدينة الزبداني، وقالت: «إن المصالحة هنا أنجزت بعد التقاء إرادة السلطات الرسمية مع إرادة الأهالي، وخصوصاً أن 95 بالمئة من أهالي المدينتين لا مصلحة لهم بالدخول في حرب مع السلطات الرسمية، وفي المراحل النهائية قد ترجع عناصر الشرطة والأمن للدخول إلى المدينة ولكن كل شيء في وقته».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن