ثقافة وفن

بأجواء دمشقية أصيلة أقامت مؤسسة «تاريخ دمشق» حفلها السنوي … سامي المبيض لـ«الوطن»: أرشيف مدينة دمشق وذاكرتها مهددان والتشويه حدث بفعل الفساد وليس بسبب الحرب … بثينة شعبان: إحدى نتائج الحرب على سورية أنها جعلتنا أكثر تمسكاً بهويتنا وتراثنا وخوفاً على هذه الهوية

| سارة سلامة – ت: طارق السعدوني

في ليلة دمشقية بامتياز شهد عليها المكان الطاعن في التاريخ متحف دمشق الوطني والموسيقا الكلاسيكية التي قدمها «خماسي موسيقا من روح الشرق» بإشراف المايسترو عدنان فتح الله، شدت أعذب الألحان والأغان الدمشقية، وبحضور لفيف من أصدقاء «مؤسسة تاريخ دمشق» من شخصيات عامة ومفكرين ومثقفين ورجال وسيدات أعمال وحشد من المهتمين، أقامت المؤسسة حفلها السنوي. بعد إلقاء التحية على أرواح شهداء الوطن وافتتاح لا يخلو من وقع النشيد السوري.
وكلمات الحاضرين التي انبعثت لتحاكي تاريخ مدينة تعشقت بأبهى صور الحضارة والعراقة والقدم. لتكون الكلمة الفصل مع الفنان القدير دريد لحام الذي ألقى كلمة نيابة عن مجلس حكماء المؤسسة وذلك بمناسبة انضمامه للمجلس، وقام برواية الكثير من القصص والمرويات عن علاقته ونظرته وتجربته مع مدينة دمشق.
كما أعلن عن نتائج مسابقة فخري البارودي للمؤرخين الشباب لعام 2018، حيث احتفى الحفل بالمتسابقين الذين شاركوا خلال المسابقة بأبحاثهم المتنوعة حول مدينة دمشق. وتم منح لقب العضوية الدائمة لبعض الشخصيات التي ساهمت في دعم المؤسسة وتمويل مشاريعها.

تأريخ تاريخنا الشفوي

وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في تصريح خاص لـ«الوطن» أن «إحدى نتائج الحرب على سورية أنها جعلتنا أكثر تمسكاً بهويتنا وتراثنا وخوفنا على هذه الهوية. ومن هنا تنطلق المؤسسة لتأريخ تاريخنا الشفوي وتأريخ كل ما تركته لنا الأجيال. كما أن مفهومنا للتاريخ تغير ولم يعد التاريخ هو ما نقرؤه عن الماضي ولكن التاريخ هو ما نصنعه اليوم وما ندرّسه لأجيال الغد حتى يصبح صمود سورية كما كان في هذه المرحلة عامل تغيير في المنطقة والعالم برمته إلى الأفضل، وما نشهده اليوم في الحالة الفنية التشكيلية والحالة الفكرية هو تعزيز لهذا الصمود وتوثيق له كي يربى عليه أبناؤنا وأحفادنا».

أرشيف وذاكرة مهددان

وفي حديثه إلينا عن إنجازات المؤسسة خلال عام على تأسيسها قال الدكتور سامي المبيض: إنه «في صيف 2018 وقعنا عقداً مع مديرية الآثار والمتاحف وأطلقنا جائزة البارودي وبدأنا بمجلة دمشق باللغة العربية والإنكليزية، والمشروع الأكبر هو موضوع التوثيق الذي يمثل قضية الاتفاقية التي وقعت ولكن إلى الآن لم تنقل إلى حيز التنفيذ وهذا مشروعنا في عام 2019، على حين مشروع عام 2020 هو نادي دمشق. على غرار نادي حلب».
وأضاف المبيض: إن «أعضاء المجلس التنفيذي ومجلس الأمناء هم نفسهم الفريق المؤسس الذي بدأ في عام 2015، أما مجلس الحكماء الذي يعتبر المجلس الاستشاري فيقوم على شخصيات كانت إما شاهدة على تاريخ دمشق وإما صانعة له من الاتجاهات كافة، لذلك نرى اليوم انضمام الفنان القدير دريد لحام عن القطاع الفني والثقافي مهم جداً، وكذلك الأب الياس زحلاوي. والدكتور إياد الشطي عن القطاع الصحي، وسنعمل على جمع الكثير من الحكماء».
وعن هدف المؤسسة ورسالتها بين المبيض أن «أرشيف مدينة دمشق وذاكرتها مهددان وما تزال، فهناك جيل غاب وجيل غيبه الموت وجيل غيبته الحرب، وهناك الكثير من تفاصيل مدينة دمشق بدأت تغيب من ناحية الشكل، والتشويه الذي أحدثه الفساد وليس تشويه الحرب، وأرشيف فقد وبيوت هجرت وفيها أوراق وأرشيف المدينة موجود ببيوت الناس ودوائر الدولة وهذا ما نحاول استخراجه وترميمه ووضعه بين أيادي الأجيال القادمة».
وعن طموح المؤسسة أوضح المبيض أننا «نطمع بعد تعاوننا مع مديرية الآثار والمتاحف، بالتعاون مع وزارة العدل لتوثيق الأرشيف العدلي للمدينة فهو أرشيف غني جداً، وكذلك التعاون مع وزارة التربية وأرشيف مكتب (عنبر) الموجود بثانوية جودة الهاشمي، لذلك سنعمل على الانتقال من دائرة إلى دائرة».

بناء القومية والوطنية

وألقى نائب رئيس مؤسسة تاريخ دمشق جميل مراد كلمة المؤسسة قال فيها: إن «اجتماعنا في هذه القاعة بعد عقود طويلة من صناعتها ما هو إلا ترجمة دقيقة للرؤية الاستشرافية لمالكها جميل مردم بيك عندما أوصى بها لمتحف دمشق الوطني، حرصاً منه بالمحافظة عليها وعدم ضياعها في غياهب النسيان. ومن هنا نطرح سؤالاً عن كم الشواهد التاريخية التي تعرضت إلى الإهمال والتخريب المتعمد أو غير المتعمد وانطلاقاً من هذا السؤال انبثقت الغاية من تأسيس (مؤسسة تاريخ دمشق) لتسهم ما استطاعت في توثيق وحفظ تراث هذه المدينة المادي واللامادي».
وأضاف مراد إنه: «منذ عام مضى انطلقت أعمال المؤسسة بشكل رسمي عبر إطلاقها مجموعة من النشاطات، وتم إطلاق جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب وكم كنا سعداء عندما وصلتنا أبحاث من شباب وشابات من مختلف التخصصات اجتمعوا في حبهم لتاريخ هذه المدينة، وأسسنا مكتبة تاريخ دمشق وزودناها بالكثير من المراجع والكتب والوثائق باللغتين العربية والإنكليزية لتكون سنداً للباحثين في أعمالهم، وتم إطلاق موقع المؤسسة الإلكتروني ومجلة دمشق الإلكترونية الثقافية والتي أصبحت تقدم مقالات ودراسات عن مختلف نواحي الحياة الدمشقية. وكان الإنجاز الأهم هذا العام توقيع اتفاقية تعاون بين المؤسسة والمديرية العامة للآثار والمتاحف إذ بدأنا بالإعداد بفرز وتوزيع وأرشفة أكثر من 4 ملايين وثيقة بالتعاون مع مركز الوثائق التاريخية».
وبين مراد أن «خطتنا لعام 2019 ستكون امتداداً لما بدأناه سابقاً سواء على صعيد مجلتي دمشق الإلكترونية والمحكمة إضافة إلى إطلاق النسخة الثانية من جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب وإطلاق المرحلة التنفيذية من مشروع التوثيق وإعداد الدراسة النهائية والخطة الإستراتيجية لمشروع نادي دمشق الثقافي الاجتماعي والسعي لإيجاد مقر مناسب له. إن مدينة دمشق بموقعها المتميز على خريطة الحضارة العالمية تحملنا مسؤولية الحفاظ على هذا التراث وصيانته ليبقى خالداً للأجيال القادمة لأن التاريخ عامل مهم في بناء القومية والوطنية».

تشجيع الشباب

وخلال كلمة له قال قاسم الشاغوري مدير مشروع جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب إن: «المؤسسة منذ أن كانت فكرة في أذهان مؤسسيها أواخر العام 2015 كان مشروع جائزة فخري البارودي، هدفاً أساسياً في عملنا ومنذ ذلك الحين أيضاً كان التفكير أن تبقى تلك المسابقة باسم رجل من رجالات سورية، وكانت الأسماء كثيرة لكن المؤسسة استقرت على اسم شيخ شباب عصره الزعيم فخري البارودي، ويعتبر زعيم دمشق من طليعة الرواد السوريين في الحقل الوطني ومن الآباء المؤسسين للجمهورية السورية، وترك بصمات راسخة في المجال الثقافي والمجتمعي والاقتصادي وشارك في تأسيس إذاعة دمشق والتلفزيون السوري ومعرض دمشق الدولي والكشاف الدمشقي، كما عمل على تأسيس أول مركز دراسات عرفته البلاد حمل اسم (مكتب البارودي للدعاية والأنباء)، وقام البارودي برعاية وتأهيل جيل كامل من الفنانين والرسامين والشعراء والأدباء والراقصين وشارك بنهضة المسرح السوري، وكان له عدة مشاريع ريادية، لذلك سميت الجائزة تيمناً بهذه القامة الوطنية وهي جائزة لتشجيع الفئة العمرية من الشباب من 20 إلى 35 عاماً حيث يستطيع أي شاب يحقق شرط السن التقدم إلى المسابقة ببحث واحد عن تاريخ مدينة دمشق في أي مجال من المجالات الحياتية يتناولها هذا البحث على أن يستوفي الباحث المتقدم إلى المسابقة شروطاً أكاديمية معينة وضعتها المؤسسة».
وأفاد الشاغوري أن «الأبحاث المقدمة قام بتحكيمها كل من الأستاذ الدكتور سامي مبيض رئيس مؤسسة تاريخ دمشق، والأستاذ عماد الأرمشي مؤرخ مختص في تاريخ مدينة دمشق وتاريخ العمارة الدمشقية والإسلامية، والأستاذ مالك محاسن وهو مهندس معماري وكاتب في التاريخ الدمشقي ويرأس مجلة دمشق الالكترونية، كما قام بنك الشام برعاية المسابقة لعام 2018 رعاية كريمة، وواكبنا كل من إذاعة المدينة وصحيفة «الوطن» مواكبة إعلامية منذ بداية انطلاق المشروع حتى الآن».
وبين الشاغوري أنه «وصلت إلى المراحل النهائية من مرحلة التحكيم ثمانية أبحاث تنوعت بين الدراسات السياسية- الاجتماعية- والثقافية وتناولت مدينة دمشق في حقبات زمنية مختلفة. وحصل جميع المشاركين في المسابقة على شهادات المشاركة، بينما حصل الفائزون الثلاثة الأوائل، إضافة إلى شهادات المشاركة، على درع المرتبة الفائزة وجوائز مالية مقدمة من بنك الشام وقام كل من الدكتور سامي مبيض والرئيس التنفيذي لبنك الشام أحمد اللحام بتكريم الفائزين: حيث تصدر المركز الأول الباحث محمد رنكوس (صانع بروكار ومالك مشغل للأقمشة) الذي قدم بحثاً فريداً بعنوان (الأقمشة الدمشقية). واحتل المركز الثاني الباحث ماجد غازي الجبر أبو فخر (طبيب أسنان وطالب في مرحلة الدكتوراه) حول بحث بعنوان (دمشق بين صيف 1860 الحار وصيف 1865 الدافئ). أما المركز الثالث فكان من نصيب الباحث محمد يحيى ركاب (طبيب أسنان وطالب في مرحلة الدكتوراه) عن بحث بعنوان (الوحدة والخطايا الثلاث)».

مزيج من الفخر

ومن خلال كلمة ألقاها قال الرئيس التنفيذي لبنك الشام أحمد اللحام إنه: «في رحاب المتحف الوطني بدمشق ووسط هذه الكوكبة الجميلة لا أذيع سراً إذ أقول إنني أشعر بمزيج من الفخر وسط شبابنا المتألقين اليوم المشاركين في مسابقة جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب، لا يفوتني أن أتوجه بالتقدير إلى كل من ساهم بالحفاظ على التراث والحضارة السورية ليس فقط في المتحف الوطني عميد المتاحف السورية بل في كل ربوع سورية الحبيبة».

برامج طموحة

بينما قال عضو مجلس أمناء المؤسسة ثائر اللحام: إنه «كان لدينا برامج طموح وجربنا أن نرتب البيت الداخلي للمؤسسة وتكون للمؤسسة هيكلية واضحة وبرنامج واضح. وفي الوقت ذاته بدأنا نطلق مشاريع للمؤسسة مثل مشروع جائزة فخري البارودي ومشروع التوثيق وأمضينا الاتفاقية وصار الوقت لنضعه بالتنفيذ ولدينا هذا العام مشروع كبير (نادي دمشق) وهو عبارة عن مشروع اجتماعي تاريخي ثقافي ترفيهي».

التنشيط الفكري والذهني

ومن جهته أكد الفنان عباس النوري أن «الشام هي عرف إنساني عالٍ فوق مسؤولية أهلها، وأعتبر نفسي صديقاً مشاغباً على هذه المؤسسة، ولا شك أن مهمتها تنشيط وإعادة التذكير بالتاريخ، لأن التاريخ ليس للقراءة والحفظ فقط بل هو للتنشيط الفكري والذهني. ويصبح هناك حالة عملانية لإعادة الاعتبار لكثير من مراحل تاريخ الشام المغيبة بفعل عناوين مختلفة مثل الانقلابات العسكرية والانتصارات المفبركة. والآن قلة من يذكرون عبد الرحمن الشهبندر ويوسف العظمة. هذه الشخصيات ليست للاحتفاء بها إنما للتفكير بها وإعادة النظر فيها. وتقام هذه الفعالية بقاعة منزل جميل مردم بك وهو واحد من الشخصيات الكبيرة جداً. يجب أن نعرف انتماءنا إلى من؟ بعد كل ما جرى هناك محاولات لتكريس مفاهيم بينت عليها شخصية وطنية أعتقد أن فيها إشكاليات وانقسامات وأشياء مجهولة».
وأضاف النوري: إن «المؤسسة إذا أخذت القسط العادل من الدعم يمكن أن تتحول إلى أكاديمية صغيرة لتنشيط التاريخ وتفعيل التاريخ بالشارع حتى لا يبقى التاريخ عبارة عن كتب مرمية جنب الأحذية بمنطقة (الحلبوني). ويجب أن تأخذ على عاتقها دمشق منذ ولادتها حتى الآن، ويبقى ذلك حسب ما يتوافر لها من مراجع مكتوبة أو آثار معينة يمكن قراءتها».

بحث متفرد

وبدوره بين الباحث محمد عيد رنكوس (خريج الثانوية الصناعية الثانية اختصاص البروكار الدمشقي). الحاصل على المركز الأول في المسابقة أن «مدينة دمشق اشتهرت بأقمشة عديدة كان أميزها نسيج الداماس أو ما يسمى دامسكو المعروف عالمياً نسبة لها. وتتوج على رأس الأقمشة الدمشقية البروكار الدمشقي»، مبيناً أن «الجائزة تعطيني الكثير من الأمل كشاب لديه طموحٌ ودفعٌ ليكون بسيرتي الذاتية حصولي المركز الأول عن بحث (الأقمشة الدمشقية) فهو بحث متفرد، وأغلبية المتسابقين اختصوا باليوميات الدمشقية والتاريخ السياسي لمدينة دمشق واختصاصي في الأقمشة الدمشقية كان خارج عن المألوف»، مضيفاً: إننا «نحتاج إلى ضخ دم جديد وكوادر جديدة، حتى لا تندثر هذه المهنة، والآن نحن نعاني صعوبات في الإنتاج وتأمين خيط الحرير الذي كان سابقاً عن طريق معمل الدريكيش وللأسف اليوم مغلق، ويتم استيراد المادة الأولية من الصين، كما أن التصريف في ظل الأزمة والحرب ضعيف جداً».

رسالة «مؤسسة تاريخ دمشق»

في السنوات القليلة الماضية تعرضت مدينة دمشق، شأنها شأن كل المدن السورية طبعاً، إلى تغيرات جسيمة فرضتها الحرب الدائرة في البلاد، أدت إلى تشويه هوية المدينة البصرية والثقافية، وإلى خراب بعض أحيائها القديمة مع انهيار عدد لا يستهان به من القصور والبيوت الأثرية، وإلى ضياع نسبة كبيرة من أرشيف دمشق المادي والورقي نتيجة القدم والإهمال والفساد.
في خريف عام 2016 قررنا إنشاء مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، هدفها الحفاظ على ما تبقى من ذاكرة دمشق، أطلقنا عليها اسم «مؤسسة تاريخ دمشق»، عقد أول اجتماعات المؤسسة في بيت دمشقي صغير في «حارة الورد» في حي سوق ساروجا، أصبح اليوم مركزاً لأعمال المؤسسة، يدار من مجموعة من المتطوعين، من فنيين وتنفيذيين وأعضاء مجلس أمناء ومؤسسين.
سعينا معاً للبحث عن الصور القديمة والأفلام والصوتيات، إضافة للمطبوعات والأوراق الشخصية والمذكرات غير المنشورة والكتب القديمة والمخطوطات والمراسلات الخاصة والرسمية، جميع تلك الكنوز أو ما تبقى منها موجود إما في مستودعات الدوائر الحكومية وإما داخل دور دمشق القديمة في حوزة أهلها، يتناقلونها بالتوارث من جيل إلى آخر. الكثير من تلك الأوراق والمستندات قد بدأت تتلاشى وتضيع بسبب الإهمال وسوء ظروف الحفظ، وظهر عدد كبير منها في مراكز أبحاث غربية، في باريس ولندن وواشنطن، بعد أن تم تهريبها من سورية خلال السنوات الماضية.
تسعى مؤسسة تاريخ دمشق إلى جمع تلك الأوراق المبعثرة في متحف إلكتروني والاحتفاظ بالنسخة الأصلية منها عند الإمكان إلى حين انتهاء الحرب الدائرة في سورية، حيث سيتم عرضها في متحف فعلي يكون تحت تصرف المهتمين والباحثين في التاريخ الدمشقي المعاصر.
مجلس أمناء «مؤسسة تاريخ دمشق» دمشق الشآم 17 نيسان 2017

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن