ثقافة وفن

«آخر الليل» يرصد دور الظالم في غيّه والضحية في مظلوميتها … أسامة الحمد لـ«الوطن»: الأغنياء يطحنون الفقراء بينما الفقراء يرتكبون الأخطاء لظروف معينة

| سارة سلامة

يواصل المخرج السوري أسامة شهاب الحمد تصوير المسلسل اللبناني السوري المشترك «آخر الليل»، عن قصة ديمتري ملكي، ومعالجة درامية لعبير صيّاح، إنتاج شركة «الصدى للإنتاج الفني». وتدور أحداث المسلسل في قالب رومانسي تشويقي ضمن علاقات متشابكة، في ثنائيات وثلاثيات من معادلات الحب، بالتوازي مع خطوط من الواقعية الدرامية تسير بين طبقتي المجتمع المتناقضتين في الفقر والثراء مع رصد معاناة كل منهما رغم اختلافهما، لتصل إلى معالجة التداخل بينهما عبر معادلة تظهر القاهر والمقهور، وبخاصة دور الظالم في غيّه، والضحية في مظلوميتها أيضاً.
ويقدم بطولة العمل الدرامي كوكبة من النجوم، من أبرزهم السوريون محمد الأحمد وفاديا خطّاب ويزن السيد، واللبنانيون وسام صليبا، وجورج شلهوب، وريتا حرب، وتينا يموت، وغنوة محمود، وليلى جريج، ونيكولا مزهر، وغبرييل يمين، وماري بيل طربيه، وجوي الهاني، وختام اللحام، ورندة كعدي، وليلى قمري، وحنين طفيلي، وربيع الحاج، ومحمود المصري، وغيرهم.
«الوطن» استطلعت أراء بعض الفنانين المشاركين في العمل وأدوارهم .

لا عقبات أمام الجبروت
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الحمد إن: «الطبقة الوسطى في معظم المجتمعات العربية بدأت بالتلاشي لأسباب كثيرة، من بينها طحن الفئات الغنية لمن هم دونها، ومع ذلك لا يخلو الأمر من أخطاء وخطايا يرتكبها من هم في الطبقات الأضعف مادياً، ولكل منهما أسبابه أو نزواته وظروفه».
وأضاف الحمد إنه: «من المهم درامياً سبر غور كل فئة ومعايشتها وفهم ترتيب الحياة فيها، والتوجه بالضرورة نحو نقاط الاشتباك بينها والسير في تشعباتها. وفي التفاصيل تحاك الخطوط حول رجل أعمال فاحش الثراء، جبروته ينافس حبه للمتعة وملذات الحياة أياً تكن النتائج أو الضحايا أو الأثمان التي يتحملها غيره طبعاً، فلا محرمات في رأيه ولا عقبات من المسموح أن تقف في طريقه».

على هامش الحیاة
وفي الضفة الأخرى من حياة فريد يجسّد الممثل السوري محمد الأحمد شخصية «صلاح»، مجهول الهویة والنسب في مكان حيث يعيش الناس على هامش الحیاة، أي قید الدرس بلا هویة ولا مستقبل، بلا أي عائلة إلا مع والدته التي تحمل سراً كبيراً يربطها بـ«فريد»، وتؤدي دورها الممثلة السورية فاديا خطّاب. يحدث الانعطاف في خط «صلاح» عندما يدفعه شظف العيش إلى الإصرار على السفر عن طريق البحر واللجوء إلى أوروبا مع عدد كبير من اللاجئين السوريين، ما يضطر أمه إلى البوح بسرها، ويصبح أحد المحركات الأساسية للأحداث لاحقاً.
ويجسّد وسام صليبا دور «وسام» ابن «فريد»: «شخصية فوقية بعض الشيء، عملية بدايةً، تعرف جيداً ماذا تريد، فخطبته مثلاً مبنية على قناعة عقلية لا أكثر، ولا تمنعه من إقامة علاقة أخرى، فالزواج الذي يخططان له، ليس خلاصة حب بینهما وإنما كلا الطرفین یعي ماذا يريد من الآخر إلى أن يصادف امرأة يراها مختلفة عن كل ما عرفه سابقاً، فتجعله مستعداً للتخلي عن الواقعية والانجراف في الحب بعيداً معها، إلا أن المصائب تنهمر على أسرته، فيُصدم حتى النخاع، وتبعده عما يصبو إليه، على حين يجاهد من أجل إعادة الأمور إلى نصابها».

التلاعب بالعقول
بينما تجسّد ريتا حرب شخصية «كارلا» مديرة العلاقات العامة في شركته وعشيقته الجشعة، والرأس المدبر لمعظم المؤامرات، وصاحبة المقدرة على التلاعب بالعقول، والتصرف بمظهر الطيبة على حين هي تخفي كمية من الشر الذي لا حدود له. وتوضح أن أدواتها لا تعتمد على الانفعال الجسدي بل على الحركة الخافتة كنظرات العينين.
وتؤدي غنوة محمود شخصية «فيفيان» شقيقة «كارلا» الشابة الجميلة، خطيبة «وسام» المغرمة به، قبل أن تتعرض خلال فترة التحضير للزواج، وفي لحظة مصيرية، لحدث حاد، يقلب الأحداث والشخصية رأساً على عقب، فيحولها من إنسانة طيبة، إلى أخرى شريرة بغرض الانتقام الأعمى، وفق وصفها، مضيفةً إن «كارلا تتميز بثقة عالية بالنفس والتعجرف والغرور والانفعالية».
على حين تؤدي تينا يموت دور «لورا»، شابة في العقد الثاني من عمرها. وهي فتاة مجتهدة ذات شخصية جذابة، كما أنها مهذبة وطيبة وحساسة جداً. رغم أنها لا تظهر هذا إلا أمام صديقتها وحبيبها. وتنحدر من عائلة متواضعة وقد كانت تثابر على العمل وكسب العيش من أجل عائلتها. وتبدو إنسانة قوية وذات آراء ثابتة، ولكنها في الحقيقة رقيقة الإحساس تضغط على نفسها كي لا يبان عليها. كما أنها تجهل تماماً عالم الحب، ويكاد يكون حبها أعمى فتقع ضحيته، ما يؤدي إلى تعقيد أمورها الحياتية. لذلك تضطر لورا أن تناضل من أجل أن تتقبل ظروفها وتتصالح مع ذاتها فهي تعلم جيداً أن عليها أن تتغلب على مخاوفها ونقاط ضعفها.
أما شخصية دينا شقيقة «لورا» فتجسدها جوي هاني، التي تساهم في إعالة عائلتها على الرغم من أنها ما تزال في مرحلة دراستها الجامعية، يمكننا القول إنها الجانب الحذر الذي يحاول تنبيه «لورا» دائماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن