الأولى

تركيا لن تشارك في عمل عسكري يستهدف «النصرة» بريف إدلب! … فتح الطريقين الدوليين من حلب إلى حماة واللاذقية بأسرع وقت ممكن

| حلب - خالد زنكلو

استبعدت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة»، مشاركة تركيا في أي عمل عسكري يستهدف قواتها في محافظة إدلب والأرياف المجاورة التي تسيطر عليها بشكل شبه تام، وذلك رداً على تقارير إعلامية معارضة تحدثت عن مباحثات لخبراء عسكريين أتراك مع نظرائهم الروس في موسكو بهدف التنسيق للقيام بعمل مشترك ضد «النصرة» على خلفية امتناعها عن تنفيذ بنود اتفاق «المنطقة المنزوعة السلاح» التي نص عليها اجتماع الرئيسين الروسي والتركي في 17 أيلول الفائت بمنتجع «سوتشي» الروسي.
واعتبرت المصادر أن المباحثات العسكرية الروسية التركية الأخيرة حول إدلب تستهدف دراسة «أفكار» تركية ووضع «تصورات» مشتركة لما يمكن أن يكون عليه الوضع مستقبلاً، في آخر معقل للفرع السوري لتنظيم القاعدة، مع التمسك بمد عمر «المنزوعة السلاح» لحين نضج «ظروف» تنفيذ بنودها على أرض الواقع، وفي مقدمتها فتح الطريقين الدوليين من حلب إلى حماة واللاذقية، بعد هيمنة «النصرة» عليهما بالكامل على حساب الميليشيات المسلحة الممولة والموالية لتركيا، وأشارت إلى أن الطريقين سيوضعان في الخدمة أمام حركة المرور والترانزيت «في أقرب وقت ممكن».
ورأت المصادر أن تدخل تركيا عسكرياً ضد «النصرة» يتعارض مع «مصلحة» أمن حدودها ما دامت تؤدي الدور الوظيفي الأبرز في حمايتها، ولفتت إلى أن الحشود العسكرية التركية خلال اليومين الأخيرين في لواء إسكندرون (ولاية هاتاي) على تخوم إدلب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي لا تشي بالاستعداد لتنفيذ عمل عسكري.
ولم تستبعد تنفيذ الجيش العربي السوري عملية عسكرية «محدودة» بمؤازرة القوات الجوية الروسية داخل مناطق محددة باتجاه «المنزوعة السلاح» في أرياف اللاذقية الشمالي الشرقي وإدلب الغربي وحماة الشمالي الغربي، إثر استقدامه حشوداً كبيرة إلى خطوط تماس جبهات القتال المرشحة للتصعيد بعد الخروقات المتكررة لـ«النصرة» صوب المناطق الآمنة والنقاط العسكرية للجيش فيها.
وبينت المصادر أن جولة مباحثات رؤساء ضامني مسار «أستانا» المقبلة في 14 شباط الجاري في سوتشي «مصيرية» في تحديد المطلوب من أنقرة حيال «النصرة» و«التنظيمات الراديكالية» في ظل إخفاق جهودها في تطبيق «المنزوعة السلاح».
في السياق ذاته، ربطت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا مسلحة شكلتها تركيا في إدلب وجوارها، تحرك «تحرير الشام» باتجاه إقالة التيار المتشدد في قياداتها العسكرية و«شرعييها» في إطار النصائح التركية المقدمة إليها لإظهار «اعتدال» نهجها. وقالت المصادر لـ«الوطن»: إنه مطلوب من «تحرير الشام» في الفترة القريبة المقبلة القيام بمزيد من «الترتيبات» والإجراءات «المطمئنة»، وقد تطلب حل حكومتها «الإنقاذ» وتشكيل حكومة جديدة بديلة عن «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف السوري» المعارض والمدعومة من تركيا بعد أن خسرت كل مناطق إدارتها، بما فيها «المجالس المحلية» لمصلحة «النصرة» مع قبول الاندماج بجسم عسكري مع ميليشيات تركيا وإبداء مرونة أكثر من بلورة واجهة «سياسية» متفق عليها في إدلب لإدارتها.
بموازاة ذلك، بثَّ «تحرير الشام» عبر قناته الرسمية على «تليغرام» بحسب مواقع معارضة، صوراً تُظهر تخريج دفعة جديدة من الإرهابيين المنتمين لما تسمى «القوات الخاصة»، والذي يطلق عليها التنظيم لقب «العصائب الحمراء». وظهر اسم «العصائب الحمراء» عقب عمليات انتحارية نفذتها ضد قوات الجيش والقوات الرديفة والحليفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن