رياضة

رغم تواضع الأداء منتخبنا حقق الأهم…كرة القدم ضحكت لمنتخبنا ففاز وتصدر

 ناصر النجار : 

تصدر منتخبنا الوطني لكرة القدم مجموعته الخامسة في التصفيات الآسيو- مونديالية عقب فوزه على خصمه الصعب سنغافورة بهدف رأسي جميل حمل توقيع عدي الجفال في الدقيقة 59.
ولم ترتق المباراة إلى المستوى المتوقع وخصوصاً في الشوط الأول الذي ضاعت فيه الكرة بين زحمة أقدام اللاعبين، وتصدى حارسنا إبراهيم عالمة لفرصتين خطرتين للمنتخب الضيف، وفي شوط المباراة الثاني تحسن أداء منتخبنا فسجل هدفاً وأضاع ثلاثة، وسنحت لمنتخب سنغافورة أكثر من فرصة للتعديل فتصدى القائم لواحدة، وحارسنا لفرصتين وانتهت المباراة كما تمنينا بفوز وصدارة لمنتخبنا، وملاحظات عديدة على الأداء الذي لم يقنع أحداً.

النصف المملوء
من الظلم بمكان أن ننظر إلى منتخبنا ومباراته بعين واحدة، وعلينا النظر إليها بعينين واسعتين مدققتين، نحلل فيها أداء المنتخب دون أن نستبعد الأجواء المحيطة، وأن نتجاهل الظروف والعوامل والإمكانات وما شابه ذلك.
المباراة في العنوان العريض حققت الهدف، وأقصت ولو بشكل جزئي أحد أبرز المنافسين الذين قد يقفون أمام طموح منتخبنا، ومن الممكن أن يقضّ مضجعه ويبدد أحلامه، ليس بالوصول المونديالي وحسب، بل بالوصول المريح إلى النهائيات الآسيوية.
وعندما فرض منتخب سنغافورة التعادل على اليابان بأرضه ووسط جماهيره، فهذه مفاجأة في العرف الكروي، لكن بالمقابل تدل على قدرة هذا المنتخب الذي كوّن شخصية كروية فرضت احترامها، ولم يكن ينقصها إلا القليل من الخبرة لتقول كلمتها في البطولات الكبرى.
من هذا المبدأ كانت المباراة صعبة على منتخبنا، وخصوصاً أنه واجه فريقاً طموحاً متزوداً بروح معنوية عالية، عرف منتخبنا كيف يتعامل مع المباراة وأجوائها ومع جموح المنتخب السنغافوري، وهو حقق الأهم بالفوز والاستحواذ على النقاط الغالية والصعبة، سواء فزنا بهدف أو بمئة، فالنقاط هنا لا تتغير.
ودوماً الحديث في كرة القدم يتطلب البحث في العوامل والأجواء المحيطة والظروف، فالأمر الإيجابي أن تفوز خارج أرضك ولو كانت مباراة محسوبة لك، والأمر الأكثر إيجابية أن تفوز بملاعب صامتة، وقد اعتادت كرتنا أن يواكبها هدير لا ينقطع.
ومن الإيجابيات أن تلعب وأن تفوز دون أن يتسنى لك أداء أي مباراة استعدادية أو الدخول في أي مرحلة استعداد أو تحضير معقول، وهذا كله لم يصب بمصلحة منتخبنا الذي كان على قدر العزم والمسؤولية كادراً ولاعبين، والمفترض أن ينظر منتخبنا إلى نصف الكأس المملوء ليعزَّز ما فيه من إيجابيات فيواصل مشواره تقدماً وألقاً وصولاً إلى المباراة الأهم مع اليابان.

النصف الفارغ
كل ذلك يجب ألا يعمينا عن حقائق يجب الانتباه إليها جيداً والتركيز عليها، وهنا نصف الكأس الفارغ، أولاً علينا الاعتراف أن كرة القدم ضحكت لمنتخبنا ففاز رغم كل شيء، وإذا نظرنا إلى كم الفرص التي أضاعها لاعبونا، فإن ما أضاعه لاعبو سنغافورة كان أكبر وأكثر وأخطر!
وإذا كان العالمة حارسنا في الأوج فإن دفاعنا كان (شوربة) ويكفينا القول: إن منتخب سنغافورة (فتح شوارع) فيه، وكاد يسجل أكثر من مرة، وله ركلة جزاء صحيحة مررها الحكم بدعوى إتاحة الفرصة، وهنا نتساءل: هل كان الزخم الهجومي السنغافوري سببه تواضع دفاعنا؟
أما الخط الأمامي فقد أصابنا بالذهول لإضاعته فرصاً ما كنّا نتوقعها أن تضيع من لاعبين محترفين بمواجهة المرمى!
ما شاهدناه من أداء لم يمتع ولم يقنع نضعه برسم الجهاز الفني للمنتخب وهو الأعلم بالأسباب والأدرى بالإصلاح، وعلينا دائماً أن نتذكر أن مبارياتنا الصعبة المتبقية هي ثلاث، مع اليابان مرتين ومع سنغافورة على أرضها، وهذه الثلاث كفيلة بأن ترفعنا إلى الأعلى وتضع أحلامنا موضع التنفيذ، أو إنها تعيد كرتنا إلى سيرة الإخفاق والفشل الذي كان حالها في السنوات الخمس الماضية، فما تأهلنا للمونديال لفشل إداري وما وصلنا النهائيات الآسيوية لفشل فني.
أخيراً نذكر أن اليابان بالمجموعة ذاتها فازت على كمبوديا 3/صفر.

المؤتمر الصحفي
في المؤتمر الصحفي الذي وافانا به الزميل بشار محمد منسق المنتخب، أكد المدرب الوطني فجر ابراهيم أن الغاية تحققت بتحصيل النقاط الكاملة ومعها الصدارة وبالتأكيد هناك بعض الملاحظات سيتم تلافيها قبل لقاء كمبوديا وأضاف: لعبنا أمام منتخب متطور ويملك مدرباً خبيراً استطاع نقل الكرة السنغافورية إلى حيز الكرة الحديثة المتميزة بانضباط تكتيكي واضح.
وتابع الابراهيم: الفترة القصيرة التي التأم بها شمل المنتخب وانخفاض المردود البدني لدى بعض اللاعبين أثرا في مردود المنتخب كذلك الرطوبة العالية لكن الغاية تحققت فالعلامة الكاملة هي الأهم لعدة اعتبارات أهمها المحافظة على ثقافة الفوز وتعزيز الحالة المعنوية للاعبين.
وأهدى الابراهيم الفوز لشهداء سورية وأمهاتهم معتبرا أن الشعب السوري بأمس الحاجة للفوز لرسم البسمة في هذا الظروف الصعبة.
من جهته اللاعب رجا رافع قال: المنتخب حقق الهدف وهو الصدارة واستمرار حالة الفوز مهم بالنسبة لنا قبل التوجه للقاء كمبوديا مضيفاً: لم نوفق بالشوط الأول بترجمة افضليتنا لكن في الحصة الثانية كنا الافضل وحققنا الفوز وأهدي الفوز للسوريين ولأرواح شهداء سورية.

بطاقة المباراة
الموعد: الخميس 3 أيلول 2015.
المنتخبان: سورية * سنغافورة
الملعب: مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشير
النتيجة: 1/صفر، عدي جفال د58.
الحكام: كادر تحكيمي كويتي مؤلف من يوسف المرزوقي- ساعده حمود السهلي ويعقوب المطيري ورابعاً جاسم أحمد.
المراقب: الهونغ كونغي فينست يين.
المباراة القادمة: الثلاثاء 8/9/2015 مع منتخب كمبوديا الساعة 2.30.

تشكيلة منتخبنا
إبراهيم عالمة- أحمد الصالح- مؤيد عجان- حمدي المصري- أحمد كلاسي- عدي جفال (برهان صهيوني80)- محمود المواس- سنحاريب ملكي (عمرو ميداني90)- رجا رافع (عبد الرزاق الحسين 63)- زاهر ميداني.

جدول الترتيب

الفريق لعب فاز تعادل خسر له عليه نقاط
سورية 2 2 0 0 7 0 6
سنغافورة 3 1 1 1 4 1 4
اليابان 2 1 1 0 3 0 4
أفغانستان 2 1 0 1 1 6 3
كمبوديا 3 0 0 3 0 8 0

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن