سورية

العراق قد يكون خياراً لمحاكمة الإرهابيين الفرنسيين تجنباً لعودتهم من سورية! … والد إحدى ضحايا الإرهاب لماكرون: أوكل أمر «الجهاديين» إلى دمشق

| وكالات

ناشد أمس والد إحدى الضحايا السبع الذين قتلهم الجهادي الفرنسي محمد مراح في جنوب غرب فرنسا عام 2012 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنع إعادة «الجهاديين» الفرنسيين المحتجزين لدى «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من سورية إلى بلاده، وأن يوكل ماكرون أمرهم إلى سورية.
وبحسب وكالة «أ ف ب»، قال ألبير شنوف ميير في رسالة مفتوحة إلى ماكرون: «ستعملون خلال الأسابيع المقبلة على إعادة 130 جهادياً فرنسياً قسم منهم أيديهم ملطّخة بدماء أبنائنا. أنا أرفض بكل ما أوتيت من قوة هذا القرار المجرم».
وفي 11 و15 آذار 2012 قتل مراح بالرصاص ثلاثة جنود في مدينتي تولوز ومونتوبان الفرنسيتين، أحدهم هو ابن شنوف ميير ويدعى آبل وكان عمره يومها 25 عاماً، وفي 19 آذار قتل مراح ثلاثة أطفال ومعلماً في مدرسة يهودية في تولوز.
ومطلع الشهر الجاري دعت الولايات المتحدة الدول المعنية إلى استعادة مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم داعش من سورية ومحاكمتهم.
وأضاف ألبير في رسالته: «أطلب منكم التمهّل في هذا القرار، لا بل أن ترفضوا عودتهم وأن توكلوا أمرهم إلى سورية»، معتبراً أن «الواجب الأساسي» للرئيس هو «حماية الشعب».
وتابع: «لا يخفى عنك أنه من بين الإسلاميين الذين سيعودون، هناك أفراد ساهموا في مساعدة الإرهابي المسلم محمد مراح».
وفي تقرير آخر، ذكرت الوكالة أنها حضرت في آب من العام الماضي محاكمة الإرهابي الفرنسي لحسن قبوج (58 عاماً)، الذي ذكر للقضاة العراقيين أنه اعتقل من قبل ميليشيا «الجيش الحر»، قبل أن ينقله جنود أميركيون إلى العراق.
وذكرت الوكالة أن العراق حاكم مئات الأجانب من داعش واستقبل «جهاديين» اعتقلوا على الأراضي السورية، على حين نقلت عن العضو في «مجموعة العائلات المتحدة» الفرنسية فيرونيك روي أنه في حال تكرر هذا السيناريو على أكثر من ستين فرنسياً بالغاً من سجناء «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في سورية، فإن هذا الأمر «سيكون مأساوياً». وتضم «العائلات المتحدة» 70 عائلة فرنسية التحق قريب لها بمناطق يسيطر عليها داعش.
أما بلقيس ويلي من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أكدت بحسب الوكالة أنه بمجرد وصولهم إلى العراق «هناك خطر أن يتعرضوا للتعذيب وأن يخضعوا لمحاكمات غير عادلة». وأضافت: إن القوات الأميركية سبق أن قامت «في خمس حالات على الأقل بتسليم معتقلين أجانب إلى قوات مكافحة الإرهاب العراقية».
وبدا لافتاً من تصريحات روي وويلي غياب أي اعتبار لما فعله الإرهابيون بحق السوريين وحرصهما على حياة الإرهابيين أكثر من حرصهم على حياة الشعب السوري.
ولفتت الوكالة نقلاً عن «هيومن رايتس» إلى أن الأميركيين نقلوا من مناطق سيطرة «قسد» إلى العراق إلى جانب قبوج، أسترالياً ولبنانياً وتمت محاكمتهم وحكم عليهم بالإعدام، مؤكدة أن محامي الجهاديين أمام المحاكم في بلدان هؤلاء الإرهابيين، يمكن لهم أن يزعموا أن موكليهم اختطفوا في سورية. ونقلت الوكالة عن مراقبين أن محاكمة الدواعش في العراق تضمن للبلدان الأصلية عدم إثارة هذه النقطة، على حين أشارت مصادر عدة وفق «أ ف ب» إلى أن إجراء محاكمات في بغداد، ستضمن لدول «الجهاديين» المفترضين الأصلية، أحكاما أشد بكثير من المحاكم الغربية.
ورأت الوكالة، أن مسألة محاكمة هؤلاء في سورية ليست بالسهلة، خصوصاً على الصعيد القانوني، إذ إن أكراد سورية (قسد) ليسوا دولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن