رياضة

سلة الوحدة في دبي انقطع عنها الكهرباء والمي

| مهند الحسني

تخبط فني ومغامرة ناقصة، هذا هو ملخص عودة سلة الوحدة إلى المنافسات الخارجية، فجاءت مشاركته في دورة دبي الدولية أشكالاً وألواناً بين القبول هنا، والرفض هناك، فالفريق الذي كان في يوم من الأيام مرعباً لفرق القارة الآسيوية، ورقماً صعباً يحسب له ألف حساب، ظهر كحمل وديع، ما زال يحبو في هذه البطولة، ورغم أهمية المشاركة من الناحية النظرية لسلة الوحدة، إلا أن نقاطاً عديدة، وتساؤلات كثيرة لم نجد جواباً لها.

تعاقدات غريبة ومراكز عجيبة
رغم استعانة الفريق بثلاثة لاعبين أجانب لتعزيز صفوفه، إلا أن هذا التعزيز لم يكن مدروساً، ولم يلب حاجات الفريق الملحة، فعلى سبيل المثال يعاني الفريق في الدوري غياب لاعب السنتر(الارتكاز)، وجاءت الاستعانة بعملاق الجيش عبد الوهاب الحموي لسد العجز في هذا المركز، ولكن كم كان غريبا ألا يكون أي لاعب من الأجانب الثلاثة قادراً على شغل الدور المطلوب كبديل الحموي، أو مسانداً له، كما لاحظنا تقارباً ملحوظاً في طريقة أداء اللاعبين الأجانب، ولم نلمس أي مزايا خاصة وإضافية لكل لاعب لاستكمال حاجات الفريق، ولم نجد منهم مواصفات شغل المركزين ٤-٥، ولم يكن أداؤهم موازياً لقدرات وإمكانيات أجانب باقي الفرق، وكأن التعاقد معهم كان رفع عتب لا أكثر، وهي إشارة استفهام كبيرة عن كيفية التعاقد، وثم من المسؤول عن تحديد المراكز المطلوبة، واختيار اللاعبين المناسبين لها؟
وكم نستغرب عندما نسمع نجوم السلة، وعمالقتها يقدمون الوصفات السحرية، والعلاجات لرياضتنا المتراجعة، بينما يعجزون عن اختيار اللاعبين المناسبين لمشاركة خارجية بهذا الحجم، بالإضافة إلى ذلك كيف رضي الخبراء بتهميش لاعبي النادي بهذه الطريقة وهم يدّعون دعمهم، على حين اقتصرت مشاركتهم الفعلية على ثلاثة لاعبين (الحمد والعربشة والعش)، وبعض اللاعبين شاركوا لدقائق معدودة، بينما باقي اللاعبين اكتفوا بالمشاهدة والمتابعة، والتصفيق لا أكثر.
والسؤال هنا، كيف سيثق شبان النادي بإدارتهم وأنفسهم وهم يجلسون على مقاعد البدلاء للتصفيق للأجانب وللاعبين الضيوف من باقي الأندية، ومتى سيحصلون على فرصة اللعب أمام أندية كبيرة وقوية.
تناقض غريب عجيب تعيشه سلة الوحدة بين سقف الطموحات والتصريحات من جهة، وما نراه على أرض الواقع من جهة أخرى.

عدم التوفيق
ورغم ما حملته المشاركة من إيجابيات، إلا أنه من الواضح أن سلة الوحدة تعيش تناقضاً كبيراً بين القول والفعل، وبأن خبراءها لم يكونوا موفقين في كثير من قراراتهم، وكم نتمنى أن نسمع رأيهم في تولي مدرب واحد لمسؤولية تدريب فريقي الرجال والسيدات في ناد بحجم وإمكانيات وتاريخ نادي الوحدة.
فنياً لعب فريق الوحدة في دورة دبي بنسختها الثلاثين خمس مباريات، فاز في اثنتين، وخسر ثلاثاً، البداية كانت جيدة أمام الجامعة الأميركية بدبي وفاز الوحدة (92 – 57) واستبشرنا خيراً في المباراة الثانية أمام منتخب الإمارات حيث فاز الوحدة (85 – 76).
وفي المباراة الثالثة والقوية كانت أمام الفريق الفلبيني، وتمكن الوحدة من التقدم في مراحل عديدة من اللقاء، وحتى ما قبل النهاية بدقائق قليلة كان متفوقاً بفارق ست نقاط، لكن فقدان التركيز الدفاعي والهجومي أضاع عليه فرصة الفوز ليخرج خاسراً (85 – 81).
وقد عكست هذه الخسارة تصاعد المستوى للفرق التي يواجهها الوحدة، وتصاعد المهمة، وبالوقت ذاته بدا واضحاً ظهور التعب والإجهاد على لاعبيه جراء اللعب اليومي لمباريات قوية ومتتالية، وهذا ما اتضح في المباراة الرابعة والأخيرة بالدور الأول أمام هومنتمن اللبناني، فالوحدة الذي لعب بقوة وتوازن نسبي في الربع الأول، سرعان ما انهار بشكل مثير في الربع الثاني، وخسر المباراة وحاول التعويض في النصف الثاني ليخرج خاسراً (102 – 88).
اللقاء الأخير أمام الرياضي بالدور الثاني كان سيناريو مكرراً عن المباراة السابقة، حيث بدا واضحاً التعب والإرهاق على أداء اللاعبين، الأمر الذي دفع بالمدرب إلى إجراء تبديلات اضطرارية لم تكن موفقة نظراً لضعف خبرة بعض اللاعبين في التعامل مع هكذا مباريات قوية كهذه، فكانت الخسارة الأقسى للفريق في هذه المشاركة، حيث انتهت المباراة بفارق 14نقطة وبواقع (102-88).
عموماً المشاركة ضرورية لجميع أنديتنا حتى تعرف حقيقة المستوى الذي وصلت إليه سلتنا، لكننا في الوقت نفسه كنا نأمل أن تكون المشاركة مذاكرة مفيدة للاعبي الوحدة أبناء النادي كي يكتسبوا الخبرة قبل دخولهم معترك مباريات الدوري المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن