سورية

تقدم بطيء لـ«قسد» في جيب داعش.. والألغام حججها.. و«التحالف» ينتقم من المدنيين … علم الجمهورية يرفرف في الطبقة وهروب رتل للاحتلال الأميركي

| الوطن- وكالات

ارتكب «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا أمس مجزرة جديدة بحق المدنيين في بلدة الباغوز الجيب الأخير لتنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات، الذي يشهد معارك عنيفة بين التنظيم و«قوات سورية الديمقراطية– قسد» المدعومة من «التحالف».
ورفع أهالي مدينة الطبقة بريف الرقة علم الجمهورية العربية السورية، بعد حرقهم لعلم الاحتلال الأميركي، ما أدى لهروب رتل لـ«التحالف الدولي» من المدينة.
وقالت مصادر محلية: إن أربعة مدنيين استشهدوا جراء عدوان لطيران «التحالف الدولي» على المنازل في أطراف بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
جاء العدوان وسط تأكيد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن تنظيم داعش نفذ هجوماً معاكساً بواسطة عربات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة استهدف فيه «قسد» و«التحالف»، في الوقت الذي كان يعمل فيه الطرفان الأخيران على تحقيق تقدم عند أطراف (بلدة الباغوز) آخر 3 كم مربعة يسيطر عليها التنظيم.
ولفت «المرصد» إلى بطء عمليات تقدم «قسد» نتيجة كثافة الألغام المزروعة ووجود أنفاق للتنظيم، وعمليات القنص التي ينفذها مسلحوه، إضافة إلى وجود أعداد من المدنيين لا يزالون متواجدين في المنطقة، ويتخذهم التنظيم كدروع بشرية لمنع قصفه من قبل «التحالف».
كما نقل «المرصد» عن مدير المكتب الإعلامي لـ«قسد» مصطفى بالي أن من أسباب تقدم «قسد» البطيء هو وجود أسرى منها لدى داعش، نافياً ما ذكرته تقارير عن حصول عمليات إعدام بحقهم.
وأوضح بالي بحسب وكالة «أ ف ب» أن «داعش أطلق هجوماً معاكساً على قواتنا ونرد الآن بالصواريخ والغارات والاشتباك المباشر».
وأشارت الوكالة إلى أن مصير متزعم التنظيم أبو بكر البغدادي غير معروف، على حين نقلت عن بالي أن البغدادي ليس موجوداً في البقعة الأخيرة لـ«الجهاديين»، ورجح عدم وجوده في سورية.
وأكد «المرصد» استمرار رفض متزعمي داعش المتواجدين في المنطقة الاستسلام لـ«التحالف» الذي «يحمل معه قائمة بأسماء يريد القبض عليهم أحياء في هذا الجيب».
وأشار «المرصد» إلى ارتفاع الخسائر البشرية من الطرفين نتيجة الاشتباكات العنيفة المستمرة إلى 13 على الأقل من مسلحي التنظيم بينهم 5 انتحاريين من ضمنهم 3 فجروا أنفسهم بسيارات مفخخة، على حين قضى 6 على الأقل من «قسد» في الاشتباكات ذاتها وتفجير المفخخات.
وأوضح، أن نحو 600 شخص تمكنوا من الوصول إلى مناطق سيطرة «قسد» في الريف الشرقي لدير الزور، ومن ضمنهم نحو 20 من مسلحي التنظيم، بينهم 6 من الجنسية التركية وسيدتان من الجنسية الفرنسية و3 من الجنسية الأوكرانية، ليرتفع عدد الخارجين الذين وثقهم «المرصد» منذ الأول من كانون الأول الفائت إلى 37700.
في سياق منفصل، أعلن التنظيم في بيان مقتضب نقلته مواقع إلكترونية معارضة، مسؤوليته عن مقتل مسؤول الاتصالات في «قسد» ومرافقه بإطلاق النار عليهما في قرية الصالحية بريف الرقة الشمالي، دون ذكر تفاصيل إضافية.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن رتلاً أميركياً مؤلفاً من نحو 30 سيارة بعضها محمل على ناقلات، انسحب من مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة باتجاه مركز المحافظة، مشيرة إلى أن الرتل يحوي عدة أنواع من الآليات الثقيلة والمدرعات المتنوعة وعربات «الهمر» وعربات «بيك آب». وبيّنت الوكالة أن مسلحي ميليشيا «أسايش»، الذراع الأمني لـ«قسد»، قاموا بقطع خدمة الكهرباء عن بلدات وقرى الريف الغربي لمدينة الرقة طيلة فترة انسحاب القوة الأميركية.
وجاء الانسحاب بعدما انتشر فيديو يظهر قيام ناشطين في الطبقة بحرق الأعلام الأميركية والفرنسية ورفع علم الجمهورية العربية السورية.
وفي السياق، قالت الوكالة: إن ناشطي «حراك أشبال العرين الوطني» أرسلوا لها مقطع فيديو يظهر قيامهم برفع علم الجمهورية العربية السورية في ناحية مركدة التي تعد معقلاً رئيسياً لميليشيا «قسد» بريف الحسكة المحاذية للحدود السورية التركية.
في المقابل، ذكرت مواقع معارضة، أن «الأسايش» اعتقلت خمسة أشخاص من مخيم عشوائي قرب بلدة الأنصار (10 كم شمال غرب مدينة الرقة) سبق أن نزحوا للمخيم قبل أربعة أشهر من قرى شرقي دير الزور، بتهمة الانتماء لداعش.
وأضافت المواقع: إن عملية المداهمة تمت بالتزامن مع تحليق لطائرات مروحية للتحالف الدولي في سماء المنطقة، دون معرفة تفاصيل إضافية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن