سورية

ملامحه تظهر قبل انعقاده.. «مؤتمر وارسو»: مشاركة هزيلة وتراجع أميركي عن أهدفه … الأنظار تتجه إلى «قمة سوتشي» لرؤساء دول «ضامني أستانا»

| وكالات

ظهرت ملامح «مؤتمر وارسو» المقرر اليوم، قبل انعقاده، وأبرزها أنه سيكون «هزيلاً»، نظراً لتدني مستوى المشاركة فيه، ما أدى إلى تراجع عن أهدافها من ورائه، على حين تتجه الأنظار إلى قمة رؤساء دول «ضامني أستانا» في سوتشي غداً وما يمكن أن يتخمض عنها لحل الأزمة السورية.
وتسعى الولايات المتحدة في «مؤتمر وارسو» لحشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط، التي تتلخص بممارسة أقصى درجات الضغط على إيران وتعزيز الدعم لـ«إسرائيل»، إلا أنها لم تنجح على ما يبدو في كسب تأييد أطراف جديدة، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الشهر الماضي عن المؤتمر الذي يستمر ليومين اعتباراً من اليوم، وأشار إلى أن وزراء الخارجية من حول العالم سيأتون إلى بولندا للتعامل مع مسألة «نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار» في الشرق الأوسط.
وذكرت «أ ف ب»، أن التجمع سيشكل مناسبة لاستعراض وحدة الصف كرد قوي على إيران التي احتفلت أمس بمرور 40 عاماً على إطاحة الثورة الإسلامية بنظام الشاه المقرب من الغرب محمد رضا بهلوي.
لكن الوكالة لفتت إلى أنه و«مع تأكّد حضور عدد محدود فقط من الشخصيات البارزة، خففت الولايات المتحدة وبولندا جدول الأعمال فأشارتا إلى أن المؤتمر لن يركز على إيران أو يؤسس تحالفاً ضدها لكنه سيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع إلى الشرق الأوسط».
وأشارت إلى أنه رغم أن الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، ستخفض كبرى القوى الأوروبية تمثيلها فيه باستثناء بريطانيا التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وأشارت إلى أن مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بررت عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة لكنها ستلتقي بدلاً من ذلك بومبيو على مائدة في بروكسل وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة. وحتى مضيفة المؤتمر بولندا، أكدت، وفق «أ ف ب»، أنها لا تزال ملتزمة موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لاتفاق 2015 الذي تفاوض عليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرضها قيوداً على برنامجها النووي.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق العام الماضي، وأعاد فرض عقوبات على إيران.
وأما الدول التي ستوفد مسؤولين كباراً إلى وارسو، فهي بحسب «أ ف ب»، تلك التي تدعو لتشديد النهج حيال إيران وتشمل «إسرائيل»، التي يشارك رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في المؤتمر، وحلفاء واشنطن العرب على غرار الإمارات.
وذكر نتنياهو، أن «إيران ستتصدر جدول الأعمال إذ ستجري مناقشة كيفية مواصلة منعها من ترسيخ وجودها في سورية ومنع أنشطتها العدائية في المنطقة، والأهم من ذلك كله، كيفية منعها من الحصول على أسلحة نووية».
ولفتت الوكالة إلى أنه من المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في وارسو عن ملامح تتعلق باقتراحاتها من أجل تحقيق السلام بين كيان الاحتلال والفلسطينيين.
كما سيلقي صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، الذي يضع اللمسات الأخيرة على «صفقة القرن» المتعلقة بالشرق الأوسط، خطاباً نادراً من نوعه خلال المؤتمر، وفق «أ ف ب»، التي أشارت إلى أنه لا يتوقع أن يكشف كوشنر المقرب عائلياً من نتنياهو، عن الاقتراحات الواردة في الصفقة إلا بعد انتخابات 9 نيسان التي ستجري في «إسرائيل».
وقالت الوكالة: «لا شك في أن إدارة ترامب ستواجه صعوبات في إقناع السلطة الفلسطينية بأي اتفاق».
وبحسب «أ ف ب»، فقد رفضت الحكومة الفلسطينية التي وصفت مؤتمر وارسو بأنه «مؤامرة أميركية»، عقد أي محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تتبع الأخيرة سياسة متوازنة.
وذكرت، أن إيران لم تُدعَ إلى وارسو وهو ما دفعها لاستدعاء السفير البولندي للاحتجاج، لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيسافر تزامناً مع انعقاد المؤتمر إلى روسيا التي رفضت حضور «مؤتمر وارسو»، حيث سيلتقي روحاني في منتجع سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة الوضع في سورية، وسط توقعات أن يتمخض عن قمة سوتشي قرارات تسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن