الخبر الرئيسي

تركيا تراهن على تعديل سلوك «النصرة» لتبييض صفحتها … إرهابيو الشمال يرفعون وتيرة اعتداءاتهم والجيش يتصدى

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

بعد أيام قليلة على انقضاء قمة «سوتشي» لرؤساء الضامنة، والحديث الروسي الإيراني الحاسم بخصوص ضرورة طرد الإرهاب من إدلب وجوارها، وتسليم كل الأراضي السورية للسلطات الشرعية، شهدت مناطق الشمال تصعيداً إرهابياً كبيراً، تمثل بتكثيف الاعتداءات ومحاولات التسلل والخرق، وسط تصد مستمر من وحدات الجيش، التي تمكنت من رصد جميع هذه التحركات والتصدي لها بالشكل المناسب.
وحدات من الجيش تصدت لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية، على نقاطها من محاور اللطامنة وكفرزيتا والصهرية وتل هواش، كما أفشلت هجمات متفرقة لمسلحي «الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي، على نقاط عسكرية في سهل الغاب الغربي من محاور الحويز والشريعة.
وكان تنظيم «النصرة» وحلفائه قد خرق مجدداً «اتفاق إدلب» في وقت سابق من يوم أمس، بشكل فاضح وفي تصعيد عدواني غير مسبوق، من خلال استهدافه مدن السقيلبية وسلحب ومحردة ومحطتها الحرارية وبلدة أصيلة، بصليات متتالية ومتقطعة من صواريخ الغراد، اقتصرت أضرارها على الماديات في المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية في محردة.
وبيَّنَ مصدر إعلامي لـــ«الوطن»، أن هذا التصعيد يأتي في سياق الأزمة التي يعيشها الإرهابيون، من جراء الخسائر الفادحة التي تلقاها التنظيم بضربات الجيش الموجعة خلال الأيام القليلة الماضية.
على صعيد مواز، بدأت «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» إجراءات «تبييض» صفحتها أمام الرأي العام المحلي والخارجي، بتناغم وتنسيق مع النظام التركي، الذي يراهن على فك عزلتها ونزع صفة الإرهاب عنها، من خلال تعديل وتغيير سلوكها ونهجها التكفيري.
وكشفت مصادر محلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا في إدلب لـ«الوطن»، عن مساع حثيثة يبذلها النظام التركي لتجنيب «النصرة» أي عملية عسكرية بخلاف ما يدعيه زعيمه رجب طيب أردوغان، والذي صرح أمس بأن تركيا قد تشارك روسيا وإيران في «تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة» ضد الفرع السوري لتنظيم القاعدة في آخر معاقله بإدلب.
وبينت المصادر أن تركيا تعتزم في الفترة المقبلة مد «النصرة» بعوامل البقاء وتثبيت وجودها، حيث وافقت على تزويد «حكومة الإنقاذ» التابعة لها، بالتيار الكهربائي فور الانتهاء من مد الشبكة الكهربائية في مناطق هيمنتها، لكسب رضا السكان الساخطين على حكمها ونهجها الإلغائي والتكفيري.
وأوضحت المصادر بأن «النصرة» أطلقت منذ 10 أيام عبر «المؤسسة العامة للكهرباء» التابعة لـ«الإنقاذ»، مشروع إعادة تأهيل أبراج الكهرباء ومد شبكة التوتر العالي بتكلفة مليون دولار في محاور مدن إدلب وسراقب ومعرة النعمان وبلدة أورم الكبرى، من نقطة انطلاقها في محطة كهرباء الزربة بريف حلب الجنوبي الغربي، وذلك لإعادة التيار الكهربائي إلى محافظة إدلب وجوارها بشكل تدريجي خلال 3 أشهر، بعد أن تلقت الضوء الأخضر من تركيا على استجرار الكهرباء منها بعقود سنوية.
وأضافت بأن تركيا ستعمل خلال الفترة القريبة المقبلة، على تحويل إدلب إلى نسخة طبق الأصل خدمياً عن مناطق هيمنتها في «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، وأنها بصدد تنفيذ مشاريع خدمية أخرى جديدة فيها، مثل تأسيس مراكز لمؤسسة البريد التركية «PTT»، عدا عن نيتها فتح المجال الجوي فوق مناطق حكم «النصرة» أمام حركة الطائرات التركية!
وكانت «تحرير الشام» بدأت قبل أيام بإزالة اللوحات الإعلانية السوداء على طريق عام حلب اللاذقية، والتي تحض على «الجهاد» وتحمل عبارات فكر ونهج «القاعدة»، قبل أن تعمم التجربة على شوارع مدينة إدلب، في مسعى لنيل قبول ورضا الشارع المحلي، والأنظمة ومراكز القرار الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن