الخبر الرئيسي

الرئيس الأسد أعلن أمام المجالس المحلية أن السوريين ينتصرون مع بعضهم.. والسيادة الوطنية شيء مقدس.. وكل شبر سوف يحرر … خطاب الحزم ووضع النقاط على الحروف

| الوطن

على ثباته المعهود، وفي توقيت سوري ودولي حساس، وجه الرئيس بشار الأسد رسائله «الحازمة» إلى كل من يهمه الأمر في الداخل والخارج، وقدم رؤيته تجاه نقاط شكلت بمجملها ورقة عمل لمرحلة تعددت فيها أوجه الحرب المختلفة التي تشن على البلاد.
الرئيس الأسد الذي تحدث أمس أمام المجالس المحلية في جميع المحافظات السورية، أكد للجميع بأن السوريين ينتصرون مع بعضهم، ولا ينتصرون على بعضهم، وبأن الحوار ضرورة، ولكن من الضروري أيضاً التمييز بين الطروحات التي تخلق حواراً، وتلك التي تخلق انقساماً، داعياً من غادر الوطن للعودة والمساهمة في بنائه لأن التحديات كبيرة.
«خطاب الحزم» كما وصفه السوريون، حمل ذات الوضوح والشفافية التي اعتدنا عليها من الرئيس في خطاباته وكلماته كافة، فالكلمة كانت شاملة وتطرقت إلى مواقف سورية المبدئية وإلى الحروب التي تخوضها، ومعاناة المواطن السوري المحقة، والحصار، وحروب الجيل الرابع التي تشن بأدوات «وسائل التواصل الاجتماعي»، وهي اقتربت من حياة السوريين اليومية وما يعيشونه، نتيجة الأزمات المتتالية، التي بدأت تدريجياً بالانحسار، لكن الوضع الحالي يتطلب «الحذر الشديد لأنهم ونتيجة فشلهم عبر الإرهاب وعبر وكلائهم وعملائهم من السوريين، سينتقلون إلى الخطة الثالثة، وهي خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري».
الخطاب أعاد التذكير بالبديهيات، والمبادئ الأساسية لسياسة الدولة السورية المبنية على الوضوح في المواقف، وعدم الرضوخ للضغوطات مهما بلغت، فالسيادة الوطنية «شيء مقدس، وإن انتهكت من قبل الإرهابيين فهذا لا يعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني»، وعليه فإن «الدستور هو مصير البلد وبالتالي هو غير خاضع لمساومات أو مجاملات، وأي تهاون قد يكون ثمنه أكبر من ثمن الحرب، والحرب خاضها الشعب دفاعاً عن استقلاله، فمن غير المعقول أن يأتي الحل عبر التنازل عن هذا الاستقلال».
أما الأعداء الذين فشلوا بالمراحل السابقة، يدفعون الآن بالعميل التركي إلى الشمال، ورئيس النظام في أنقرة رجب طيب «أردوغان أجير صغير عند الأميركي (…) وكل شبر من سورية سوف يحرر، وأي محتل سنتعامل معه كعدو، وهذه بديهية وطنية».
كلمة الرئيس الأسد التي فرقت ما بين الناقد الموضوعي والانتهازي، وما بين الوطني والعميل، تضمنت مفردات من المهم جداً التوقف عندها، وإعادة قراءتها، وتحديداً تلك التي أعادت شرح مفهوم المواطنة والانتماء والثقة بين المواطن وقيادته، وضرورة اعتماد خطاب شفاف وناضج في الحوار بين السوريين لتعزيز المناعة وقطع الطريق أمام الأعداء في هدفهم لتمزيق المجتمع.
الحرب، وكما أعادت كلمة الرئيس الأسد التذكير، لم تنته بعد، بل مستمرة، ونحن نخوض أربعة أنواع من هذه الحروب، لعل أخطرها تلك التي تهدف إلى تقسيم المجتمع السوري، من خلال أدوات وتكنولوجيا الغرب التي لا تزال مستمرة في أهدافها ذاتها التي بدأتها عام 2011، وأوهامها بإشعال فتنة داخلية في سورية تدمرها ذاتياً دون تدخل عسكري خارجي.
ولمواجهة هذه الحرب، كان السوريون يداً واحدة مع جيشهم البطل لمقاومة العدوان، واليوم المطلوب منهم أن يكونوا أيضاً يداً واحدة لمواجهة ذات العدوان الذي أخذ مناحي مختلفة، فكما كانت ثقتنا بالجيش غير قابلة للنقاش، يجب أن تكون أيضاً ثقتنا بالدولة ومؤسساتها غير قابلة لأي مساومة، دون أن نلغي ضرورة الإشارة إلى الخطأ أينما وجد، وطرح الحلول والمشاركة في تنفيذها، لنبقى يداً واحدة في المقاومة والمواجهة التي لم تنته على الرغم من الآمال والتصريحات المتفائلة أحياناً.
الكلمة- البرنامج، بحسب المراقبين هنا في دمشق، لابد وأن تشكل خطة مفتاحية تدفع بجميع مؤسسات الدولة السورية للعمل على مزيد من التقارب مع المواطن، ومزيد من الشفافية، فعليها أن تشاركه المعلومات ليشاركها في المقاومة، وعليها أن تستمر في مكافحة الفساد لتكسب مزيداً من الثقة والإيمان بوطن لابد أن نعيد بناءه، «فالوطن القوي (…) أبناؤه لا يطمحون لإعادته إلى ما كان عليه قبل الحرب وإنما لما هو أفضل» مما كان فهذا حق وواجب تجاه الشهداء الذي ضحوا بأغلى ما لديهم لينعم أبناؤهم بسورية واحدة موحدة، وسورية منتصرة على الإرهاب، وسورية حضارة وتاريخ وإنسان وأخلاق، وهذا لا يمكن لأحد أن يحققه سوى السوريين أنفسهم ومن خلال انتمائهم لوطنهم وهويتهم، ولدينا الكفاءات لتقوم بكل ذلك، ويجب توظيفها الآن استعداداً لمرحلة الإعمار التي وإن بدأت لكنها طويلة وبحاجة لكل سوري منتم، يبني بحب وضمير ما دمره الإرهاب.
(النص الكامل لكلمة
الرئيس الأسد ص 2-3)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن