ثقافة وفن

في الإعلام القامات ضرورية

| يكتبها: «عين»

غسان جبري زعلان منّا!

عندما قرأتُ عن الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، عرفتُ أن عدد الذين يتجمعون في الجامعة لسماع محاضرته في باريس، يشغل جميع مساحة (الكوليج دو فرانس) والحدائق الملحقة فيها. أي إنهم يعرفون قيمة ما عنده، ولأن قامته هي واحدة من القامات الأوروبية المهمة، والعالمية على صعيد الفلسفة المعاصرة، فإن الفرنسيين يحترمونه ويقدرون ما عنده.
ولا أخفيكم كان عندنا الكثير، ولا يزال يوجد الكثير من القامات السورية، ولكننا بصراحة لا نهتم بالقامات التي عندنا، ولا نعرف الفائدة التي يمكن أن نجنيها منهم، لذلك يمكن أن نجد كثيرين منهم يقفون في طابور انتظار سيارات الأجرة والسرفيس أو ربما لا نسمع عنهم، وغالباً ما نجدهم يشكون عزلتهم ولا أحد يهتم بهم.
أكتب هذا الكلام مستفيداً مما كتبه الفنان الكبير الراحل غسان جبري وهو أحد مخرجي الروائع في بدايات الدراما السورية، أتعرفون ما كتبه على صفحته قبل فترة؟ سأنشره لكم حرفياً، وقد وضع صورة المنفسة الطبية التي صارت بجواره في الغرفة: «صديقتي الجديدة، وتمدني بالأوكسجين. تسامرني ليل نهار. إلى جانبها الهاتف الأخرس، الهاتف الذي انتظرته طويلاً ودفعت إكراميات من أجل الحصول عليه أصبح كركوبه..»
نعم كان الفنان غسان جبري يشكو وحدته، لا أعرف أنا شخصياً من زاره، ومن كرّمه، ومن شد على يده، وهو ليس بحاجة مادية لأحد، ولكن من الضروري أن ننتبه إلى وجود هؤلاء في حياتنا، وخاصة في الإعلام والأدب والثقافة والفن، فهؤلاء هم أحد المعالم البارزة في حياتنا، ومن الخطأ إهمال هذه المعالم.
كان الفنان الراحل غسان جبري زعلان منّا. كان يريد أن يشتغل شيئاً ما. كان يريد أن يساهم في صياغة لوحة الحرب في الدراما والثقافة والفن. لكنه كان يعتقد أن البلاد متعبة غير قادرة على التفكير بنا.
على هذا الأساس كتب ذلك التعليق، ومباشرة تمت دعوته لحوار.. وكان سعيداً جداً بالدعوة، كما أخبرني، وعرفت عندها أن المبادرة أحياناً يمكن أن تكون منا!
رحم اللـه غسان جبري. كان من أكبر مخرجي روائع الدراما التي نعتز بها ونقاتل من أجل تدعمها كل الجهات في بلادنا.. رحمه اللـه لم يعد الهاتف في غرفته سوى كركوبة!

قيل وقال والحبل ع الجرار
• برنامج (بين الحقيقة والخيال) تعرضه الفضائية السورية، موضوعاته حلوة، وتقديمه حلو ولكن لا يحتاج لكل هذه (العصورة والشوبرة)، أما عنوانه ففيه مبالغة!
• برنامج ( حوار نور الشام) يفتح موضوعات جميلة ومعقدة لكن لاعلاقة لها بهوية القناة.
• برنامج (سلطة الصحافة) توقف. وهناك عدة احتمالات إما أن الصحافة احتجت عليه وإما أنه توقف احتجاجاً على الصحافة، وإما أنه يخرج عن الموضوع، فاحتج عليه من يقرؤون الصحافة.
• برنامج حبق ومنثور يضيف إلى قائمة البرامج التي تعتمد على أغنيات اسماً جديداً، لكن اسمه حلو!

باليد
• إلى الفضائية السورية: نشكركم على الشفافية المميزة التي تعاملتم فيها مع مشروع دورتكم البرامجية، ونتمنى أن تصلوا إلى أرقى شكل في البناء البرامجي.
• إلى المذيع القدير جمال الجيش: لا أحد يختلف على أن صوتك من أجمل الأصوات، ولا أن قراءتك من أدق القراءات، ولكن في حالة الحوار أخبرنا أحد الضيوف أنك تأخذ حصة من الوقت أكبر من حقك المهني. من جهتنا نحن نسامحك، أما الضيف فيحتج على هذا الطحش!
إلى مؤسسة الإنتاج الدرامي: نرجو تبني الفكرة التي طرحت في أحد البرامج عن إطلاق أعمال درامية جديدة الروح والفكرة عن الجولان لأن الموضوع يستحق الكثير.

مذيعة بلا مكياج!
مذيعة على الفضائية تعرفنا عليها في أخبار ليلية فقط، اسمها حليمة حورية، لم تكن صورتها واضحة، وكأنها بلا مكياج!

سرّي!
مسلسل (الواق واق) سيعاد بثه، وربما في الإعادة إفادة، لأن كاتبه الدكتور ممدوح حمادة يرى أنه في المشاهدة الثانية سيضرب كما حصل مع الخربة وضيعة ضايعة وغيرها من أعماله، وهذا يعني أن هناك خلطة سرية لا تكتشف إلا بالتكرار!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن