سورية

«قوات سورية الديمقراطية» واصلت مفاوضاتها معه للاستسلام.. و«التحالف» حاول تغطية استيلائه على ذهبه … داعش يطلب ممراً آمناً للخروج من شرق الفرات مقابل صفقة

| وكالات

واصلت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» مفاوضاتها أمس، مع ما تبقى من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات لاستسلامهم، والذين طلبوا فتح ممر آمن لهم للخروج إلى منطقة مجهولة، في وقت زعم فيه «تحالف واشنطن» أن المئات من الدواعش فروا من سورية إلى العراق بـ«ملايين الدولارات».
ووسط الترقب للإعلان الرسمي عن انتهاء سيطرة تنظيم داعش في شرق الفرات، من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، وميليشيا «قسد»، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، نقلاً عن عدد من المصادر التي وصفها بـ«الموثوقة»، استمرار ميليشيا «قسد» بعمليات تمشيطها للمناطق التي انسحب منها التنظيم مؤخراً في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وأوضحت المصادر أن عملية التمشيط المستمرة وإصرار الميليشيا في المنطقة على تمشيط كافة المناطق والأنفاق والمواقع والمقرات السابقة، دفع لتأجيل الإعلان الرسمي للسيطرة الكاملة على شرق الفرات، وانتهاء وجود التنظيم كقوة مسيطرة في المنطقة.
وترافقت عمليات التمشيط تلك مع مفاوضات مستمرة بين الميليشيا والتنظيم حيث أكدت المصادر أن من تبقى من مسلحي التنظيم طلبوا ممراً آمناً لهم إلى منطقة مجهولة يرجح أنها باتجاه البادية العراقية، إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبل قيادة «قسد»، في الوقت الذي وافقت فيه الأخيرة على إدخال مساعدات غذائية إلى أكثر من 300 مسلح من التنظيم مع المدنيين وعائلاتهم المتبقين في مخيم بمزرعة بين الباغوز والضفاف الشرقية لنهر الفرات وفي أنفاق بالمنطقة، مقابل الإفراج من قبل التنظيم عن رهائن وأسرى من «قسد».
بموازاة ذلك، وفي محاولة للتغطية على استيلائه على ذهب التنظيم المسروق وأمواله، ادعى مسؤول عسكري أميركي، بحسب قناة «سكاي نيوز» أن مئات المسلحين التابعين لتنظيم داعش فروا من سورية إلى جبال وصحراء غربي العراق، في الأشهر الستة الماضية، وبصحبتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقداً. ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤول ثان قوله، إن مسلحي داعش يفرون بالتزامن مع اندلاع القتال في آخر معاقلهم شرقي سورية، مضيفاً إن بعضهم كانوا أعضاء سابقين في تنظيم «القاعدة» الإرهابي بالعراق. وكان «المرصد» ذكر في وقت سابق نقلا عن مصادر أن التنظيم يحتفظ بـ40 طناً من الذهب، بالإضافة لعشرات ملايين الدولارات في فترة انحساره في آخر جيب له في شرق الفرات وأن «التحالف الدولي» نقل عدداً من الصناديق من مستودعات التنظيم بمروحيات إلى جهة مجهولة رجحت المصادر أن تكون تلك الصناديق تحوي كميات من ذلك الذهب.
وترافقت تلك الادعاءات الأميركية مع دخول نحو 100 شاحنة تابعة لـــ«التحالف الدولي» تحمل النمرة العراقية إلى الأراضي السورية ليلة الأحد وسلكت طريق عامودا – القامشلي بريف الحسكة، حيث ذكر «المرصد» المعارض، أن الشاحنات هي عبارة عن 40 شاحنة خالية لا تحمل على متنها شيئاً، و40 منها مغلقة لم يعلم ما بداخلها، في حين 10 منها كانت محملة بالسيارات، و10 أخرى صهاريج.
بموازاة ذلك، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن الميليشيات الكردية قولها أمس: إنها لن تفرج عن مسلحي داعش الأجانب المحتجزين لديها، مضيفة: إن على الدول تحمل مسؤوليتهم.
ونقلت الوكالة عن أحد «مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة» التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية عبد الكريم عمر، قوله: إن نحو 800 مسلح أجنبي محتجزون في السجون، إضافة إلى قرابة 700 زوجة و1500 طفل في مخيمات للنازحين» مشيراً إلى أن العشرات من المعتقلين وأقاربهم يصلون يومياً.
ووصف المعتقلين بأنهم «قنبلة موقوتة» ومن الممكن أن يفروا خلال هجوم على المنطقة التي تهيمن عليها الميليشيات الكردية.
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحركة «الجهاد والبناء» التابعة للحشد الشعبي في العراق، حسن الساري، في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس: إن «الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع إبعاد قوات الحشد الشعبي عن منطقة الحدود العراقية السورية». وأضاف إنه «ليس من مصلحة القوات الأميركية استفزاز قوات الحشد الشعبي»، مشيراً إلى أن «واشنطن غير قادرة أيضاً على خلق قوة مثل داعش» على الأرض لأن العراق يملك مؤسسات أمنية أقوى من قبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن