سورية

«التحالف الدولي» يهدد «قسد»: سنتخلى عنكم إذا تحالفتم مع الجيش السوري … موسكو: لا يمكن التكهن بتصرفات واشنطن والعملية في إدلب حتمية

| وكالات

جددت موسكو تأكيد حتمية تنفيذ عملية عسكرية في إدلب واستحالة عقد صفقة مع الإرهابيين هناك، وذكرت بالأزمة العميقة التي تمر بها أميركا، على حين هددت الأخيرة حلفاءها في «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بوقف الدعم عنهم في حال جنوحهم باتجاه التحالف مع الجيش العربي السوري.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اعتبر أنه لم يعد بالإمكان التكهن بتصرفات الولايات المتحدة، التي تمر بأزمة عميقة، وقال في حديث مع صحيفة «حرييت» التركية، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سورية بالفعل: «رئيسنا رئيس بالفعل، يفعل ما يقول، ويتصرف بشكل يجعل الآخرين يفعلون ما يقول، الولايات المتحدة في أزمة عميقة، ونحن نفهم الصعوبات التي تواجهها، لكننا كذلك ننتظر بفارغ الصبر».
بيسكوف رجح بأن تحافظ الولايات المتحدة على وجودها في سورية، حتى بعد انسحاب جيشها من هناك، وقال حسبما أورد موقع «روسيا اليوم»، «من المرجح أن يحتفظوا بوجودهم بطريقة أو بأخرى، وحتى بعد سحب قواتهم من سوية».
الناطق باسم الرئاسة الروسية دعا أيضاً إلى عدم التعويل على الإرهابيين في صفقة معهم في إدلب، مشيراً إلى حتمية تنفيذ عملية عسكرية هناك، وقال: «هذه المسألة يجب أن تترك للعسكريين. نحن بحاجة لهذه العملية، لكن علينا أن نقرر ما إذا كانت ستنفذها تركيا أو دول أخرى»، مضيفاً في هذا السياق: «يجب ألا نأمل في التوصل إلى اتفاق مع التنظيمات الإرهابية، هذا أمل كاذب فهم إرهابيون، هم «جبهة النصرة»، أبناء «القاعدة» مهما غيروا من تسمياتهم».
وأعرب بيسكوف عن تفهمه لقلق تركيا إزاء احتمال تدفق اللاجئين من سورية إلى أراضيها، معيداً التذكير بـبروتوكول أضنة الذي وقع في عام 1998 بين تركيا وسورية، وقال «يمكن لتركيا القيام بعمليات عبر الحدود ويعتبر القيام بذلك قانونياً، وبالتالي فإن الأرضية القانونية واضحة، ولا توجد حاجة إلى أرضية جديدة».
وتأتي التصريحات الروسية بعد أيام من القمة الثلاثية التي جمعت كلاً من الرئيسين فلاديمير بوتين، وحسن روحاني، ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي، حيث تم مناقشة ملفات إدلب، والاتفاق الخاص بها الموقع في أيلول الماضي.
وأول أمس، وصف الرئيس بشار الأسد أردوغان بأنه «إخونجي»، و«يحاول الظهور بمظهر صانع الأحداث».
وقال الرئيس الأسد خلال خطاب أمام رؤساء المجالس المحلية في سورية، إن «التركي يستجدي الأميركي للدخول إلى شمال سورية منذ اليوم الأول للأزمة». التصريحات الروسية ترافقت مع تحرك قاده مجلس الشورى الإيراني لبحث الملف السوري، بحضور المسؤولين المعنيين في وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية الإيرانية.
وبحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، فقد بحثت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى مستجدات الأوضاع في سورية، وأشار المتحدث باسم اللجنة علي نجفي خوشروي إلى أن المسؤولين قدموا خلال هذا الاجتماع تقريرا عن تطورات سورية، وقال «جرى تبادل تداعيات إعلان أميركا الانسحاب من سورية».
وأضاف: جرى خلال الاجتماع توضيح منجزات القمة الثلاثية الأخيرة لرؤساء إيران وروسيا وتركيا في سوشي.
وأوضح أنه جرى خلال هذا الاجتماع التأكيد على عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على محاربة الإرهاب واستعداد إيران للمساعدة في إعادة إعمار سورية.
على صعيد آخر، وفي ضغط أميركي معلن لمنع أي حوار بين «الأكراد» والدولة السورية، لوّح أحد القادة العسكريين الأميركيين الكبار أمس، بوقف المساعدات العسكرية لميليشيا «قسد»، إذا لجأت إلى الجيش العربي السوري وتحالفت معه.
وقال قائد قوات «التحالف الدولي» الجنرال بول لاكاميرا: إن واشنطن ستستمر في تدريب وتسليح «الأكراد»، إذا بقوا شركاء لها، مشيداً بانتصاراتهم الصعبة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
بموازاة هذا الموقف صدرت سلسلة من المواقف الدولية خلال الساعات القليلة الماضية بشأن سورية، لاسيما خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، إذ كررت تركيا موقفها السابق تجاه «القوات الكردية»، مؤكدة أن ضمان أمن الحدود التركية السورية والتخلص من جماعات وصفتها بالإرهابية أولية بالنسبة لها، في حين اعتبرت واشنطن أن انسحابها من سورية سيكون بشكل تدريجي بالتشاور مع الحلفاء، أما فرنسا فدعت إلى عدم التخلي عن أكراد سورية بعد ما حققوه من إنجازات ضد داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن