رياضة

البساط المريح..

| مالك حمود

بينما أتجول في تفاصيل رياضتنا سرعان ما أتذكر المثل القائل (الحظ لناس وناس).!
وبالطبع فليس لكل لعبة ناجحة حظ ناجح.!
فالنجاح الحقيقي وجدته ومن أول نظرة في بطولة الجمهورية للمصارعتين الرومانية والحرة الأخيرة التي استضافتها حلب.
فعندما يتجاوز عدد المشاركين (180) مصارعا والبطولة لفئة الأشبال، فذلك يعني أن المصارعة السورية بخير، وأن اللعبة التي خّرجت العشرات من أسياد البساط العربي والمتوسطي والآسيوي كخالد الفرج ومحمود البلح ومحرم هاشم ورضوان قاروط وعاطف محايري وقاسم علبي ومحمد الزيار ومحمد الحايك ومحمد الأسطة وغيرهم لا تزال بخير مهما عصفت بها أنواء الأزمة.
المصارعة السورية تكون بخير عندما تكون قواعدها بخير.
والمصارعة السورية تعود معافاة عندما يتوجه اتحاد المصارعة لإقامة بطولات الجمهورية في مختلف المحافظات بهدف توسيع جماهيرية اللعبة في المحافظات، وتشجيع المحافظات النشيطة بهذه اللعبة، وتحفيز البقية كي تحذو حذوها، وهاهي حلب تؤكد مرة أخرى عشقها للرياضة بشكل عام، ودعمها واهتمامها برياضة المصارعة بشكل خاص، وبالتالي فإن وصول (9) من مصارعيها إلى النزالات النهائية للبطولة، وفوزها ببطولة الفرق للمصارعة الرومانية، تأكيد على استفادتها المباشرة من مشروع البطل الأولمبي الذي افتتح خلال الأزمة للحفاظ على ألعاب القوة من مصارعة ورفع أثقال وغيرها من الألعاب القوية، واليوم هاهي تحصد ثمار التعب والجد والاجتهاد، واستضافتها لبطولة الجمهورية تأكيد لاستمرارية اهتمامها بهذه الرياضة، ودعم للمواهب الواعدة والصاعدة التي أنتجتها خلال السنتين الأخيرتين.
ملامح النجاح تبدو من أول وهلة مع أجيال قادمة على بساط المصارعة السورية، ومشاريع أبطال جدد، ولكن لا يلقون الدعم والاستمرار في بقية مسارهم وتوفير كل متطلبات البطولة والتألق الدولي! علما أن ما حققته كرة القدم السورية (على سبيل المثال) في السنوات الستين الماضية لا يعادل عشر ما حققته المصارعة وأبطالها على الصعيد الدولي!
ورغم ذلك ترى الدعم والإمكانات ومعظم الميزانيات تذهب إلى كرة القدم، رغم ما تعود به من وجع وألم!
فمتى ينعم أبطال البساط البسطاء بربع (الدلال) الذي يتوافر لغيرهم على البساط الأخضر، علما أن رياضة القوة تحتاج إلى دعم غذائي كبير ومتنوع. أم إنه سيبقى (الحظ لناس وناس)؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن