سورية

سوريون ينتصرون على الإعاقة ويتابعون حياتهم

| الوطن- وكالات

قدم سوريون نماذج إنسانية تحمل إصراراً وإرادة على متابعة الحياة، من خلال انتصارهم على الإعاقة التي ألمت بهم من جراء إصابتهم خلال الحرب التي تشن على البلاد منذ نحو ثماني سنوات.
وجاء في تقرير نشره الموقع الالكتروني لقناة «المنار» اللبنانية: «رصاصة أو شظية غدرت بهم، فأوكلت لآثارها مهمة عطب إعياء رجال استطاعوا ألّا يتركوا للقهر أي زاوية في نفوسهم، قرروا، حاولوا وصمدوا، فوقفت العوائق الجسدية عاجزة أمام إرادة أصحابها». وقال معدو التقرير: «توقفنا عند نماذج من الجرحى السوريين نتيجة الحرب، الذين رغم ما حملوه من علامات واضحة تشير لمواجهة جسدية خاضوها ضد رحى الحرب، ففتكت بأحد أعضائهم، قرروا متابعة مسار الحياة شبه الطبيعي وتخطي عبء خسارتهم الجسدية».
وأوضحوا أنهم جالوا على تجارب لعدد من الجرحى السوريين في مناطق ريف حلب الشرقي، تجاوزوا مصابهم، فتابعوا أعمالهم، ليصبحوا نماذج إنسانية يحتذى بها.
وذكر التقرير، أن «زكريا كور علي، جريح مدني من ريف حلب الشمالي، ودّع ابنه الشهيد يحيى، وحاول بعدها تضميد جراحه وزوجته المصابة معهما بفعل قذيفة صاروخية استهدفت منزل العائلة، قذيفة أطلقها الإرهابيون على المناطق الآمنة في بلدة نبّل المحاصرة آنذاك».
وأوضح التقرير، أن «العمود الفقري، الحوض، السيقان وكسر بالكتف إضافة لنزيف داخلي، تلك إصابات كادت تودي بحياة زكريا أحد ضحايا قذائف الإرهاب، كل هذا اجتمع واستدعى معالجة مستمرة، كما زوجته التي شاركته بالحياة تقاسمت وإياه آلام الإصابة، نابها هي الأخرى 30 كسراً في قدميها، واحدة من تلك القدمين لا تعمل أبداً».
ولفت التقرير، إلى أن الإصابات الكارثية على كليهما ألزمتهما البقاء على سرير المستشفى سبعة أشهر، وبعد تلك الفترة العصيبة قرر الزوج أن يأخذ سيارة أجرة وراح يعمل عليها، أما الزوجة المضطرة للوقوف على ساقيها لمزاولة عملها الذي عادت لمتابعته في صالة للتصفيف والتجميل النسائي، فهي تعاني كثيراً وكل نيف من الوقت تحتاج لاستراحة الجلوس.
وقالت الزوجة: «الحياة الطبيعية لن تعود إلينا؛ لكن علينا أن نذهب باتجاهها لنعود نحن إليها».
وعرض التقرير نموذجاً آخر وهو الجريح عيسى حداد، «الرجل الذي أدت إصابته إلى انقطاع في عصب ذراعه، وذلك بعد التحاقه بالجيش العربي السوري للدفاع عن بلدته المحاصرة آنذاك، وقد تلقى المساعدة من الأصدقاء والأهم شقيقه الأكبر سناً صاحب محل لبيع المنظفات، حيث دعاه للعمل معه، وهما شريكان الآن في العمل».
وكنموذج على جريح آخر، أوضح التقرير، أن «مرتضى صاحب ورشة الألمنيوم، وبعد وقوع بلدته الزهراء في الحصار، همّ مع بقية الشبان للدفاع وصد هجوم إرهابي لجبهة النصرة، وقد رفض الخضوع ويدعو غيره ألا يخضع للمرض أو الإصابة، ولا الشلل، فإصابة مرتضى بالرأس تسببت بعطب في نصفه الأيسر، ولكنه أجهد نفسه كثيراً في العلاج متغلباً بإصراره، إلى أن وصل لنتيجة ترضيه رغم بقاء آثار واضحة على حركته، حيث عاود مرتضى العمل في ورشته بنصف جسد مكلل بالإرادة والإصرار المعينين له على قطع طريقه نحو متابعة الحياة والعمل، بكل حرفية ودقة».
كذلك، فإن «باسم سلامة، الذي أصيب في منطقة الراموسة، يرافقه شلل في كامل ذراعه الأيمن، افتتح متجراً للألبسة بمساعدة ودعم من والده بعد أن أيقن الوالد المُسن إصرار ابنه على متابعة الحياة وخوض صراع مع الإعاقة ليتغلب عليها، يدعو كل المصابين، وكل من لديه أي إعاقة إن كانت نتيجةَ الحرب أو غيرها، إلى متابعة الحياة والتغلب على مصابه، وألَّا يسلم للعطب أمره».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن