رياضة

حال بعض الكبار

خالد عرنوس : 

بين الفينة والأخرى تشهد بطولات كرة القدم العالمية مفاجآت تكون بالعرف العام كبيرة أو مدوية وكلنا يذكر كيف غاب الآتزوري الإيطالي بطل العالم يومها عن يورو 1984 في فرنسا ومن ثم غاب الديك الفرنسي بطل تلك النسخة عن النهائيات التالية في ألمانيا الغربية (يومها) بعد شروده في التصفيات عقب ابتعاد جيل بلاتيني وشركاه والأنكى أن الطليان احتلوا المركز الرابع في تصفيات تلك البطولة وراء كل من رومانيا والسويد وتشيكوسلوفاكيا في حين سقط الأزرق الفرنسي أمام الاتحاد السوفييتي وألمانيا الديمقراطية.
هي حالة طبيعية للمتابعين المتعمقين فالفرق الكبيرة كما تقول الرواية الكروية المجنونة تمرض ولا تموت، وبما أننا نتكلم عن كأس الأمم الأوروبية فهذه مناسبة للدخول بالحديث عن المنتخب الهولندي ثالث المونديال الماضي قبل 15 شهراً فقط، فها هي طواحينه تعجز عن الدوران الصحيح فتعطلت (شفراتها) الحادة وتعسر عملها المجدي فبات وضع المنتخب البرتقالي أحد الأبطال التاريخيين لايحسده عليه أحد وأصبح بحاجة إلى ما يشبه المعجزة لكي يضمن مقعداً في نهائيات فرنسا 2016 علماً أن نظام النسخة القادمة أعطى الجميع فرصة أكبر بعدما رفع الاتحاد الأوروبي عدد منتخبات النهائيات إلى 24 منتخباً، فلو كان العدد كما في السابق لقلنا وداعاً لطعم البرتقال عن يورو 2016، إلا أنه مازال في حلم روبن ورفاقه بقية ولو على الورق ومن خلال باب الملحق الضيق.
وربما كان للهولنديين عداوة مع الأراضي الفرنسية حيث لم يكونوا ضمن الذين شاركوا بتصفيات النسخة الأولى 1960 التي أقيمت بباريس ثم سقطوا بتصفيات 1984 أمام الإسبان الذين تأهلوا إلى النهائيات بعد فضيحة الفوز على مالطا 12/1، وهاهم أولاد الكرة الشاملة يبتعدون عن النهائيات الفرنسية, وبما أننا نتكلم عن التصفيات القارية نذكر أن منتخب مصر الشقيق بطل إفريقيا 7 مرات منها ثلاث متتالية بين 2006 و2010 عجز عن اللحاق بركب نهائيات القارة السمراء في ثلاث نسخ متتالية راسماً علامة استفهام كبيرة، وقلده منتخب الكاميرون الذي غاب عن نسختي 2012 و2013 والنيجيري بطل 2013 وقد تنازل عن لقبه منذ تصفيات 2015، ونختم بفريق صعق العالم بتتويجه بطلاً لأوروبا 2004 قبل أن يعود تدريجياً إلى حجمه الطبيعي، بالطبع عرفتموه أنه منتخب الفلاسفة اليوناني العاجز عن تحقيق أي فوز بعد 7 مباريات في التصفيات الأوروبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن