شؤون محلية

غابات سورية للحطب…غابات مصياف الجميلة في خبر كان

حماة- محمد أحمد خبازي : 

أكد مصدر في زراعة حماة لـ«الوطن» أن منطقة مصياف شهدت منذ بداية موسم الحرائق 200 حريق، التهمت آلاف الدونمات من الغابات الطبيعية والحراجية وامتدت ألسنة النيران إلى الممتلكات الخاصة فالتهمت أشجاراً مثمرة كالتين والزيتون والجوز وغيرها.
وثمَّة منطقة محددة هي (كاف الحبش، المشرفة، عاشق عمر، البيرة) شهدت 40 حريقاً بين كل منها 6 كم فقط!!.
وقال المصدر: كل هذه الحرائق بفعل فاعل الغرض منها (التفحيم والتحطيب الجائر) للمتاجرة بالحطب والفحم، ويفتعلها أشخاص معينون بقصد المتاجرة، وآخرها كان في 2-9 واستمر حتى مساء الجمعة، ونشب في قريتي (المشرفة وكاف الحبش) أيضاً والتهم مئات الدونمات من المساحات الخضراء, وغابات مصياف الجميلة الطبيعية والاصطناعية -للتي لا يعرفها- كانت فيما مضى مقصداً للمواطنين من محافظة حماة والمحافظات الأخرى، للتمتع بمنظرها البديع والترويح عن النفس، وكانت من أجمل الغابات في سورية وأغناها، وقد أمست اليوم في خبر كان!!.
أجل في خبر كان، لقد أعمل فيها التجار وعدد من النفعيين الذين يغلبون مصلحتهم الخاصة على مصلحة البلد النار بقصد (التفحيم) والمناشير الضخمة التي تعمل بالبنزين بقصد (التحطيب) وبيع حطبها!!.
فأمست تلك المساحات الجبلية الخضراء الوارفة الظلال البديعة المنظر المريحة للعين والقلب، سوداء متفحمة، يُدمي منظرها الروح, فقد أقدم عدد كبير من أولئك النفعيين على الاحتطاب الجائر منها، وعلى إضرام النار في أشجارها لتحترق وتتفحم ليسهل نقلها بالجرارات الزراعية أو الشاحنات الكبيرة والصغيرة، بقصد الاتجار بها، فالطن منها اليوم بـ/40-50/ ألف ليرة سورية فقط لا غير، وهو ما شجع الكثيرين على ترميدها والاحتطاب الجائر، في ظل عجز الجهات المعنية بحمايتها من مثل هؤلاء عن حمايتها، لتعرض عناصرها لإطلاق النار غير مرة!!, وأكد المصدر ذاته أن الوضع مأساوي فعلاً، فمعظم غابات مصياف تعرضت -وتتعرض- للاحتطاب الجائر والتفحيم، حيث يقوم مواطنون، بقطع الأشجار الكبيرة أو حرقها ونقلها بوضح النهار، وقد نظمنا ضبوطاً عديدة، ووضعنا كل الجهات المعنية والمسؤولة والأمنية بالصورة الحقيقية لما تتعرض له تلك الغابات الجبلية التي أمست سوداء فاحمة على مد النظر، وجرداء أيضاً, ولقد تعرض الخبراء والدوريات المشتركة التي قصدت تلك الغابات للكشف عليها ووضع حد للاحتطاب الجائر والتفحيم البشع فيها، لإطلاق نار من حملة السلاح الكثر، الذين اتخذوا من الاحتطاب الجائر والاعتداء على غابات مصياف مهنة، فهم يبيعون طن الحطب بأكثر من 40 ألف ليرة, وأضاف المصدر بحرقة: كل الحرائق مقصودة، ولم تبق شجرة لم تطلها النيران، إن الوضع مأساوي فعلاً ويُبكي حتى الحجر!!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن