عربي ودولي

منظمات يمنية توثق العدوان السعودي على المدنيين…الإحصائيات تؤكد ارتكاب جرائم إبادة بحق المدنيين الذين يشكلون 90% من ضحايا العدوان السعودي.. والإماراتيون يدعون للانسحاب من «فيتنام» اليمن

مع دخول غارات التحالف السعودي على اليمن شهرها السادس، تستمر منظمات محلية يمنية برصد وتوثيق الانتهاكات الصارخة لتلك الغارات، التي لم توفر المدنيين من رجال ونساء وأطفال وسط صمت عربي ودولي.
فبعد مقتل 45 من الجنود الإماراتيين في مأرب والحديث عن أن الرقم أكبر من ذلك، علت الأصوات في الإمارات للمطالبة بالانسحاب من الحرب الدائرة في اليمن منتقدة الصمت الرسمي إزاء ما وصف بـ«الضربة المؤلمة» للشعب الإماراتي.
ويقول عبد اللـه علاو، رئيس غرفة الرصد لجرائم العدوان في الائتلاف الوطني: إن كل المحافظات الجنوبية يمكن الوصول إليها، وفي الشمال تم الوصول إلى بعض المناطق حيث «نعمل على توثيق جرائم» التحالف.
وبلغة الأرقام، وصلت إحصائيات الضحايا منذ بداية القصف إلى 4967 شهيداً، وأكثر من 12 ألف جريح من المدنيين جراء القصف السعودي، بحسب ما أعلنته منظمات محلية. كما أن أعداد الضحايا في ارتفاع مستمر، بالتزامن مع تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي نتيجة استمرار الحرب.
ويؤكد المحامي محمد لقمان، عضو الائتلاف الوطني، أن 90% من ضحايا «جرائم العدوان هم مدنيون». وتؤكد الإحصائيات أيضاً ارتكاب جرائم إبادة بحق الشعب اليمني وممتلكاته العامة، فالغارات السعودية تستهدف منازل المدنيين والمدارس والجامعات والمستشفيات ومؤسسات الدولة، وتحولها إلى أهداف عسكرية، رغم أنها محمية وفق قواعد القانون الدولي التي تحرم استهدافها.
وفي سياق متصل نقلت مواقع إلكترونية عديدة عن مصادر إماراتية أنه وسط تكتم إعلامي خرج مواطنون إماراتيون بمسيرة كبيرة تندد بإرسال أولادهم إلى ما وصفوها بـ«الحرب العبثية» في اليمن.
وبمعزل عما إذا كانت الأخبار الواردة بشأن هذه التظاهرة دقيقة أم لا، فإن سقوط العدد الكبير من القتلى في صفوف الجنود الإماراتيين في اليمن يوم الجمعة الماضي تصدر المشهد في الإمارات العربية وسط حالة من الذهول سادت في صفوف المواطنين. وقد برزت دعوات واضحة لانسحاب الإمارات من الحرب الدائرة في اليمن.
وكان الأبرز في هذا السياق الدعوة التي وجهها موقع «الإمارات 71» الذي قال «إن الشعب الإماراتي في حالة نادرة لم يسبق له أن تعرض لمثل هذه (الضربة المؤلمة) من قبل» منتقداً الصمت من قبل مؤسسات الدولة ومسؤوليها إزاء ما سماها «أكبر مأساة وطنية تحل على الشعب الإماراتي في تاريخ الدولة دفعة واحدة».
وأضاف الموقع: إن «للشعب الإماراتي مطالب محددة لا بد من الاستجابة لها كما يشدد الناشطون. فالحالة الأمنية بالداخل مستتبة ولا عدو خارجياً أو تهديداً مباشراً لأمن البلد، وعليه فلا حاجة للإماراتيين بحرب اليمن التي بدأت تتحول رويداً رويداً إلى (فيتنام) الإمارات»، مضيفاً: إن «الإماراتيين يطالبون بسحب قواتنا المسلحة في اليمن على الفور من جميع المدن والقرى والمديريات ومن جميع المهام والمسؤوليات».
وأضاف موقع «الإمارات 71»: «إذا كان يكتفي الإماراتيون اليوم بالدعوة لسحب قواتنا من هناك، فإن الإصرار على بقائهم سيؤدي في مرات قادمة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحرب في اليمن»، مؤكداً أن «قراراً واحداً ينتظره الإماراتيون لا غيره، وسواه بلا قيمة وهو وقف إرسال أبنائهم إلى مناطق الصراع والحروب إلى جانب تقديم رواية كاملة وصحيحة حول فاجعة اليوم للرأي العام».
ميدانياً: شنت طائرات التحالف الذي يقوده نظام آل سعود منذ صباح أمس سلسلة غارات جوية عنيفة على مواقع متفرقة بالعاصمة اليمنية صنعاء. واستشهد تسعة يمنيين بينهم أربع نساء في قصف للتحالف السعودي على منازل سكنية في حي النهضة بصنعاء. واستهدفت الغارات المكثفة عدداً من المناطق السكنية والمنشآت المدنية والعسكرية بينها منازل المواطنين اليمنيين في حي النهضة السكني إضافة إلى حديقة 21 سبتمبر مقر الفرقة أولى مدرع سابقا وقاعدة الديلمي ومعسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر الحفا ومنطقة نقم.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن «طيران العدوان السعودي وفي إطار استهدافه الهستيري للمنشآت العامة والخاصة قصف مقر السفارتين السعودية والإماراتية بالعاصمة صنعاء ومقر جامعة الناصر الواقعة بجوار الأمن المركزي».
وحسب شهود عيان فإن الغارات التي جرت أمس تعد الأعنف منذ بدأ طيران نظام آل سعود وحلفاؤه غاراتهم على اليمن في الـ26 من آذار الماضي.
بدوره أدان مصدر في أمانة العاصمة صنعاء «استمرار العدوان الغاشم الذي يشنه نظام آل سعود واستهدافه للمباني السكنية ومنازل المواطنين والمناطق الآهلة بالسكان فضلا عن إمعانه في قتل الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني ومقدراته بشكل همجي وبربري».
وأشار المصدر إلى أن «استمرار هذا العدوان يمثل انتهاكاً واضحاً ومخالفاً لكل المواثيق والقوانين الدولية الإنسانية والأعراف والقيم الدينية ومبادئ حسن الجوار».
وفيما يخص الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن نتيجة العدوان الذي يشن على البلاد وجه مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء نداء استغاثة لمساعدته في إخراج الأطفال المرضى من المستشفى بسبب القصف العنيف من طيران آل سعود على المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن البيان قوله: إن «الطاقم الطبي والفني لم يتمكن من إخراج الأطفال المرضى الذين يتلقون العلاج وذلك بسبب استهداف طيران العدوان السعودي للمنطقة المحيطة بالمستشفى»، مشيراً إلى أن «المستشفى لم يعد لديه القدرة على تقديم خدماته الطبية والصحية لنزلائه من الأطفال والنساء بسبب العدوان الهمجي والحصار الجائر حيث تضرر بشكل كبير جراء استمرار القصف على المناطق المحيطة به والذي تسبب في تضرر مرافقه المختلفة إضافة إلى أن الحصار المفروض على الشعب اليمني أدى إلى انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية وعدم قدرته على القيام بواجبه بالشكل المطلوب».
وناشد البيان المنظمات الدولية ضرورة تحمل مسؤولياتها الإنسانية في وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني بما من شأنه إدخال كل الاحتياجات الإنسانية والطبية وغيرها، مؤكداً أن «العدوان تجاوز كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية عبر تدميره لكل مقومات الحياة في اليمن».
وفي الإمارات شيع عدد من الجنود الذين سقطوا في الموقع للأسلحة في مأرب. وشارك في التشييع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. واعترفت الإمارات سابقاً بمقتل 45 من جنودها بصاروخ على مخزن للأسلحة بمأرب وأعلنت الحداد ثلاثة أيام.
(الميادين- رويترز- روسيا اليوم- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن