سورية

رأى أن إعادة الإعمار تحتاج إلى جهود من الحكومة ومساهمة نشطة من المجتمع الدولي … مسؤول صيني: الانفراج في سورية لا يمكن الحفاظ عليه إلا بتوحيد جهود مكافحة الإرهاب والحوار

| مازن جبور

اعتبر الحزب الشيوعي الصيني الموحد، أن الانفراج الحاصل في الأزمة السورية وإعادة الإعمار والعملية السياسية لا يمكن الحفاظ عليه إلا «بتوحيد جهود مكافحة الإرهاب مع جهود الحوار والمفاوضات»، مشدداً على الأساس في هو «مكافحة الإرهاب».
جاء ذلك في جلسة مناقشات عقدها وفد من الحزب برئاسة نائب مدير عام إدارة غرب آسيا وشمالي إفريقيا، يو وي، يزور دمشق حالياً، مع الباحثين في «مركز دمشق للأبحاث والدراسات– مداد».
وخلال الجلسة، أوضح وي، أن هدف الزيارة هو تعزيز علاقات الصداقة مع حزب البعث العربي الاشتراكي، ومعرفة آخر التطورات والمستجدات في سورية فيما يتعلق بالعملية السياسية وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن دائرة العلاقات الخارجية تعتبر أهم مراكز التفكير للحزب الشيوعي الصيني، ولديها قنوات مباشرة لدفع المعلومات للقيادة العليا للحزب لتساهم في عملية صياغة القرارات.
وأعرب وي عن اعتقاده، بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السورية، وأضاف: «ندعم سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وندعم مبدأ أن السوريين يقودون الحل وأن سورية لجميع السوريين».
ورأى وي، أن هناك ثلاث نقاط مهمة لإيجاد الحل للأزمة السورية، وهي «مكافحة الإرهاب، المفاوضات والحوار، وإعادة الإعمار»، وأضاف: «نعتقد أن مكافحة الإرهاب هي الأساس لأنه مثل مشوار 100كم مشينا منه 90 وبقي 10 كم هي الأصعب».
وبعد أن لفت وي إلى «تحسن الوضع السوري ولكن التهديد الإرهابي وانتشاره ما زال موجودا»، قال: إنه «لا يمكن الحفاظ على اتجاه الانفراج السوري وإعادة الإعمار والعملية السياسية إلا بتوحيد جهود مكافحة الإرهاب مع جهود الحوار والمفاوضات».
واعتبر وي، أن الاستقرار الذي تمخضت عنه المعارك والعمليات الميدانية هو استقرار «هش»، وقال: «الاستقرار لا يمكن أن يدوم ويبقى إلا عن طريق الحوار والمفاوضات»، وشدد على أنه «يجب حماية سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وحماية الشعب السوري».
وإذ أشار إلى أن الحرب على سورية استمرت 8 سنوات، اعتبر وي أنه «في هذه الظروف إعادة الإعمار والمصالحة ليست أمراً سهلاً وتحتاج إلى جهود دؤوبة من الحكومة السورية ومساهمة نشطة من المجتمع الدولي»، وأضاف: إن «أهم مبدأ في الحل السياسي هو حماية سورية وسيادتها ووحدتها وحق السوريين في التعبير عن مصيرهم».
وأكد وي أن «الإرهاب عدو مشترك لكل البشرية، وتجب مكافحته شكلياً وجذرياً والقضاء عليه نهائياً، واتخاذ الإجراءات المتكاملة بالأساليب المختلفة للقضاء على الإرهاب وأهم شيء إزالة التربة المغذية له». وعرض وي لتجربة الصين في مكافحة الإرهاب، وقال: «قمنا باكتشافات كبيرة في هذا المجال، منها إقامة مركز التكوين المهني في إقليم شينغ يانغ لمنع وقوع الظواهر الإرهابية، ووجدنا أن المناطق الكبيرة المتخلفة من السهل أن ينشأ فيها الإرهاب».
وأضاف: «يجب إعطاء ساكني هذه المناطق فرص العمل وفي الوقت ذاته تعميم القانون حتى يعرفوا ما هي الأعمال خارج القانون وتعليم اللغة الرسمية للدولة للبحث عن فرص عمل لهؤلاء السكان بشكل أسهل»، وتابع: «تجب مكافحة الإرهاب فكرياً عن طريق التعليم».
وعن مسألة المهجرين السوريين، أعرب وي عن اعتقاده بأن «اللاجئين ليسوا جالية ولديهم رغبة كبيرة في العودة إلى بيوتهم، ويجب اتخاذ الإجراءات الكاملة لحل مسألتهم والتركيز على المساعدات الإنسانية وإزالة الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء».
وأشار وي إلى أن «للصين نموذجاً في الحكم والتنمية يخصها هي، لذلك فهي لا تصدر نموذجها ولا تستورد نماذج الآخرين، بل بنت نموذجها الذي يتناسب مع خصوصيتها»، مبيناً أن الصين «تعرض تجاربها على الأصدقاء فقط للاستفادة منها وليس من أجل تطبيقها».
ورأى وي، أن سبب الاضطرابات التي تمر بها المنطقة العربية، ناتجة عن محاولات الدول الغربية فرض نمطها وطريقتها ونظامها على دول المنطقة وهو نمط لا يتفق مع خصوصية بلدان هذه المنطقة، ولذلك يجب على الشعوب أن تختار نمط تنمية يتناسب مع خصوصيتها.
ووصل الوفد إلى دمشق الإثنين الماضي، في زيارة، لمدة ثلاثة أيام ويضم في عضويته كلاً من رئيس القسم في الإدارة، زهو يوي، والسكرتير الأول في الإدارة، شين هويزهاين، ونائب رئيس القسم في الإدارة، بينغ جيندونغ.
وأجرى الوفد أمس الأول مباحثات مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن