سورية

الحسن: التنظيم انتهى كبنية عسكرية فقط.. والعمر: أدواته الإعلامية لازمة لتفعيله مجدداً … داعش يواصل بثه الإعلامي!

| مازن جبور

رغم أن تنظيم داعش الإرهابي بات في حكم المنتهي في كل من سورية والعراق، واصلت أذرعه الإعلامية عملها ببث أنباء حول نشاطه.
ومنذ إنشائه قبل عدة سنوات اعتمد التنظيم، على شبكة الإنترنت لنقل أخباره، إذ يمتلك العديد من الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع على شبكة الإنترنت منها «شبكة شموخ الإسلام» و«منتدى الاعتصام» و«السحاب» و«الملاحم».
كما أصدر التنظيم مجلة «دابق» باللغتين العربية والإنجليزية، وبنسختين إلكترونية وأخرى ورقية، ومجلة «رومية» الإلكترونية التي أنشئت بعد مقتل المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، ومجلة «دار الإسلام» التي تصدر باللغة الفرنسية، ومجلة القسطنطينية بالتركية، ومجلة تصدر بالروسية، كما أنشأ محطة إذاعية سماها «البيان». وتنتج هذه المجلات عن طريق مؤسسة «أجناد للإنتاج الإعلامي» التي تم إنشاؤها من قبل التنظيم في أيار 2014، والتي تتخصص بإنتاج الكتب ومقاطع الفيديو والأناشيد، باللغات الأجنبية الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والروسية.
وتعتبر وكالة «أعماق»، بمثابة وكالة الأنباء الرئيسية للتنظيم، وأول ظهور لها كان في آب 2014.
وفي الأسبوع الفائت، ورغم إعلان «قوات سورية الديمقراطية –قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، عن حصر التنظيم في جيب مساحته نصف كيلو متر مربع في بلدة الباغوز شرق الفرات، دون طعام أو دواء مع مواصلة قادته ومسلحيه وعائلاتهم الخروج مما تبقى له، واصل التنظيم بث مقاطع صوتية وأنباء حول تطور العمليات في المنطقة.
وأعلن التنظيم على أدواته الإعلامية، أن «عبوة ناسفة انفجرت بآلية لـPKK «المرتدين» في حي الأماسي وسط المدينة، ما أدى لإعطاب الآلية ومقتل وإصابة 4 منهم».
كذلك، بث التنظيم على أدواته الإعلامية تسجيلاً صوتياً لأحد متزعميه بلكنة مغاربية وسط جمع كبير من المدنيين، تحدث خلاله على الملأ عن بنود «اتفاق» بين «قسد» و«التحالف الدولي» من جهة وداعش من جهة أخرى.
مما سبق يبرز سؤال رئيسي، كيف يواصل تنظيم داعش نقل أخباره عبر أدواته الإعلامية، رغم انتهائه كتنظيم؟
الباحث في «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، العميد تركي الحسن ورداً على سؤال «الوطن» بهذا الشأن، قال: إن تنظيم داعش انتهى كبنية عسكرية لكن أمنياً لم ينته، كما أن التنظيم ليس محصوراً في سورية والعراق بل أصبح تنظيماً عالمياً وكما أن بقاياه لا تزال موجودة في الدولتين السابقتين، فهو موجود في ليبيا وأفغانستان والأردن وفي مصر، وموجودة في أوروبا بشكل مجموعات إذ عاد إلى أوروبا خلال الأشهر الماضية نحو 8500 داعشي».
وأشار الحسن إلى أن داعش أنشأ ما يقرب من 90 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال خمس السنوات الفائتة.
وأضاف: «لا يمكن القول إن التنظيم، قد انتهى، نعم انتهى كبنية عسكرية وكقدرة على السيطرة على مساحات جغرافية، وبالتالي مواقعه الإعلامية ما تزال تقاد خصوصاً أن هيكلية التنظيم لا تقوم على أساس القيادة المباشرة، بل قائمة على فكرة الولاء، والعمل لمصلحته يمكن أن يتم من أي مكان». وأشار الحسن، الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية وله مؤلفات حولها وحول طبيعة الحرب ضد سورية، إلى أن «هناك ميزة، هي أن تطور الإرهاب بدأ مع الجناح العسكري للإخوان المسلمين وفيما بعد ما عرف بـ«الطليعة» وانتهينا بـ«القاعدة» جيل أول مع أسامة بن لادن وجيل ثان مع أبي مصعب الزرقاوي وجيل ثالث مع تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش الإرهابيين». وأضاف: الجيل الثالث هو جيل يتقن لغة العصر من تقنيات اتصالات وإعلام، أكثر من الجيلين الأول والثاني».
بدوره اعتبر عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، محمد العمر، في رده على سؤال «الوطن»، أن أي طرف حتى لو كان في مرحلة الهزيمة يحاول أن يثبت أنه ما زال موجوداً، وما يقوم به هو حركات استعراضية».
وبين العمر، أن الدول المشغلة لداعش قامت بنقله إلى أماكن أخرى في العالم، وقد تعيد تفعيله بأي لحظة ومن هنا فمن الضروري بالنسبة لها الحفاظ على أدوات التنظيم الإعلامية ليبقى موجوداً في أذهان الناس، ومن ثم تكون تلك الأدوات الإعلامية موجودة في حال أعيد تفعيل التنظيم».
وأكد العمر أن «أميركا باعتبارها من خلق التنظيم الإرهابي قادرة على إيقاف بثه الإعلامي لكونها المتحكم بالانترنت في العالم، ويمكنها إيقاف بث أدواته الإعلامية المختلفة، وعدم قيام واشنطن بذلك يثبت أنها هي من تحاول الحفاظ على إعلام التنظيم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن