الخبر الرئيسي

المجموعات الإرهابية تصعد اعتداءاتها في أرياف حماة واللاذقية … الجيش يتصدى ويقضي على العشرات.. وموسكو: «اتفاق إدلب» لم ينفذ بالكامل

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

على مسافة قصيرة من الحسم العسكري المرتقب، تقف مناطق إدلب وريفها، بانتظار نضوج آخر مراحل التحضيرات السياسية لانطلاق الجولة الأخيرة من جولات إنهاء الوجود الإرهابي في تلك المناطق، وعلى المسافة ذاتها تحاول التنظيمات «القاعدية» المسيطرة هناك، خرق ما استطاعت إليه سبيلاً من «اتفاق خفض التصعيد» على أمل خلط الأوراق الميدانية وتثبيت أمر واقع لا يبدو أن الوقائع السياسية والميدانية القائمة ستسمح بتنفيذه.
مراسل «الوطن» في حماة، أفاد بأن الجيش دك مواقع ونقاط الإرهابيين في اللطامنة والكركات ومعركبة والزكاة وباب الطاقة والحويز وقلعة المضيق بريفي حماة الشمالي والغربي، ما أدى لمقتل العشرات منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم في التفاصيل، وذلك ثأراً لشهدائه الستة عشر، الذين ارتقوا فجر أمس بهجوم انغماسي على حاجزهم بالمصاصنة في ريف حماة الشمالي، تبناه تنظيم «أنصار التوحيد» الإرهابي الموالي لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.
محاولات الخرق لم تتوقف عند ريف حماة الشمالي، حيث عاودت التنظيمات الإرهابية اعتداءاتها على نقاط عسكرية في جبل القلعة بريف اللاذقية الشمالي.
وذكر مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا» الرسمية: أنه «كان ليقظة مقاتلينا واستعدادهم في مواقعهم، الدور الأهم في استيعاب الهجوم وصده، وتكبيد المسلحين الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد»، مشيراً إلى أن «المعركة استمرت ساعة كاملة، وأسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين وفرار الباقين وإصابة اثنين من جنودنا بجراح».
في غضون ذلك، نقلت مواقع إلكترونية، عن مصدر ميداني «أن وحدات الجيش بدأت تحضيراتها النهائية لبدء عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الشمالي».
وأضاف المصدر: «إن الجماعات الإرهابية تمادت في الآونة الأخيرة، وتسببت باستشهاد العديد من المواطنين وجرح آخرين، وألحقت أضراراً بالغة في البنى التحتية، عبر قصفها للمناطق الآمنة والحيوية في ريف حماة الشمالي».
وأوضح المصدر: أن العملية «تستهدف مواقع الجماعات الإرهابية المنتشرة داخل ومحيط المنطقة المنزوعة السلاح».
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية مقربة من «هيئة تحرير الشام، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة»، أن تركيا كثفت في الأيام الأخيرة مساعيها لفتح الطريقين الدوليين من حلب إلى حماة واللاذقية، بموجب اتفاق «سوتشي»، وذلك بغية تجنيبها مجدداً عملية عسكرية على يد الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن»، أن تركيا تأمل من الجهود الجديدة التي تبذلها عبر مفاوضين عسكريين واستخباراتيين مع قيادات عسكرية في «النصرة»، محسوبين على متزعمها أبو محمد الجولاني في تحقيق تقدم جدي يقود إلى فتح الطريقين الدوليين.
وأبدت المصادر مخاوف جدية، من توقف أو انهيار المفاوضات بين الفريقين، وتأجيل فتح الطريقين في ظل التصعيد العسكري الأخير والخروق المتكررة لـ«النصرة» والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لتركيا، في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وفي ظل عزم الجيش السوري وضع حد لتكرار الهجمات على المناطق الآمنة، ونقاطه العسكرية فيها، بعد منح المهلة تلو الأخرى للضامن التركي لتطبيق بنود «اتفاق إدلب» من دون جدوى.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد أمس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، على «أهمية الحيلولة دون تعزيز الوجود الإرهابي تحت ستار وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع تركيا». وأضاف لافروف: أن «بنود الاتفاق التي تنص على إعلان إدلب منطقة منزوعة السلاح، وسحب جميع العناصر الراديكالية والأسلحة الثقيلة منها، لم تنفذ بالكامل حتى الآن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن