سورية

تراجع أميركا عن الانسحاب من سورية يكثف مباحثاتها مع موسكو وأنقرة

| الوطن- وكالات

بعد إعلان أميركا أنها ستبقي جزءاً من قواتها المحتلة في سورية، أعلنت موسكو عن لقاء مقرر أمس بين رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، ونظيره الأميركي جوزف دانفورد، في فينا، لبحث الوضع السوري، بالترافق مع أنباء عن مباحثات سيجريها المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، في أنقرة التي أغضبها الإعلان الأميركي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الشهر الفائت عن قرارها بالإبقاء على 400 عنصر من قواتها الاحتلالية في سورية، وأكدت أنه لن يكون هناك تواجد لتركيا والميليشيات الموالية لها في «المنطقة الآمنة» المزعومة في شمال سورية، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب كامل وسريع لقوات بلاده من سورية.
وطالبت كل من دمشق وموسكو، الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل من سورية.
وأمس كتبت وزارة الدفاع الروسية على موقعها الالكتروني، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «سينعقد اليوم (الاثنين) في فيينا لقاء يجمع رئيس هيئة الأركان الروسية النائب الأول لوزير الدفاع جنرال الجيش فاليري غيراسيموف، والجنرال جوزف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي».
من جانبه أعلن المتحدّث باسم هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الكولونيل باتريك رايدر، أن قائدي الجيشين الأميركي والروسي سيلتقيان في فيينا لبحث العمليات في سورية حيث قررت الولايات المتحدة إبقاء قوة صغيرة هناك، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وقال رايدر: إن «القائدين العسكريين (دانفورد وغيراسيموف) سيبحثان تفادي حصول تصادم خلال عمليات التحالف والعمليات الروسية في سورية، وتبادل وجهات النظر بشأن أوضاع العلاقات العسكرية الأميركية الروسية والأوضاع الأمنية الدولية الحالية في أوروبا ومواضيع أساسية أخرى».
وبالإضافة إلى الوضع السوري، فإن من المسائل التي تثير توتراً بين الجيشين الأميركي والروسي قضية القوى النووية في أوروبا، ولاسيما بعد تخلي واشنطن عن معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى، متّهمة روسيا بعدم الالتزام بها، الأمر الذي ردت عليه موسكو أمس، إذ قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً تعليق مشاركة بلاده في المعاهدة، وفق «أ ف ب». يذكر، أن البلدين اتفقا، عام 2015، على إقامة قناة تواصل لتجنيب طياريهما التصادم في الأجواء السورية، إلا أن روسيا أعلنت إيقاف العمل بها، عقب الضربات الأميركية على مطار الشعيرات وسط البلاد، في نيسان 2017، لتعاود تكثيف التنسيق الجوي في أيار 2017.
في سياق متصل، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية من المقرر أن يصل أمس إلى العاصمة التركية أنقرة، ومن المخطط أن يعقد اليوم الثلاثاء، لقاءات مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، ومسؤولين عسكريين أتراك.
وبحسب الوكالة، من المنتظر أن يبحث الجانبان عملية انسحاب القوات الأميركية من سورية، وتطبيق ما تسمى «خريطة طريق» منبج شمال حلب، التي توصلت إليها تركيا والولايات المتحدة في حزيران الماضي، ودارت فيما بعد بين الجانبين سجالات وحصلت توترات بينهما بسبب عدم تنفيذها.
يذكر أن قوة المهام المشتركة الأميركية التركية، التي تشكلت في إطار المباحثات الثنائية لتنسيق انسحاب القوات الأميركية من سورية، عقدت اجتماعات بأنقرة، بالفترة بين 28 شباط و1 آذار من العام الحالي.
تأتي زيارة جيفري إلى تركيا، بعد أن أبدت أنقرة غضباً إزاء إعلان أميركا أنها ستبقي عدداً من قواتها في شمال سورية، وأنه لن يكون هناك تواجد للقوات التركية والميليشيات المسلحة السورية الموالية لها تواجد فيما يسمى «المنطقة الآمنة» التي روج ترامب لإقامتها في شمال سورية بالتفاهم مع النظام التركي.
وعلى خلفية ذلك هدد النظام التركي بأنه سيقيم «الآمنة» بمفرده، وعقد اجتماعين بين مسؤولين في النظام التركي وآخرين أميركيين في تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن