سورية

تجاهل «حظر الكيميائي» للدلائل والوثائق في «كيميائي دوما» يثير قلق روسيا … العكام لـ«الوطن»: المنظمة أرادت تغطية الحقيقة التي ظهرت أمام الجميع

| سيلفا رزوق

في الوقت الذي اعتبرت فيه روسيا أمس أن تجاهل منظمة الحظر الكيميائي المنظمة للمعلومات التي قدمتها روسيا وسورية حول فبركة استخدام السلاح الكيميائي في دوما «يثير القلق»، ربط عضو مجلس الشعب محمد خير العكام بين توقيت صدور تقرير المنظمة، وبين المحاولات الغربية للتغطية على المعلومات التي أكدت «فبركة» إرهابيي «الخوذ البيضاء» لمشاهد الكيميائي في دوما.
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر العكام، أن توقيت صدور التقرير مشبوه، وجاء كي يطغى على الحقيقة التي ظهرت أمام الجميع، بحيث ينشغل الإعلام الغربي والأروقة الغربية، بما ساقه التقرير من اتهامات، وينسى الجميع الحقيقة التي ظهرت بعد شهادة مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
واعتبر عضو مجلس الشعب، أنه من الناحية القانونية ينبغي على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تحمل مسؤولياتها بأن تتخذ الإجراءات القانونية للذين كانوا يريدون أن يوهموا هذه المنظمة بأن الجيش العربي السوري قام بالهجوم الكيميائي، وتحمل تبعات ما جرى من الناحية القانونية.
وأوضح أنه «يمكن للدولة السورية محاسبة هؤلاء عبر رفع دعاوى في محاكم دولية والمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بالسوريين، علماً أن الاستثمار السياسي ربما يكون أهم من العمل القانوني، والنجاح في إيصال الصورة والحقيقة يمنع الولايات المتحدة والدول الغربية من الاستمرار في اتهام الدولة والجيش العربي السوري بأنه استخدم الكيميائي».
ولفت العكام إلى أن «الغرب عمل على استخدام الملف الكيميائي منذ صيف عام 2013، واستثمر فيه وكأن الاتهام كان جاهزاً، أما اليوم فلدى الدولة السورية أدلة قانونية، يمكن استثمارها في المحاكم الدولية، ويمكن رفع دعاوى على الدول التي وقفت مع المنفذين على الأرض لأنهم كانوا مجرد أدوات، وهذه الدعاوى يمكن أن تقوم بها الدولة السورية حتى المتضررون».
وذكّر العكام، أن «الدولة السورية أكدت على الدوام أن ما جرى كان من تأليف كامل من قبل إرهابيي أميركا، وبأن ما جرى في دوما كان مسرحية هزيلة، وهو ما أكدته روسيا أيضا، ولا ننسى أن هدف ما جرى وقتها كان منع الجيش العربي السوري من تطهير مناطق الغوطة الشرقية من الإرهاب».
واعتبر عضو مجلس الشعب، أن «شهادة مراسل الـ«بي بي سي» لها قيمة قانونية دقيقة للغاية ومؤثرة بالحكم كاملة، لأنه شاهد بأم عينه ولا يمكن لأحد أن يدحض شهادته وهو كان موجوداً بين المسلحين الذين فبركوا مشاهد الكيميائي، ومن هنا نفهم التعتيم الإعلامي الغربي الذي جرى على شهادة المراسل الصحفي، لأنها دحضت كل الأهداف التي كان يريدها الغرب من هذا الملف وهذا الاستهداف لسورية».
وفي أول تعليق رسمي روسي رداً على التقرير الذي نشرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الهجوم الكيمائي المزعوم في دوما، أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان لها نشرته وكالة «سبوتنيك»، أن تجاهل المنظمة للمعلومات التي قدمتها روسيا وسورية حول فبركة استخدام السلاح الكيميائي في دوما «يثير القلق».
وقالت الخارجية الروسية في البيان، إن «الاستنتاجات التي قدمتها بعثة التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سورية بشأن وقوع هجوم مزعوم في دوما، هدفها الوحيد تبرير العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي في نيسان الماضي على دولة ذات سيادة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة».
وشددت الخارجية الروسية في بيانها على أن الطابع المسرحي للهجوم الذي قامت بإخراجه مجموعة ما يسمى «الخوذ البيضاء» الإرهابية يثير القلق.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية زعمت في تقرير لها، استخدام مادة سامة في مدينة دوما السورية داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقالت المنظمة في تقريرها حول نتائج التحقيق في الغوطة الشرقية التي تعد دوما أكبر مدنها، والذي نشرته يوم الجمعة الفائت، إن مادة الكلور هي التي استخدمت على الأرجح أثناء الهجوم الكيميائي في دوما في نيسان عام 2018.
وذكرت المنظمة أنها توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل المعطيات والاستماع إلى شهود العيان، وأخذ العينات.
والملاحظ أن المنظمة التي تجاهلت عمداً المعلومات التي شككت بصحة الفبركات الإعلامية التي رافقت الهجوم المزعوم، حرصت على عدم اتهام أي جهة باستخدام «الكلور» المزعوم.
وكان مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ريام دالاتي أكد في تحقيق له الشهر الماضي واستغرق إعداده أشهراً حول المشاهد التي قيل إنها صورت في مستشفى مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم الهجوم الكيميائي المزعوم في السابع من نيسان الماضي، أن ما جرى «مجرد مسرحية»، موضحاً أن كل ما قيل حول هجوم باستخدام السارين في دوما كان مفبركاً، «كي يكون لديه أكبر قدر ممكن من التأثير»، وأنه توصل إلى ذلك استناداً إلى مقابلات مع عناصر مما يسمى «الخوذ البيضاء» وسكان في المنطقة.
وكانت الدفاعات الجوية السورية، تصدت في الرابع عشر من نيسان الماضي، لعدوان ثلاثي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على عدد من المواقع السورية في محيط دمشق وحمص بزعم وقوع «هجوم كيميائي» في دوما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن