رياضة

من قصص الدوري الكروي…تحكيم متميز والمشكلة في القاعدة

قدّم الحكام في الدوري العام لكرة القدم تحكيماً متميزاً في عموم المباريات ودل ذلك على شيئين اثنين، أولهما: الخبرة المكتسبة من خلال مباريات الدوري في المواسم السابقة، وقد حافظ حكامنا أو أغلبهم على جاهزيتهم الفنية والبدنية ضمن جهودهم الذاتية.
وثانيهما: تعاون الفرق مع الحكام في المباريات وتفهم الجميع للمهام الموكلة، فانشغل اللاعبون بأدائهم وانشغل الحكام بأدائهم، وسادت روح التعاون بين كل الأطراف، فلم نجد شغباً مسيطراً أو اعتراضاً خرج عن الروح الرياضية إلا ما ندر، والدليل على ذلك قلة البطاقات الصفراء، وانحسار البطاقات الحمراء إلى حدها الأدنى والأدلة على ما نقول نجدها في الحصيلة الرقمية لمباريات المجموعة الأولى التي أنهت الذهاب والإياب وأقيمت خلالها 72 مباراة رفع فيها الحكام البطاقة الحمراء 17 مرة أغلبها من إنذارين، كما احتسب الحكام تسع ركلات جزاء فقط.
وهذه الصورة بمجملها تبدو جميلة، فحالة التناغم بين الحكام والفرق حالة إيجابية، رغم أن العديد من المباريات شابها الحساسية والتنافس الساخن سواء على القمة أو هرباً من الهبوط..
كما لمسنا وهي حالة إيجابية جيدة وجديدة خلو تصريحات المدربين من الإشارة إلى أخطاء الحكام التي حصلت في بعض المباريات بسبب سوء التقدير أو غيره، فتعاون المدربين مع الحكام أثمر عن هذه الحالة الإيجابية بشكل عام..
خبرات
قاد أغلب مباريات الدوري مجموعة من الحكام الخبرات الذين صقلت موهبتهم بوفرة المباريات وتعددها وبرز منهم: مسعود طفيلية ومحمد العبد الله وصفوان عثمان والمحترف في أوكرانيا عبد الله بصلحلو، ويأتي بعدهم زكريا علوش وشادي عصفور وعبد الرحمن رشو وأحمد بلحوس ومحمد مطرود.
ومن جيل الشباب الواعد برز كل من فراس الطويل وحنا حطاب ومحمد قرام.
أما حكام الخط، فكان أبرزهم: زكريا قناة وحسام فريح وأنس صبح وأحمد المالود وعلي أحمد ورضوان عثمان وعبد السلام حلاوة وعبد السلام كليب وياسر برادعي ومازن زيزفون.

الصعوبات
بالتوجه إلى لجنة الحكام، فإننا نعذر اللجنة لعدم استطاعتها تنفيذ برامجها التطويرية المفترضة بسبب الأزمة، وهي تعمل ضمن الظروف المحيطة، فسقطت من روزنامة العمل دورات الصقل الفرعية والمركزية والمعسكرات الإعدادية والندوات النظرية، واقتصر عمل اللجنة على دورات اختبارية عند الدوري وأثناءه ولا جود إلا بالموجود.
وتبقى العملية التحكيمية رهن اللجان الفنية الفرعية في المحافظات التي عليها أن تتابع العملية التحكيمية ضمن المحافظة الواحدة، من خلال برنامج يبدأ بالتمارين الأسبوعية، ومن بعدها الدورات التطويرية ودورات الصقل، وهذا ما يجب أن تشدد عليه لجنة الحكام العليا بالتعاون مع اللجان التنفيذية بالمحافظات.

ملاحظات
ولأن لكل شيء إذا ما تم نقصاناً، فإن عتبنا على لجنة الحكام يكمن بالحكام المواهب والموهوبين الذين لم يأخذوا فرصتهم الكاملة في التحكيم، والأمر الطبيعي أن تدعم لجنة الحكام هذا الجيل وتزجهم بالدوري وخصوصاً أن أغلب حكامنا بلغوا سن الاعتزال، لذلك نتساءل: من سيقود الدوري في المواسم القادمة إن احتفظنا بجيل المواهب الشابة على مقاعد الاحتياط؟
الشيء الآخر الذي نود التطرق إليه هو ضعف القاعدة التحكيمية، فعدد الحكام بدأ بالانحسار والمنتسبون الجدد يعدون على الأصابع، وهذه مشكلة خطيرة يجب العمل على تدارك آثارها السلبية منذ الآن، هناك العديد من الأفكار والطروحات لجذب الرياضيين إلى مواقع التحكيم من هذه الأفكار فتح قنوات اتصال مع الأندية لاستقطاب اللاعبين الذين يملكون مهارة التحكيم ومحبته، كما إن المدارس الكروية المنتشرة هنا وهناك بكثرة ووفرة قادرة على اكتشاف مواهب تحكيمية صغيرة، وهذا يتطلب تعاوناً من لجان الحكام الفرعية مع الأندية لإدخال دروس تحكيمية على هذه المدارس الكروية، فلعلها تنجب حكاماً لمستقبل كرة سورية.
على العموم فإن التحكيم ركن من أركان الكرة من المفترض أن يحظى بالدعم والعناية والرعاية كغيره من أركان الكرة، ونجاحه سبب مهم في نجاح المسابقات الرسمية، وهو أحد عوامل تطور الكرة.
أخيراً لابد من الإشارة إلى ضرورة استقطاب خبراء التحكيم إلى ميادين كرة القدم ليراقبوا المباريات ويقيِّموا الحكام وفي ذلك خير لكرتنا، وهو أفضل من أن يختصر البعض كرة القدم في لجنة الحكام العليا والمقربين منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن