ثقافة وفن

لستُ يهودية ولم أتزوج من رجل مهم…لمى إبراهيم لـ«الوطن»: لن يكتب عن دمشق بمصداقية إلا من كان عاشقا لها وخبيراً بها

وائل العدس : 

تخرجت في كلية التربية بجامعة دمشق، لكنها اختارت طريق التمثيل واقتحمت الدراما من أوسع أبوابها، فقدمت ما يقارب ثلاثين عملاً متنوعاً بين الشامي والاجتماعي والكوميدي وحتى التاريخي.
من أهم أعمالها «من العار»، و«قلوب صغيرة»، و«صراع على الرمال»، و«أهل الغرام»، و«تخت شرقي»، و«ليس سراباً»، و«بيت جدي»، و«نزار قباني»، و«المارقون»، و«سقف العالم»، و«الاجتياح»، و«يوميات مدير عام2»، و«طاحون الشر»، و«باب الحارة».
غابت الموسم قبل الماضي عن الأضواء بسبب سفرها إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكنها عادت هذا العام بمسلسل واحد هو «وعدتني يا رفيقي»، في وقت تسعى فيه لمتابعة مشوارها في مجال التأليف والدبلجة.
«الوطن» استضافت الفنانة لمى إبراهيم، وكان لها الحوار التالي:

اكتفيتِ بمشاركة درامية واحدة، فما السبب؟
لستُ أنا التي اكتفيت، ولم أكن أريد هذا الاكتفاء بعد غيابي الموسم قبل الماضي، لكن الظروف شاءت بذلك، علماً أني اعتذرت عن عمل ثان، ولم أتوصل إلى اتفاق في عملين آخرين.

شاركتِ بمسلسل يصنف على أنه عمل شبابي، برأيك هل نجح؟
صدقني لا أعرف إن كان قد نجح أم لا، لأن توقيت عرضه لم يكن جيداً، ومع قطع الكهرباء لم يكن الوقت متاحاً لمتابعته، وشخصياً لم أتابع إلا مقتطفات منه، وكنت متخوفة من النتائج لأن العمل مر بظروف صعبة أثرت فيه.
عندما تابعته لم أكن راضية بما يكفي، لكنها كانت تجربة كباقي التجارب أتعلم منها لأصل إلى الأفضل، لكني لن أنكر أن للعمل جمهوراً ومتابعين كانوا ينتظرونه ونال رضاهم لأن الناس أذواق، وسأحول مشاهدته بهدوء عند إعادته.

منذ دورك في «تخت شرقي» عام 2010، لم تظهري بدور يطبع بذاكرة المشاهدة، لماذا؟
نعم كان دور «نوار» مميزاً جداً، وحاولت تأديته بكثير من العفوبة والبساطة والأداء السهل الممتنع، والحمد لله نال استسحان الجميع وسمعت الإطراء حوله.
بعد عرض العمل جاءت الحرب، وانشغلت بمسلسل «العشق الحرام» وقدّمت فيه دوراً جميلاً لكنه لم يعرض كثيراً ولم أتابعه إلا مرة واحدة.
بعده لم تعد الفرص متوافرة كثيراً بسبب الحرب، وكان لي نصيب أكثر في أعمال البيئة الشامية مثل «طاحون الشر»، و«قمر شام» وأعتقد أنهما نالا الاستحسان، لكنني متشوقة للأدوار الاجتماعية العميقة ذات الطابع «المودرن».

بعد عشر سنوات في الدراما وتحديداً منذ مشاركتك في مسلسل «طيور الشوك» وحتى الآن، ما الذي تغير بشخصيتك؟ وبتفكيرك؟
تغير الكثير طبعاً، وكان الفضل الكبير لأستاذي أيمن زيدان الذي أعطاني الفرصة بدور في عمل من إخراجه وعلّمني ألف باء التمثيل بالنسبة للتكنيك لأنني كنت أعرف المسرح فقط.
الأستاذ أيمن أعطاني في حينها وصايا أعمل بها إن كنت أريد المثابرة والمتابعة، وبالفعل عملت بوصاياه وكنت دائماً أتذكرها حتى أعمل بجدّ، ومرت سنين طويلة وكنت في كل عام وكل عمل أتعلم الكثير ومازلت أتعلم وسأبقى، فالفن بحر والموهبة لا تدرّس في كتاب أو في معهد، بل موجودة داخل الإنسان، لكن المهم كيف نظهرها بإقناع وعفوية إضافة إلى تغليفها بالثقافة والقراءة والمشاهدة ومتابعة أي شيء يفيد بالتطوير وتخزين معلومات وذاكرة بصرية وسمعية.
بعد عشر سنوات أنا راضية إلى حد بسيط ومتواضع، لكنني مازلت أنتظر الفرص الذهبية المميزة، ولدي أمل كبير بأن هذه الفرص ستأتي يوماً رغم كل الطحالب والإشنيات التي تحيط بهذه المهنة في زمن الحرب والفوضى والفساد وغياب العدل والأخلاق.

ما سر انتقادك لأعمال البيئة الشامية؟ ولماذا شاركت بعدة أعمال مناقضة لرأيك مثل «باب الحارة»، و«طاحون الشر»؟
لم أنتقدها، انتقدت الذين ينسبون هذه الأعمال إلى البيئة الشامية الدمشقية العريقة الحقيقية، لأن هذه الأعمال التي ذكرتها أعمال افتراضية وتقوم على (الحدوتة) وليست توثيقية، لكن الأعمال التي قدمت حكايا توثيقية عن الشام قليلة مثل (الحصرم الشامي، وطالع الفضة، وبواب الريح، وحرائر) أما الباقي فافتراضية.
أنا ابنة عائلة دمشقية وجذوري من حارات الشام العتيقة الجميلة فكيف لا أغار على دمشقي؟، وهي أكبر من أقلامهم وهي من أقدم المدن وعمرها عشرة آلاف عام، وفيها من القصص والتاريخ الذي لا ينضب، فلماذا أضع دمشق وأهلها ضمن هذا الإطار الذي يشوّه الوقائع وشكل مجتمع الشام الحقيقي ودور المرأة فيه وتشويه صورتها؟ وكأن الشام مدينة أميّة هي وسكانها ولا يعرفون سوى حياكة المؤامرات والدسائس والشتم والأحاديث السخيفة.
كل ذلك يصدّر إلى الخارج وهم يعتقدون بأن هذه الأعمال حقيقية، وبرأيي لن يكتب عن دمشق بمصداقية إلا من كان عاشقاً لها أو ابن بيئتها وخبيراً بها مع احترامي للجميع.

هل لجمالك الشرقي دور في إعطائك أدواراً معينة من دون غيرها؟
لا أستطيع الإجابة لأنني لا أعرف، وقد قدّمت العديد من الأعمال التي لا تعتمد على الجمال إطلاقاً.

بعيداً عن التمثيل، لديك موهبة في الكتابة، حدثينا عنها وعن إنجازاتك فيها.
الكتابة كانت مشروعاً قديماً تأجل تنفيذه، فقبل الحرب كنتُ والصديق الزميل أحمد الأحمد لدينا مشروع الكتابة الخاص بنا، وهو فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني لجهة معينة، وبالفعل بدأنا الإنجاز في الكتابة لكن كل شيء توقف مع بداية الحرب لكثير من الأسباب التي لا تتعلق بنا، بل بالوضع العام والضغط الخارجي.
عادت الفكرة واختمرت في رأسي عام 2012 وبسبب جلوسي الطويل في المنزل قررت أن أبدأ جدياً بالكتابة، فسمعت عن مشروع «صرخة روح» فقدّمت فكرة ووافقوا عليها وقمت بكتابتها وشاركتني صديقتي ربا الحمود فيها وكانت بعنوان (خيانة خرساء) من إخراج ناجي طعمي.
في عام 2013 سمعت عن مشروع ثلاثيات من وحي الأزمة السورية للأستاذ نجدت أنزور بعنوان: «تحت سماء الوطن» وكتبت ثلاثية بعنوان (لطيفة) وهي الجدّة التي كنت أقصد بها سورية مجازاً.
كنتُ دائماً أقرأ نصوصاً لبعض الشركات أو المخرجين وأضع تقريراً مفصلاً عنها، وأحياناً أقوم بكتابة خطاً درامياً في مسلسل أو خماسية أو ثلاثية لكن من دون ذكر اسمي ومن دون أجر، بل كنتُ أقوم بذلك بحب وإسداء خدمة مقابل الثقة منهم في قراءتي ورؤيتي.
لاحقاً قررت أن يكون ذلك مشروعاً ومهنة وعلى العلن، وأقوم حالياً بكتابة عمل طويل إن شاء الله، لكنني توقفت قليلاً عن متابعته لأنني أقوم بكتابة فكرة مسلسل جديد لجهة سأتكلم عنها لاحقاً عندما يتم الأمر.

هل للحب مكان في قلبك؟ ومتى نراكِ عروساً؟
نعم، أنا في حالة حب في زمن الحرب، وإن شاء اللـه تكن نتيجته الخير والسلام، وعندما سأقرر الزواج ستكون «الوطن» أول المدعوين.

غبت عن سورية لعام تقريباً؟ ما السبب؟ وهل كان هذا الغياب سبباً في غيابك الدرامي؟
غبت ثمانية أشهر تقريباً كنت حينها في أميركا، وقمت بالتسجيل في كورس لتطوير كتابة السيناريو وطريقة إخراجه، وكانت مدته ستة أشهر، والشهران الآخران كانا للسياحة، لأن لديّ أقارب ومعارف وصديقات قمت بزيارة أغلبهم.
وإلى الآن يعتقد البعض أنني هاجرت، لكني في دمشق منذ سنة وشهرين، وأعتقد أن ذلك كان سبباً في غيابي، لأني اعتذرت بسبب سفري عن عدة أعمال.

كيف تقيمين تجربتك في التقديم التلفزيوني؟ ولماذا لم تستمري؟
في عام 2011 خضت دورة تدريبية في التقديم التلفزيوني وإعداد البرامج، وحصلت على شهادة بذلك، وقد درسني الدكتور المصري عادل المعاطي.
خلال عام 2013 عُرضت عليّ فكرة برنامج «نورت سمانا» على قناة «سما»، وبالفعل قدمت 34 حلقة على الهواء مباشرة، وفرحت وقتها بإطراء الناس الذين يطالبونني إلى الآن بتقديم برنامج آخر.
أحب تقديم البرامج بشكل عام وأحب البرامج الحوارية خاصةً، وإن أتاني عرض لبرنامج مميز من محطة محترمة سأقبله بالتأكيد، وأتمنى الاستمرارية فيها.

أين تجدين نفسك بين مجالات التمثيل والتقديم والدبلجة ولماذا؟
أنا ممثلة أولاً، لكن الكتابة لها وقتها ومزاجها الخاص، ولم أصنف نفسي بالمحترفة، ولكنني أسعى لذلك لأنني أحبها، وأفرغ خيالي وذاكرتي بها، أما في التقديم فكان لي تجربة واحدة فيه وأتمنى تكرارها وممارستها إن سنحت لي الفرصة.
الدوبلاج عمل أحبه لكنني أعمل به للمتعة فهو فن من الفنون، وليست بالمهنة السهلة وتتطلب وقتاً طويلاً وجهداً، لكنني أعمل به بشكل متقطع كي يكون لدي وقت للدراما، وأعتذر عن العمل إن لم أحبه أو أحب شخصيتي التي سأدبلجها، وهذا معروف عني.

انتشرت عدة شائعات حول حياتك الخاصة، منها زواجك، كيف تتعاملين مع الشائعات عادةً؟
أقوم بتكذيب الشائعات عبر الصحافة وعبر صفحتي على الفيس بوك، وأغلب الشائعات التي تعرضت لها كانت كاذبة وكان آخرها أنني من عائلة يهودية دمشقية ومن بيت (أبراهام)، طبعاً هم حرّفوا اسم عائلتي مع أنني أتكنّى أنا وأخي «عصام» باسم والدي في الفن، ولو كنتُ يهودية لن أخفي ذلك فاليهودية دين، نعم أنا دمشقية لكني لستُ يهودية.
وأيضاً هناك شائعة أنني تزوجت من رجل مهم في الدولة وأنني أمتلك جواز سفر أجنبياً، وطبعا كل ذلك غير صحيح ولو كان صحيحاً فلن أخفيه، وحتى أهلي كانوا يضحكون من هذه الشائعات والسؤال عنها، وأنا أكرر نفيها لأن البعض مازال يسأل عن الموضوع منذ فترة ليست ببعيدة.

أين أنتِ من عمليات التجميل؟ وهل تعتبرين مقصرة بحق نفسك؟
مع أنني أحب القيام أحياناً بأشياء بسيطة جداً فهي في بيتنا ممنوعة، وكلمة «التجميل للتجميل» من دون داعٍ، هذا فإن بشرتي حساسة، لذا أحب الأشياء الطبيعية.
نعم أعترف أنني مقصرة، لكنني بدأت بالاهتمام أكثر من ذي قبل ببشرتي وتنظيفها عند الاختصاصيين بين الحين والآخر وخاصة بعد التصوير والتعرض للماكياج القوي مع الإضاءة، لكني لا أحب أكثر من ذلك، ولكل عمر طريقة في الاهتمام.
للأسف هناك بعض الوجوه تتشابه مع أنها مازالت في سن الشباب، والبعض لجأ للتجميل والحقن والعمليات ما جعلهم أكبر من عمرهم وفاقدين للتعابير المهمة في الأداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن