ثقافة وفن

«حركات بنات» كوميدي لايت بعيد من التهريج … محمد معروف لـ«الوطن»: نستطيع أن نكون أشخاصاً لطيفين وأن نتقبل الآخر في هذا الزمان

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

انتهى المخرج محمد سليمان معروف من تصوير كامل مشاهد مسلسل «حركات بنات» في أحد منازل دمشق القديمة، وهو من تأليف سعيد حناوي وإنتاج شقرة للإنتاج والتوزيع الفني، وبطولة رنا الأبيض ودانا جبر وليليا الأطرش ولبنى يحيى وسوسن ميخائيل وماهر شقرة إضافة إلى عدد من الضيوف منهم سعد مينة وعلي كريم ومحمد خير الجراح ويزن السيد وأدهم مرشد وتولاي هارون وجلال شموط وسمير الشماط ومرح جبر. والتنسيق الإعلامي للزميلة رنيم الهاشم.
والمسلسل سيت كوم منفصل متصل، كوميدي لايت، وبعيد من التهريج، يتحدث عن عائلة مؤلفة من خالة وثلاث فتيات ينتقلن للعيش معها بعد وفاة أهلهن، لتتوالى الأحداث مع تقدم أحد الشبان الأغنياء لطلب الزواج من الخالة قبل أن يظهر في ما بعد فقر حاله وتبدأ المشاحنات بينهن ضمن مواقف طريفة.
العمل مختلف عما طرح من أعمال خلال السنوات الماضية، قصته تدور حول امرأة «هيفا» (رنا الأبيض) تعيش لتربية بنات أختها اليتامى وهن ثلاث أخوات، وتحاول دائماً إسعادهن بأي طريقة، لكنهن يفعلن المستحيل بحركاتهن وتخطيطهن لتبقى بعيدة كلياً من الزواج.
وجبة خفيفة

بدايةً، أشار مخرج العمل إلى أن الكوميديا عموماً تعاني إشكالية بالنص وإشكالية بطريقة الطروحات التي تقدم إضافة إلى إشكالية بالتسويق وإذا أردنا أن ننفذ نصاً كوميدياً فعلينا أن نكون شديدي الحذر.
وأكد أن العمل ليس كوكيدياً بحتاً بل اجتماعي لايت مودرن يحتوي لحظات كوميدية، ويعتمد على الظرافة أكثر من اعتماده على الكوميديا، وقد ارتأينا أن يكون العمل خفيفاً نقدم فيه حالة بصرية جميلة وشخصيات لطيفة.
وعن خياراته والحد منها في ظل التصوير في موقع تصوير واحد قال: هذا النوع يحتاج إلى آلية معينة بالتعاطي، وطبعاً يحد من خياراتي، لكن عندما تقل الخيارات أستعين بحلول أخرى.
هل تبدو راضياً عن العمل؟ أجاب معروف: الرضا غير موجود بنسبة كبيرة لأنني أتمنى وأسعى للأفضل دوماً، وأشعر بالخوف حتى أرى النتيجة على الشاشة وأتعرف على رأي الجمهور، وقد حاولنا ضمن الإمكانات أن نبذل أقصى ما يمكننا رغم تعرضنا لظروف سيئة جداً من صعوبة التنسيق بين الممثلين إلى الظروف المناخية الصعبة، هذه الأمور تواجه أي عمل لكن يبدو أن حظنا سيئ فجاءت الظروف أكبر من المتوقع، ولكل عمل ظروفه الخاصة، فمثلاً قدمت عدة أعمال بيئة شامية مع أني لا أستسيغها كثيراً وأشعر بمشكلة حيالها لكنها موجودة ضمن الخطة التسويقية العامة، فمن الممكن أن ترضى عن المفهوم وألا ترضى عن المادة والعكس صحيح، ومن الممكن أن ترضى عن النص بحدود معينة وليس هناك شيء كامل.
وعن البطولة النسائية قال: الفتيات يحضرن بأغلب المشاهد وشخصياتي محدودة، لكن تحضير 5 فتيات يحتاج لوقت وجهد طويلين، والفنانون والفنيون بذلوا مجهوداً مضاعفاً بالعمل رغم الظروف المناخية السيئة والتعب والإرهاق، لكن لا نستطيع الحديث عن البطولة بل هي مجموعة وجهود متكاملة وليست بطولة فردية.
وعن قرب العمل من الواقعية وقربه من الناس علق معروف: الواقع الذي نعيشه غامض إجمالاً وهنالك الكثير من المفاهيم المتناقضة، ومنذ بداية الأزمة والنصوص عاجزة عن تقديم أي مادة جيدة قادرة على ملامسة الواقع، ولذلك يهرب الكتّاب والمنتجون للأعمال الشامية مثلاً لأنها لا تحتوي على محاذير، فالواقع مبهم ولا يستطيع أحد التعبير عنه، ونحن في عملنا ابتعدنا من تفاصيل الحياة، وذهبنا باتجاه أن يكون العمل بسيطاً كوجبة خفيفة للمشاهدين، يقدم لهم التسلية أكثر من أن يحتوي على رسائل هادفة، لكن ممكن أن أختصر رسالة العمل بجملة واحدة «نستطيع أن نكون أشخاصاً لطيفين وأن نتقبل الآخر في هذا الزمان».

نجاح شعبي
بدوره أكد الممثل والمنتج ماهر شقرة أنه يؤدي شخصية «بدري» الذي يبدو للوهلة الأولى أنه غني عله يستطيع إنقاذ العائلة من وضعها المادي الصعب ونشلها من فقرها، وبالفعل تتمكن الخطابة من إقناع الخالة كي تؤمن مستقبل بنات شقيقتها، فيتظاهر بأنه فقير مبرراً ذلك بأنه يريد أن يكسب قلوب الفتيات ومحبتهن ليكتشفن لاحقاً أنه فعلاً فقير، ويُفرض على العائلة وتضطر الخالة لتحمله أما الفتيات فيلجأن إلى حيل وخدع لتطفيشه.
يحاول «بدري» دائماً تلبية طلبات الخالة والفتيات لكنه يفشل في تحقيق طموحاتهن، ويفقد سيطرته ويقف مكتوف الأيدي لكنه كما يقول المثل «حاطط على الجرح ملح» وساكت كي لا يبقى في الشارع.
وبيّن أنه للمرة الأولى يلعب دور شاب يتعامل مع مجموعة من الممثلات الجميلات والمتميزات والموضوع لم يكن بالسهل، لكن عموماً الشخصية جميلة وقريبة من القلب، أما الكوميديا بالعمل فهي كوميديا الموقف، ومن الممكن عرضه قبل موسم رمضان المبارك إلى جانب عرضه في الشهر الفضيل.
وفي سؤال عن معاناة الكوميديا السورية خلال السنوات الأخيرة من ضعف النصوص والإنتاج، اعتبر أنه حاول إنتاج نمط محبب للناس لأنهم بحاجة لأعمال بسيطة وقريبة منهم ومن حياتهم اليومية، ولم ننفذ عملاً كوميدياً بحتاً ممتلئاً بالكوميديا منذ أولى الحلقات حتى نهايتها، وأنا كمنتج لا أعتقد أني أغامر في إنتاج عمل كوميدي وفي حال فكر جميع المنتجين بهذه الطريقة سنساهم بتراجع الدراما السورية.
كما راهن على نجاح عمله على الصعيد الشعبي وبيّن أن رهانه نابع من الجو العام الذي يتضمنه العمل «الجو البسيط والقريب من الشارع ونحن نعيش بين الناس وعلى يقين بما يحبون».
واختتم حديثه بالقول: «الدراما السورية أحد أهم الأهرامات بالوطن العربي ومنذ صغرنا نتساءل لما تفتقد الدراما السورية للأعمال الحياتية، لذلك لعبت على هذا الوتر».

فتاة مجنونة
بدورها عبّرت دانا جبر عن تفاؤلها الكبير بهذا العمل متوقعة أنه سيكون مسلسلاً شعبياً خفيفاً وسينال محبة الناس لكونه بسيطاً وعفوياً وقريباً منهم وهنا يكمن عنصر الكوميديا.
وكشفت أنها تؤدي شخصية «ورد» التي وصفتها «بالمجنونة» وهي أصغر شقيقاتها، تغرم بشاب فقير يدعى «بلبل» علماً أنه ليس جميلاً بالشكل ومن طبقة اجتماعية لا تناسب عائلتها.
وقالت: كان هدفي الأساسي أن أؤدي الشخصية كما شعرت بها، واقترحت بعض الملامح الأساسية للشخصية قبل توقيعي عقد الانضمام للعمل وبالفعل تمت الموافقة على ذلك ووقعت على العمل لأني لا أريد لها أن تشبه غيرها من الشخصيات.
وأردفت: غيّرت طبقة صوتي كي تتناسب مع الشخصية واتبعت لها لوكاً خارجياً ولباساً معيناً كي تبدو وكأنها بالفعل صغيرة في السن بالتعاون مع مصممة الملابس ناهد العلي، فاعتمدنا على الملابس التي تحتوي دلع بنات لتبدو مختلفة عن شقيقاتها.
وأضافت: هناك بعض الصعوبات التي تعرضنا لها منها الارتجال، فقد حاولنا أن نضيف على النص، وأتمنى أن يكون العمل قريباً من قلب الجمهور، خاصة أنني وبالتعاون مع باقي الممثلات نرغب في أن نعيد أيام «عيلة ست نجوم» و«سبع نجوم» ونعمل حقيقة بروح واحدة.
ورداً على سؤال: هل هناك توظيف للجمال من خلال هذه الشخصية؟ أجابت: ربما لأنني بالأساس فتاة جميلة لكنني لم أعتمد أبداً على هذا الموضوع ولعبت على فكرة كيفية ظهورها بطريقة تناسب النص وتبدو منطقية.
ونفت أن يكون هنالك تشابه بين شخصية «ورد» وشخصية «رولا» في مسلسل «سنة أولى زواج» قائلة: هي ليست دلوعة بقدر ما هي فتاة مجنونة تحيك مقالب للشباب الذين يتقدمون للزواج من خالتها انطلاقاً من محبتها لها وتعلقها الزائد بها.

قلب واحد
أما ليليا الأطرش فقالت إنها تلعب شخصية «سارة» الأخت الكبرى، والمفترض أن تكون العاقلة لكنها تتصف بالجنون وهي التي تقرر دائماً المقالب أي إنها العقل المدبر وباقي أخواتها مكلفات بتنفيذ ما تقول، أي إنها رئيسة العصابة لجميع المقالب النابعة من المحبة والحاصلة مع الخالة والعرسان المتقدمين لها بهدف (تطفيشهم)، والسبب خوف الأخوات من فقدان خالتهم المربية لهن وتحول اهتمامها لزوجها.
ووصفت العلاقة بين الأخوات وخالتهن بالجميلة جداً لأنهن متعلقات بها لدرجة كبيرة ويرفضن فكرة زواجها كي لا تبتعد عنهن ومن هنا أتت فكرة المقالب وتطفيش المتقدمين لخطبتها حتى يأتي صاحب النصيب وتبدأ بعدها الأحداث.
وعن خصوصية هذه الشخصية قالت: سبق وعملت شخصية الفتاة المشاكسة اللعوب لكن بإطار مختلف تماماً وبطريقة مختلفة، ويكمن الاختلاف بأن الجوهر هنا يرتبط بمجموعة أخوات بنات يجمعهن قلب واحد ويد واحدة وتخطيط واحد بعيداً من فكرة الحماية والكنة، مشيرة إلى أن الشخصية لا تشبهها وعادة ما تنجح بالشخصيات البعيدة منها، مراهنة بالوقت نفسه على نجاحها.
وأوضحت أنها عموماً تحاول انتقاء أدوار مميزة من بين عروض قليلة، وفي حال كان العمل المقدم مناسباً فتشارك حتماً لأنها حاضرة وجاهزة بأي لحظة.
ورأت أننا بحاجة إلى هذا النمط من الأعمال، فقد تعبنا من المشاكل والحرب والضغط النفسي، وأصبحنا بحاجة لرؤية أعمال تدخل الفرح والسرور لقلوبنا وتنسينا همومنا، ومسلسلنا يحقق هذا الشرط، موضحة أنها بدأت مشوارها الفني في الكوميديا عبر مرايا 94 و95.
وراهنت على نجاح العمل من خلال الأفكار الموجودة وطريقة طرحها ومعالجتها، فالعمل لا يتضمن الكثير من المبالغات وهو قريب من أي عائلة فيها فتيات.
وعن رأيها بالكوميديا وانحدارها بالفترة الأخيرة قالت: أرى أن الدراما السورية بالمجمل تعاني وليس فقط الكوميديا، وليست الكوميديا من انحدر بل كل شيء تراجع وبهذا العمل عملنا جميعاً بيد واحدة وقلب واحد لنقدم كل ما نستطيع، وهناك مثلاً بعض المشاهد ننفذها أنا ودانا جبر بطريقتنا، أي بطريقة الجيل الجديد كيف يتكلم وكيف يفكر، ونحن سعيدات بالمادة التي نقدمها وأتمنى أن يحقق العمل صدى جماهيرياً.

نسائية بحتة
وتؤدي لبنى يحيى شخصية «شهد» وهي طالبة جامعية تعشق التمثيل وعروض الأزياء ومهتمة بآخر صرعات الموضة من ماكياج ولباس وشعر رغم أن حالتها المادية عادية، وتتمنى أن تكون عارضة أو ممثلة في المستقبل، وخاصة أن خالتها تتعب لتحقق أمنياتها وأمنيات شقيقاتها، وهي محبة للضحك والمزاح دائماً وغالباً ما تقوم بإجراء المقالب بأخواتها.
ورأت أن هذه التجربة كوميدية نسائية بحتة، وعموماً في اللوكيشنات التي تضم فتيات تحتوي على الكثير من المشاكل لكن بهذا العمل جميعنا يحب بعضنا بعضاً ونساعد بعضنا ونتشاور مع بعضنا ونريد أن ننجح وأن يحقق العمل صدى.
وتوقعت أن ينال العمل استحسان الناس لأنه عمل خفيف وبسيط ولا يتضمن مبالغة بالماكياج ولا باللباس، معتقدة أن الجمهور اشتاق لهذه البساطة والسلاسة، وتمنت أن يصنع العمل بصمة إيجابية في الدراما السورية.

خطابة الحارة
وتؤدي سوسن ميخائيل شخصية «أم طارق» خطابة الحارة، وهي الصديقة المقربة من «هيفا»، وهمها الوحيد أن تزوجها لرجل غني كي تحصل على مكافأة محرزة، لكنها تواجه رفض بنات العائلة، قبل أن تنجح في النهاية بمسعاها وتزوجها بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن