شؤون محلية

12 ألف إصابة لشمانيا في الرقة وإصابة بلهارسيا … مدير الصحة: ظهور السل والبلهارسيا في ريف الرقة الشمالية

| قصي أحمد المحمد

كشف مدير صحة الرقة جمال العيسى لـ«الوطن» عن وجود ما يقارب من 12 ألف إصابة تقريباً بمرض اللشمانيا في محافظة الرقة، منها 4 آلاف مصاب في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات «قسد»، ونحو 8 آلاف مصاب في المناطق المحررة.

وأكّد العيسى عودة مرض خطير إلى أبناء المحافظة غير المحررة وهو البلهارسيا الذي ظهرت أعراضه على حالة منفردة منذ أسبوع، مشيراً إلى افتتاح مركز الخدمات السنية في دبسي عفنان منذ ما يقارب أسبوعين، إضافة إلى تزويد الريف المحرر بعيادة نسائية متنقلة.
وأشار العيسى إلى قيام مديرية الصحة بجميع حملات اللقاحات المطلوبة خلال شهر شباط الماضي في المحافظة كاملة، وخاصة الموجودة تحت سيطرة قسد، مبيناً أنّ عدد الأطفال الذين استهدفوا في الحملة ما يقارب 182 ألف طفل دون عمر 5 سنوات، مؤكداً إتمام عملية تلقيح نحو 162 ألفاً منهم.
ولفت مدير الصحة إلى أنّ وضع الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في الريف المحرر في تطور مستمر، وهي نحو الأفضل من حيث الجودة وعدد الخدمات المقدمة، مبيناً أنّه يتم تقديم خدمات اللقاحات الروتينية بكافة أنواعها وحملات أخرى لمعالجة مرضى اللشمانيا وداء السكري ومتابعة موضوع الخدمات الطبية الإنجابية.

المناطق المحررة
وكشف العيسى عن بدء انتشار غير مضبوط لمرض اللشمانيا بين أبناء المحافظة منذ بداية أيلول من العام 2018، مؤكّداً أنّ عدد المصابين بلغ نحو 8 آلاف مصاب قاموا بمراجعة الصحة وتم تقديم العلاج الخاص لهم في المستوصفات، موضحاً أنّه شفي من بينهم نحو 4500 مصاب، وبقي بحدود 3500 مصاب حالياً يتلقون العلاج.
وأشار إلى أنّ الوضع الحالي أفضل بالمقارنة مع الشهور السابقة، لكون الإصابات التي ترد إلى المستوصفات أقل، مبيناً أنّه راجع المديرية بشهر تشرين الأول الماضي ما يقارب 2300 حالة، أما خلال الفترة القريبة الماضية فقد اكتشف نحو 400 إصابة جديدة، مبيناً أنّ ضمن إطار متابعة مرضى داء السكري، تم افتتاح عيادات جديدة لتوزيع الأدوية اللازمة لهم من أنسولين وحبوب فموية وغيرها من الفيتامينات والمميعات.
وأوضح أنّ الخدمات الطبية الإنجابية بدأت بعض المراكز الطبية بتقديمها وتم تزويد مديرية الصحة بعيادة متنقلة نسائية مقدمة من الوزارة وهي عبارة عن مشفى متنقل مصغر يمكن أن تتم فيها الولادات النظيفة، لافتاً إلى أنّها قدّمت خدمات بالريف الغربي من الرقة بالوقت الحالي.
ولفت إلى أنّ الخدمات السنية بدأت أيضاً في مركز صحة «دبسي عفنان» حيث تم تجهيز عيادة سنية متكاملة، بدأت تقدم خدماتها منذ ما يقارب أسبوعين، بالإضافة إلى علاج جميع الإصابات الحادة والمزمنة وتقديم الأدوية المتوفرة لدى المديرية لجميع المواطنين.
وأكّد العيسى أنّه تمت مراقبة الدواء ومنذ شهرين تم إعطاء التحذيرات لافتتاح الصيدليات بصورة نظامية للأطباء والتأكيد على وجود شهادة صيدلي، مبيناً أنّه بلغ عدد المرخصين 8 أطباء إلى الآن، مضيفاً، بالنسبة للاختصاصات الطبية قليلة لكون معظم الأطباء الذين افتتحوا عياداتهم حالياً عامين، حيث يوجد ما يقارب 15–20 طبيباً حالياً في الريف المحرر.
وأكّد مدير الصحة أنّه تم التواصل مع منظمة الصحة العالمية لتزويد المناطق التي تقع تحت سيطرة ما يسمى «قوات الوحدات الكردية» بالأدوية التي تخص علاج مرض اللشمانيا، والتي يقدر عدد المصابين فيها نحو بين 3–4 آلاف مصاب، مبيناً أنّه تم تزويد مديرية الصحة بما يقارب 2000 أنبولة لعلاج المرض وتم توزيعها على بعض المراكز التي ينتشر فيها هذا المرض والبدء بالعلاج بالكوادر الطبية التابعة لمديرية الصحة، لافتاً إلى وجود 22 مستوصفاً طبياً يقوم بتقديم خدمات اللقاحات الروتينية، بالإضافة إلى القيام بحملات اللقاح الوطنية وإيصال اللقاحات إلى كل أطفال الرقة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأرجع العيسى سبب عدم وصول اللقاحات في هذه المناطق لما يقارب 20 ألف طفل إلى عدم تعاون قوات قسد الموجودة في مناطق تل أبيض وما حولها.
وأكّد على أنّه تم تأمين أدوية للمصابين بمرض السكري عن طريق منظمة الصحة العالمية وبدأت كوادر المديرية بتأمين العلاج اللازم لهم ويقدر عدد المصابين بـ400 – 500 مريض وتم الحصول على ما يقارب 2200 أنبولة أنسولين.
وأشار إلى أنّ مرض السل أصبح ينتشر في هذه المناطق، مقدراً عدد المصابين بنحو 42 مصاباً ما بين سل رئوي وخارج الرئة، مؤكّداً أنّه تم التواصل مع مديرية الصحة العالمية لتزويد المرضى بالأدوية المناسبة لعلاجهم.
وكشف العيسى عن انتشار جديد لمرض «البلهارسيا» ظهرت أعراضه لأول مرة على رجل عمره 45 عاماً منذ أسبوع وهو من أبناء ريف الرقة الشمالي بجوار مدينة تل أبيض، مؤكّداً أنّه تم التواصل مع المريض وإيصال العلاج اللازم له، موضحاً أنّ هذه الحالة نادرة لكون المرض انقرض من المحافظة لأكثر من 20 عاماً مضت، مرجعاً أسباب انتشار الأمراض المذكورة إلى قلّة الرعاية الصحية فيها، مشيراً إلى أنّ مرض «البلهارسيا» هو طفيلي يستقر في المثانة ويسبب حالة نزيف دموي دائمة وتقرحات بالجهاز البولي.
ومن جهة أخرى بيّن العيسى أنّ الكادر الإداري والطبي والفني في المديرية حالياً مشتت إلى حد ما ويتم العمل على تجميعه والاستفادة منه بما يتناسب مع الظروف الراهنة في المناطق الساخنة والمحررة، مؤكّداً وجود أطباء في المناطق المحررة وهم من أبناء المناطق ومكلفين حالياً بالعمل مع مديرية الصحة ضمن المستوصفات الموجودة في الريف الشرقي والريف الغربي من المحافظة.
وأشار إلى وجود مستوصف طبي واحد في الريف الغربي من المحافظة يقدم الخدمات الطبية ويوجد بالقسم الشرقي خط معدان – السبخة 6 مستوصفات، بالإضافة إلى افتتاح منظومتين للإسعاف والطوارئ الأولى في الحمدانية أو «البوحمد» مجهزة بسيارتين إسعاف، والثانية في القسم الغربي بـ «دبسي عفنان» مزودة بسيارتين إسعاف أيضاً تقدم خدمة نقل المرضى على مدار الساعة والاسعافات إلى مشافي حلب ودير الزور.
وأكّد مدير الصحة أنّه خلال العام الحالي يوجد خطة طموحة لتقديم خدمات أكثر لأبناء المحافظة الصامدين بوجه التنظيمات الإرهابية، مبيناً أنّه يتم العمل على ترميم المراكز الصحية المتضررة والملحوظة بخطة إعادة الإعمار خلال العام 2019 حيث يتم العمل على افتتاح مركز إسعاف وطوارئ شبيه بالمشفى المصغر يقدم خدمات طبية على مدار 24 ساعة بعد الانتهاء من الترميم اللازم للمكان خلال الفترة القادمة.
وأكّد أنّه يتم العمل على زيادة عدد نقاط الإسعاف والطوارئ وزيادة عدد العيادات السنية في الريف الشرقي، إضافة إلى متابعة علاج مرضى اللشمانيا وإدخال العلاج بالأزوت السائل بالمشاركة مع الحقن الموضعية.
وأشار العيسى إلى وجود نحو 11 مشفى حكومياً وخاصاً في الرقة وهي في المناطق غير المحررة حالياً، يعمل منها اثنان وهما مشفى الثورة الوطني ومشفى التولي، نافياً وجود إحصائيات دقيقة للمتواجدين في المناطق غير المحررة، مقدراً عدد السكان الموجودين بين 200 – 300 ألف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن