قضايا وآراء

منظمة الأسلحة الكيميائية والتلفيق

| ميسون يوسف

عندما كانت تتحضر تشكيلات الجيش العربي السوري للدخول إلى دوما لتطهيرها من الإرهاب في العام الماضي، سارعت قوى العدوان الراعية للإرهاب والمستثمرة فيه إلى الإيعاز لمجموعات خاصة تديرها لتلفيق مسرحية استعمال الأسلحة الكيميائية من أجل أن تلصقها بالجيش العربي السوري وتتخذها لاحقاً ذريعة للعدوان عليه والتدخل العسكري بشكل يحول دون تطهير دوما.
فعلوا هذا ولفقوا، ولكنهم فشلوا رغم عدوانهم في وقف العملية السورية التي أدت في نهاية المطاف وبشكلها المركب إلى تطهير دوما وكل الغوطة الشرقية من الإرهاب، وكان منتظراً بعد أن تحققت إمكانية الوصول الأمن إلى دوما أن تكشف الحقيقة ويفضح الملفقون، ولكن للأسف صدم العالم بعكس ما كان متوقعاً.
الحقيقة التي تؤكدها كل المعطيات والأدلة والقرائن المادية والتحليلية تثبت أن الجيش العربي السوري لا يد له فيما قيل إنه استعمال للأسلحة الكيميائية، لكن تقرير الأمم المتحدة عبر هيئتها المتخصصة المسماة «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» جاءت بتقرير ناصب العداء للحقيقة والشفافية واتجه كما يبدو من كل كلمة وسطر فيه إلى تبرئة الفاعل الحقيقي وهم الإرهابيون، والإشارة السلبية للبريء بكل معنى الكلمة وهي سورية وقواتها المسلحة.
وهنا نجد مرة أخرى أن المنظمات الدولية التي ما زالت تعمل تحت ضغط وإشراف غربي وتوجيه مباشر من الولايات المتحدة الأميركية، هذه المنظمات لم تغادر دوائر الانحياز ومجافاة الحقيقة من أجل خدمة المصالح الاستعمارية وإرهاق مصالح الشعوب التي تتمسك بحريتها واستقلالها وسيادتها.
حاولوا في لاهاي حجب الحقيقة وتقليب الأمور، لكن سورية وروسيا وعلى لسان مندوبيهما في المنظمة كانا بالمرصاد وشرحا الواقعة وأكدا مجانبة تقرير الوكالة للحقيقة وقدما الأدلة الدامغة التي تثبت مدى انحياز التقرير وعدم شفافية ومهنية معديه وتضحيتهم بالحقيقة على مذبح الحقيقة.
إن ما فعلته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من بوابة دوما ما هو إلا إضافة أخرى لسلوك لا يوحي بثقة بها ولا يمكن من الركون إلى مواقفها ويحمل الدول التي تعاديها أميركا وتطاردها على الاعتماد على نفسها وألا تنتظر عدالة أممية بحبر أميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن