رياضة

كرة الطليعة من الألف إلى الآن … من بداية ارتجالية لتغيير خريطة المنافسة

| حماة- عمار شربعي

عندما يتعلق الأمر بكرة الطليعة يزداد اهتمام القائمين عليها لدرجة العمل المتواصل وإن كان على حساب أي عمل آخر، تلك هي الصورة التي نشاهدها مع بداية العمل في نادي الطليعة، وقد تكون البدايات ناجحة إلى حد كبير من خلال رؤية إدارية تنعكس للعموم من غرفة القرار، ولكن سرعان ما تختلف مواصفات خطة الورق عن خطة الميدان وتبدأ الحكاية بقيام شخص واحد فقط بإعادة هيكلة الفريق واستقدام لاعبين والاستغناء عن آخرين، والأغرب من ذلك عندما تسارع إدارة النادي بعد ذلك بتشكيل لجنة انتقاء لاعبين وكادر ولو بشكل وهمي وإن كان جل أعضاء هذه اللجنة لا يعلمون بذلك إلا على صفحات التواصل الاجتماعي.

بداية غير مدروسة
نتابع حديثنا في المشهد الطلعاوي من خلال الحديث عن فريق الكرة الذي يحظى باهتمام كبير جداً من عشاق النادي، فالفريق بدأ تدريباته مع بداية مرحلة الاستعداد بكادر فني متواضع حسب رأي الأغلبية وبقيادة المدرب شربيني الذي حاول وضع لمساته الفنية على جسد الفريق ولكن دون جدوى والدليل أنه دخل الدوري بفريق لم تتوافق تشكيلته الأساسية وكانت تختلف من مباراة لأخرى وهذا ما أثر في النتائج، وكانت النهاية مع الشربيني من خط البداية وتحديداً من المرحلة الخامسة من عمر الدوري بعد أن حصل الفريق على أربع نقاط من أصل 15 ممكنة ليتسلم المهام مساعده مصعب في لقاء واحد وهو لقاء مؤجل أمام الجيش وقتها ليتجه الفريق لمنعطف آخر مع الكابتن بحري.

البحري سرق القلب والنظر
قد يكون عنوان هذه الفقرة منقولاً من عبارة كتبها أحد المشجعين على قماشة بخط متواضع في أول حضور للكابتن بحري ومن كان يدري أن تلك الكلمات هي تجسيد حقيقي لما فعله البحري بفريق الكرة ونقله رغم تواضع إمكانياته الفنية من أزقة المراكز المتأخرة إلى حدود مربع الكبار في فترة وجيزة فحصل الفريق بقيادة البحري على 28 نقطة في 13 مباراة قادها من أصل 39 نقطة ممكنة بعد 8 انتصارات وأربعة تعادلات وخسارة وحيدة أمام المجد في دمشق، والتي قسمت جمهور الطليعة إلى قسمين بين مؤيد لمشاركة الحارس البديل ابن النادي محمود خلف الذي دخل مرماه 3 أهداف متواضعة وبين معارض لمشاركته وهم الأكثرية الذين طالبوا بمشاركة الأساسي عماد منجد، وهنا بدأت الاضطرابات بين جماهير النادي والكادر التي أفرزت حسب مصادرنا قيام البحري بتقديم استقالته ومن ثم العدول عنها بعد تعهد الجميع من دون استثناء بعدم التدخل بشؤون الفريق من قريب ولا من بعيد وكان ذلك بالفعل.

لماذا نجح البحري؟
أسئلة كثيرة حاصرتنا مؤخراً من بعض عشاق الطليعة وجميعها تنحصر في سياق واحد وأهم ما ساعد البحري في رحلته مع الطليعة أنه تسلم مهامه في مرحلة صعبة لا يريد منه أحد سوى التقدم بالفريق لمراكز الوسط والابتعاد عن المربع الأخير، وبالتالي أي نتائج فيها نقاط كانت مرضية للجمهور الذي سانده بقوة وساهم بشكل كبير في تفوق الفريق بشكل عام والبحري بشكل خاص لتظهر علامات الانسجام الكبير بين الطرفين، ومن أهم أسباب نجاح البحري هو الدعم الكبير التي أبدته إدارة النادي لشخص الكابتن بعد رفضه عدة عروض من أندية أخرى وأهمها الغريم التقليدي النواعير وقبوله دون شروط بالعمل لفائدة ناديه الأم ولا يختلف اثنان على أن إخلاص جميع لاعبي الفريق للبحري كان واضحاً لما يمتاز به الكابتن من حسن معاملة مع لاعبيه وتفهمه لمختلف ظروفهم والعمل على الاهتمام بجميع اللاعبين ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع، كل ما ذكرناه ينحصر في جانب ضيق قياساً بالخبرة الفنية وعلوم التدريب الذي حصل عليها الكابتن من خلال مسيرته مع أندية خارجية وحصوله على شهادة البروفيشنال التدريبية.

هل يغير الطليعة خريطة المنافسة؟
أشد المتفائلين بفريق الطليعة لم يتوقع أن يصل الفريق بمجموعته الحالية لرابع الترتيب في مراحل سابقة ويبتعد عن المتصدر حالياً تشرين بفارق 6 نقاط فقط والمباراة القادمة ستجمعهما في اللاذقية، وبدأت التحضيرات الجدية لمحاولة الدخول بشكل واضح لمراكز متقدمة جداً إن لم نقل المنافسة الفعلية على اللقب في حال حقق الفريق الفوز بالمباراة رغم صعوبتها البالغة في الواقع، ولكن بدأت الإشارات والملامح بين مجموعة اللاعبين تؤكد على استعدادهم ميدانياً لتحقيق الفوز، وتكرر المشهد الذي حصل في حماة وفي حال حصل ذلك حتماً سيكون الطليعة الفريق الذي غير بالفعل خريطة المنافسة وقد يحقق بذلك تفوقاً لم يحققه في أيامه البيضاء من قبل، وعن ذلك يقول البحري لاشيء مستحيل بكرة القدم نحن نسعى لتسجيل حضورنا المباشر بين كبار الدوري ونسعى لتحقيق معادلة تفيدنا بذلك، كل الطرق المؤدية لتحقيق ذلك سالكة وخاصة أن جميع لاعبي الفريق على أتم الاستعداد لمواصلة المشوار فنياً ونفسياً، تحدثت مع اللاعبين بوضوح وشعرت باستجابة كبيرة ولا تنقصني الثقة بقدراتهم الفنية في حال نفذوا تعليماتنا حتماً سنواصل تألقنا لاستعادة لقب الإعصار بشكل حقيقي أنا ابن الطليعة وشعوري كشعور أي مشجع طلعاوي يحلم بمنافسة حقيقية على أحد المراكز المتقدمة بغض النظر عن عملي كمدرب للفريق.

ولرابطة المشجعين حديث
تعتبر رابطة مشجعي الطليعة واحدة من أنشط روابط المشجعين في سورية نظراً لما تقوم به من تفاعلات إيجابية على مستوى كبير بين صفوف اللاعبين فعند جلوس لاعب على دكة الاحتياط تسارع لتعزيز ثقته بنفسه وتحاول تقديم دعمها المعنوي له من خلال الصفحة الخاصة بها والقيام بزيارات للاعبين في منازلهم وتقديم مساعدات لهم في أي مناسبة تخص اللاعب بالذات قدر الإمكان، وقد يتسع دورها في المدرجات بشكل كبير وخاصة عند تراجع مستوى الأداء، وتحفيز الجمهور ضروري للتحرك في وقت مهم ونجحت في ذلك عدة مرات باعتراف الجميع، وقد تكون اللوحات الفنية التي تقدمها على المدرجات غريبة وممتعة وقد لاقت استحسان الضيوف وهذا ما ذكره إبراهيم عالمة حارس منتخبنا والكثير من مدربي ورؤساء روابط مشجعي الفرق الزائرة، كل هذه المعطيات انعكست إيجاباً على سمعة الرابطة ورئيسها الخلوق غازي اليوسف والجندي المجهول عاشق الهتافات الرائعة عدنان شربعي مهندس صفوف المشجعين، ويذكر أن الرابطة لم تتلق دعماً كافياً لتحسين أوصاف لوحاتها الفنية وتعتمد على مساعيها الشخصية ومساندة أحد أعضائها مادياً، ومع ذلك يعتقد الكثيرون أنه في حال توافر لها الدعم الكامل ستنافس رابطة تشرين بجدارة.
وفي حديثه لـ«الوطن» أكد اليوسف أنه يعقد اجتماعات دورية لأعضاء رابطته لترتيب أمور المدرجات وقد نجحنا والحديث لليوسف في تغيير كبير في أسلوب المشجعين وتنظيمهم وضبطهم وخاصة في حالات إثارة الميدان فنياً أو تحكيمياً بغير قصد طبعاً، ونتمنى على إدارة النادي دعمنا بشكل أفضل ليتسنى لنا العمل ومواكبة تطور فريقنا الكروي الذي نتوقع منافسته على مركز مرموق.

التزام بالمستحقات كبير
المهندس خالد زكية وفي تصريح له أكد أنه لا يوجد لاعب له ليرة واحدة من مستحقاته المفروضة وتحديداً من الدفعتين الأولى والثانية وقال التزمنا بوعودنا مع اللاعبين بشكل منقطع النظير وسنستمر بذلك لكي يتسنى للكادر الفني العمل بأريحية ومن دون ضغوطات من اللاعبين وبدورنا نشكر الداعمين الذين ساعدونا إلى حد ما في تقديم تجهيزات للفريق الأول ولفرق الفئات العمرية وأردف قائلاً سنقدم مكافآت مجزية للاعبين في حال فوزهم على المتصدر في اللاذقية وهذا ما نصبو إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن