سورية

غياب تمثيل الدولة السورية يفقد مؤتمر بروكسل مضامينه … أنباء عن استعداد دول أوروبية لتطبيع العلاقات مع سورية

| الوطن- وكالات

أفقد غياب أي تمثيل للدولة السورية مؤتمر بروكسل للدول المانحة كثيراً من مضامينه، في حين كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية عن استعداد بعض دول الاتحاد الأوروبي لتطبيع علاقاتها مع دمشق. ونقلت وكالة «أ ف ب» عن دبلوماسي أوروبي في ثاني أيام المؤتمر أنه «من غير الوارد التطبيع» مع دمشق «وهو ما قد تكون بعض دول الاتحاد مستعدة للقيام به».
وانطلق أول من أمس ما يسمى المؤتمر الثالث للجهات المانحة في بروكسل لجمع نحو 9 مليارات دولار لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين على حد زعمهم، في حين قالت الوكالة: «لم يعد الاتحاد الأوروبي يطالب بتنحي الرئيس السوري كشرط للمساعدة في إعادة إعمار البلاد لكنه يطالب بفترة انتقالية»، في تراجع ملحوظ للشروط المسبقة التي كان الاتحاد الأوروبي يتشدق بها، والتي أخفق بتحقيقها مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها الدولة السورية.
وأقرت الوكالة، بأن انتقادات الرئيس بشار الأسد للحصار الاقتصادي المفروض على سورية وتنديده بالعقوبات الأوروبية والأميركية ألقت بظلالها على المؤتمر.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: «يجب أن نكون واقعيين، لا يمكن أن يحصل تغيير في «النظام» بين ليلة وضحاها لكن مؤشرات مرتقبة حول إطلاق عملية انتقالية سياسية ذات مصداقية ويمكن للمساعدة في إعادة الإعمار أن تشكلان عاملاً مؤثراً على «النظام»، من دون التوضيح ما يقصد بالتأثير وإن كان ذلك يعني «الابتزاز السياسي».
وقدرت الأمم المتحدة الحاجات المالية لمساعدة 5.6 ملايين مهجر خارج البلاد بـ5.5 مليارات دولار (4.4 مليارات يورو) في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، كما لفتت الوكالة إلى أنه «سيتم تخصيص مبلغ إضافي قدره 3.3 مليارات دولار (2.9 مليار يورو) للنازحين داخل سورية الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية «لا تحتمل» بحسب منظمة «أطباء العالم»، من دون التوضيح أيضاً إذا كان أياً من هذه الأموال ستخصص للحكومة السورية.
ولكن الوكالة، قالت إن يوم الخميس المقبل (غداً) وفي ختام الاجتماع الوزاري الذي تتولى رئاسته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وممثلا الأمم المتحدة مساعد الأمين العام مارك لووكوك والمفوض الأعلى للاجئين فيليبو غراندي، ستتكشف حقيقة الوعود بالتمويل، موضحة أن بريطانيا أعلنت مساهمة بقيمة 400 مليون جنيه (464 مليون يورو).
ونقلت «أ ف ب» عن المسؤول الأوروبي عشية بدء المؤتمر في بروكسل: «نلاحظ ضعف حماسة الجهات المانحة، لا يمكن القيام بأي شيء في حال لم تتوافر الأموال».
وفي العام الماضي كانت التوقعات تشير إلى جمع 9.1 مليارات دولار أميركي إلا أن الالتزامات كانت أقل بكثير واقتصرت على 4.4 مليارات دولار فقط.
في الأثناء نقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري عن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني ريشار قيومجيان، أن الإجراءات المالية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة نحو دعم لبنان للتعامل مع أزمة النزوح السوري، ليست بجديدة، منوهًا بأن المجتمع الدولي يدعم لبنان منذ 8 سنوات وأن هذه المساعدات الدولية ليست لتوطين السوريين فيه، بل لكي يتمكن هذا البلد المضيف من حل أزمته والتعامل معها بجدية.
وكان من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول المانحة في بروكسل أمس إلا أنه لم يرشح أي أنباء عن الاجتماع حتى إعداد هذا الخبر.
وأول من أمس انطلق المؤتمر بجلسة افتتاحية في البرلمان الأوروبي بمناقشة المواضيع الرئيسية التي تؤثر على الشعب السوري والاستجابة الدولية للأزمة وفق زعمهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن