عربي ودولي

تظاهرات الجمعة شهدت أعمال تخريب وسرقة وتدمير لممتلكات عامة وخاصة … العمل على تشكيل الحكومة الجزائرية متواصل

| وكالات

شارك مئات الآلاف من المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية الجمعة في أكبر الاحتجاجات ضد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الممتد منذ 20 عاما، منذ بدايتها الشهر الماضي، في وقت يجري العمل على تشكيل حكومة جديدة في الجزائر.
واحتشد المحتجون في شوارع وميادين العاصمة بعد صلاة الجمعة وحمل الكثير منهم العلم الجزائري. كما شهدت مدن أخرى مظاهرات من بينها بجاية ووهران وباتنة وتيزي وزو.
وقدرت تقارير إعلامية أعداد الحشود بمئات الآلاف لكن لم تصدر تقديرات لها من الشرطة. وتراجعت الأعداد إلى الآلاف قبل حلول الظلام.
وقالت الشرطة الجزائرية في بيان: إنها اعتقلت أناسا شاركوا في أعمال تخريب وسرقة وتدمير لممتلكات عامة وخاصة.
ولم ترد أنباء عن اشتباكات عنيفة. لكن السلطات قالت: إن 75 محتجاً اعتقلوا وأصيب 11 شرطياً بجروح طفيفة.
وتراجع بوتفليقة عن قراره الترشح لولاية جديدة يوم الإثنين بعد احتجاجات شعبية ضده. لكنه لم يعلن تنحيه على الفور.
ورفض الجزائريون بسرعة هذا العرض وطالبوا الرئيس البالغ من العمر 82 عاماً بالتنحي وتسليم السلطة لجيل شباب القادة ممن سيتمكنون من إتاحة وظائف والقضاء على الفساد.
هذا وقال القيادي البارز في الحزب الحاكم حسين خلدون خلال مقابلة: إن بوتفليقة أصبح «تاريخاً الآن».
وأصبح خلدون، وهو متحدث سابق باسم الحزب الحاكم، أحد أهم المسؤولين في الحزب الذي أعلن انشقاقه عن بوتفليقة. وقال: إنه يتعين على الحزب أن يتطلع إلى المستقبل وأن يدعم أهداف المحتجين.
كما قال رئيس الوزراء الجديد نور الدين بدوي: إنه سيشكل حكومة مؤقتة من خبراء وآخرين للعمل على تحقيق تغيير سياسي وحث المعارضة على الانضمام للحوار.
هذا واعتبر وزير سابق على صلة بالمقربين من بوتفليقة لرويترز أن الرئيس قد لا يصمد نظراً لتزايد الضغوط عليه من كل الطبقات الاجتماعية في الجزائر.
وقال الوزير الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن «اللعبة انتهت وإن بوتفليقة لا يملك خياراً سوى التنحي الآن».
والجزائر منتج كبير للنفط والغاز. ولم تتأثر حتى الآن الصادرات بتلك الاضطرابات. وقال مصدر في شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية للطاقة لـ«رويترز» إن الاحتجاجات لم تؤثر في أكبر حقل نفطي وهو حاسي مسعود وحقل حاسي الرمل للغاز.
وبقي الجيش، الذي عادة ما يلعب دوراً سياسيا من وراء الكواليس، بمنأى عن بوتفليقة وظل في ثكناته خلال الأزمة. ومن المتوقع أن يحتفظ الجيش بنفوذ قوي في كل السيناريوهات المحتملة.
بدوره حذر السياسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي من أن التدخل الدولي في شؤون الغير قد تكون نتائجه سلبية ومدمرة، مشيراً إلى ما حدث في العراق وليبيا.
ونقلت قناة «النهار» الجزائرية عن الإبراهيمي أن «التغيير الجذري الذي طالب به الشعب والذي استجاب له الرئيس بوتفليقة يتطلب وقتا».
وأكد الإبراهيمي شرعية مطالب الشعب التي نادى بها في المسيرات، مشيداً بسلمية المظاهرات التي نظمها الجزائريون والمشهد العام للردود الدولية، التي أشادت بدورها «بالرقي المسجل في التظاهر من طرف الجزائريين».
وبشأن الندوة الوطنية، شدد على ضرورة فتح باب استشارات واسع ومعمق يمس أكبر عدد ممكن من الأطراف المشاركة حتى تخرج بقرارات مهمة تخدم «مصلحة البلاد والعباد».. «الندوة الوطنية تتم في أكبر سرعة ممكنة وليس بتسرع».
ومع تهيئة الظروف المواتية لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية، قال الإبراهيمي: «الفترة التي حددتها السلطات والتي ستكون مع نهاية السنة لرفع أشغال الندوة الوطنية غير كافية للخروج بقرارات… وإنما لا بد من توفير المزيد من الوقت».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن