رياضة

أربعة أندية تنشد ثلاثية تاريخية للموسم الكروي الأوروبي … البرشا وأياكس ذاقا حلاوتها والسيتي وبورتو يحلمان

| محمود قرقورا

تتوقف الملاعب الأوروبية للمرة الأخيرة خلال الموسم الكروي 2018/2019 وعقب العودة من الواجبات الدولية يحين موعد الحصاد، وبغض النظر عن البطولات الفردية التي يسعى إليها عمالقة القارة المستمرون في مسابقة دوري أبطال أوروبا أمثال ليفربول ومانشستر يونايتد ويوفنتوس وتوتنهام، حيث يحلم الريدز بلقب الدوري الإنكليزي واليونايتد بلقب الشامبيونزليغ مع المدرب البديل سولسكيار كما حدث مع تشيلسي 2012، وهذا الحلم يراود السيدة العجوز أكثر الأندية خسارة في مباريات التتويج، وكذلك يدغدغ مشاعر توتنهام اللندني، فإن أربعة أندية ما زالت الفرصة متاحة أمامها لكتابة تاريخ أنصع وأجمل وأكثر وقعاً في الذاكرة، والسبب أن الفوز بالشامبيونزليغ المشفوع بالثنائية المحلية تحفظه أجيال وأجيال.
برشلونة وأياكس فرصتهما سانحة ولو أن لقب الدوري المحلي يبدو أقرب لأيندهوفن، ففارق خمس نقاط من الصعب ترميمه لناد يلعب في أقوى البطولات التي تحتاج إلى تركيز وزخم عاليين، مع العلم أن أياكس حجز مكانه في نهائي الكأس بمواجهة فيليم يوم الخامس من أيار المقبل، والمهمة الأوروبية تبدو أساساً صعبة جداً على النادي الهولندي بمواجهة السيدة العجوز وهدافها الحالي رونالدو، مع الإقرار بقوة الفريق الذي أطاح بحامل اللقب الملكي المدريدي.

فلسفة غوارديولا
مانشستر سيتي يبدو مرتاحاً ويمتلك المخزون المادي والبشري لتحقيق أحلام جماهيره، فعملياً هو أقرب للقبض على لقب الدوري الإنكليزي، والمربع الذهبي للكأس يخلو من الأندية العملاقة، لذا فحظوظه وافرة، ويبقى أمامه اللقب الذي ينقص خزائنه وهو دوري الأبطال، ويعول على خبرة مدربه الإسباني غوارديولا الذي حقق اللقب مرتين مع برشلونة وأخفق مرات مع البايرن والسيتي، وعندها سيكون السيتي مع موسم خارق وخاصة أنه أحرز لقب كأس الرابطة في شباط الماضي، والرباعية هذه مرشحة لسباعية لم يحزها أي ناد، مع العلم أن بيب عاش نعيم السداسية التاريخية الاستثنائية مع الفريق الاستثنائي برشلونة 2009.
غوارديولا يعشق المنافسة على أكثر من جبهة وهو يستمتع بضغط الروزنامة، وإذا نجح فسيكون أول مدرب يحقق الثلاثية مع ناديين مختلفين.

للمرة الثالثة
برشلونة يتصدر الليغا بفارق عشر نقاط، ما يعني أنه البطل المرتقب لليغا، كما أنه حجز مكانه في نهائي الكأس بمواجهة فالنسيا يوم الخامس والعشرين من أيار المقبل، والترشيحات في مكاتب المراهنات حالياً تصب في مصلحته للقبض على لقب الشامبيونزليغ ما لم يكن لليونايتد رأي مغاير، من منطلق أن الشياطين الحمر دمروا أحلام باريس سان جيرمان في الدور المقبل، والمدرب سولسكيار حذر برشلونة قبل اللقاء.
وإذا نجح البرشا في تحقيق أحلام جماهيره فإن ذلك سيكون للمرة الثالثة بعد 2009 و2015 مع العلم أنه لا يوجد أي ناد حقق الثلاثية أكثر من مرة.

صعوبة منطقية
رغم أن بورتو فاز بدوري أبطال أوروبا 1987 و2004 إلا أن فوزه هذه المرة سيكون معجزة كروية تضاهي فوز اليونان بأمم أوروبا 2004، فالأمر لا يتوقف على محطة ليفربول وحدها في ربع النهائي، إذ سيكون مطالباً بإطاحة المتأهل من البرشا واليونايتد، وبعدها ستكون محطة صعبة جديدة تنتظره في مباراة اللقب.
محلياً التنافس شرس مع بنفيكا على بطولة الدوري ولكل منهما 63 نقطة، كما أن بورتو فاز في ذهاب نصف نهائي الكأس على سبورتنغ براغا بثلاثة أهداف نظيفة، ما يجعل طريقه نحو النهائي سالكاً.

سبعة أندية
تاريخياً هناك سبعة أندية عاشت نعيم الثلاثية التاريخية وهذه الأندية هي:
السيلتك الإسكتلندي 1967 عندما حاز الثنائية المحلية ودوري الأبطال وزادها كأس الرابطة الإسكتلندية.
أياكس الهولندي 1972 عندما توج بالثنائية المحلية ودوري الأبطال وزادها كأس الإنتركونتيننتال وكأس السوبر الأوروبية.
أيندهوفين الهولندي 1988 الحائز الثنائية المحلية ودوري الأبطال.
مانشستر يونايتد الإنكليزي 1999 الفائز بالثنائية المحلية ودوري الأبطال وأضاف عليها كأس الإنتركونتيننتال.
برشلونة الإسباني 2009 و2015 والجميع يعلم حكاية السداسية 2009، و2015 حقق السوبر الأوروبية ومونديال الأندية أيضاً.
الإنتر الإيطالي 2010 عندما فاز بالدوري والكأس محلياً ودوري الأبطال وأضاف عليها السوبر الإيطالية ومونديال الأندية وأهدر فرصة ذهبية لتكرار سداسية برشلونة.
البايرن الألماني 2013 حيث توج باللقبين المحليين الكبيرين والشامبيونزليغ ثم أكمل عبير الألقاب بالسوبر المحلية والسوبر الأوروبية.
وللعلم فإن ثلاثية ليفربول 1984 منقوصة لأن الفريق حقق حينها لقب كأس الرابطة ولم يفز بكأس الاتحاد الإنكليزي، كما أن ثلاثية البايرن 2001 عنوانها الدوري ودوري الأبطال وكأس الدوري الألماني وليس كأس ألمانيا.

خمسة أندية
وإبحاراً أكثر في التاريخ الأوروبي تجدر الإشارة إلى أن خمسة أندية فقط فازت بالكؤوس الأوروبية الأربعة (دوري الأبطال وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس الاتحاد الأوروبي والسوبر الأوروبية) وهذه الأندية هي:
يوفنتوس الإيطالي وأياكس الهولندي والبايرن الألماني وتشلسي ومانشستر يونايتد الإنكليزيان.
ونجزم أن النادي الذي سيحقق الثلاثية هذا الموسم سيزيد عليها لقبين من ثلاثة على الأقل، فالسوبر المحلية عادة ما تكون سهلة عطفاً على الأطراف المتبقية في المسابقة، كما أن الأندية الأوروبية كعبها أعلى من الأندية اللاتينية في مونديال الأندية خلال السنوات الأخيرة، ويبقى لقب السوبر الأوروبي موضع تنافس محموم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن