عربي ودولي

بوتفليقة: سيتم قريباً عقد ندوة وطنية لإنهاء الأزمة

| وكالات

نقلت قناة النهار عن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قوله أمس إنه سيتم قريباً عقد «ندوة وطنية جامعة» لإنهاء الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد وإن هذه الندوة ستتخذ «قرارات حاسمة».
بدوره أكد رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، على أن الجيش «يستلهم قدرته من الشعب»، وأنه سيظل الحصن الحصين للوطن، مشيراً إلى أن أي وضع صعب من شأنه أن يستغل من قبل أطراف أجنبية.
وقال صالح خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة في بشار جنوب غربي البلاد، إن «الجيش والمؤسسة العسكرية ملتزمان بإيجاد الحلول المناسبة للأزمة في الجزائر، وهما مسؤولان عن ذلك».
وأضاف، «لقد تخلل تاريخ الجزائر العديد من الأزمات والمحن ومر بفترات صعبة تعرض الشعب عبرها لأبشع صور الإجرام المقترفة في حقه طوال فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم، وعانى بعد ذلك بجلد وصبر شديدين من ويلات الإرهاب الهمجي لأكثر من عشرية من الزمان».
وتابع «أجدد القول إن الحكمة والروح الوطنية التي ميزت الشعب على مدى تاريخه الطويل هي التي مكنته من تجاوز الأزمات التي ألمت به»، منوهاً إلى ضرورة «إيجاد الحلول في أقرب وقت، ومهما بلغت التعقيدات».
وشدد رئيس الأركان الجزائري على أن «الجيش والمؤسسة العسكرية ملتزمان بالدفاع عن الوطن والشعب».
وكان أحمد قايد صالح، قال: إن الجيش سيعمل على ضمان أمن البلاد ولن يسمح بالعودة إلى عصر إراقة الدماء.
وقال صالح: إن جهات «لم يذكر اسمها» تريد من الجزائر العودة إلى «سنوات الألم»، في إشارة منه إلى الحرب الأهلية في التسعينيات.
وأضاف: إن هذه الجهات يزعجها أن تكون الجزائر آمنة ومستقرة، مؤكداً أن الجيش سيبقى ممسكاً بزمام استقرار الأمن.
وأضاف: إن الشعب الجزائري الذي أفشل الإرهاب، مطالب بمعرفة كيفية التعامل مع ظروف وطنه.
إلى ذلك قال مسؤول بوزارة الخارجية الجزائرية إن من المتوقع أن يزور رمطان لعمامرة المعين حديثا في منصب نائب رئيس الوزراء عددا من الدول بينها روسيا والصين وبعض دول الاتحاد الأوروبي لتوضيح الأزمة في الجزائر.
بدورها أكدت وزارة الخارجية المغربية أن موقف الرباط من الوضع في الجزائر هو «عدم التدخل» في الشؤون الداخلية لهذا البلد، حسبما أفادت إذاعة «مونتي كارلو» الفرنسية الناطقة باللغة العربية.
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قوله إن «المملكة المغربية قررت اتخاذ موقف بعدم التدخل في التطورات الأخيرة الحاصلة في الجزائر وعدم إصدار أي تعليق حول الموضوع».
وأضاف: «ليس للمغرب أن يتدخل في التطورات الداخلية في الجزائر، ولا نعلق عليها بأي شكل من الأشكال».
هذا وكان رئيس الوزراء المكلف نور الدين بدوي بدأ محادثات تشكيل حكومة جديدة.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الحكومة الجديدة ستضم «كفاءات وطنية بانتماء أو دون انتماء سياسي».
وأكدت نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الحكومة تعكس الخصوصيات الديمغرافية للمجتمع الجزائري.
كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن المشاورات الجارية ستُوسع لتضم ممثلي المجتمع المدني والتشكيلات والشخصيات السياسية الراغبة في ذلك بغية التوصل إلى تشكيل «حكومة منفتحة بشكل واسع».
وكان بدوي أوضح أن عمل الحكومة الجديدة سينصب أساساً في «وضع كل الإمكانيات وضمان سيرورة مختلف المصالح والمؤسسات لتكون في المستوى التنموي الذي ينشده المواطن».
وكانت أحزاب وشخصيات ونشطاء سياسيون جزائريون معارضون دعوا إلى «إعلان حالة شغور منصب رئيس الجمهورية وتأجيل الانتخابات»، عبر تفعيل المادة 102 من الدستور الجزائري.
هذا وشارك مئات الآلاف من المتظاهرين في وسط العاصمة الجزائرية يوم الجمعة الماضي في أكبر الاحتجاجات ضد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الممتد منذ 20 عاما، منذ بدايتها الشهر الماضي، في وقت يجري العمل على تشكيل حكومة جديدة في الجزائر.
واحتشد المحتجون في شوارع وميادين العاصمة بعد صلاة الجمعة وحمل الكثير منهم العلم الجزائري. كما شهدت مدن أخرى مظاهرات من بينها بجاية ووهران وباتنة وتيزي وزو.
وقدرت تقارير إعلامية أعداد الحشود بمئات الآلاف لكن لم تصدر تقديرات لها من الشرطة. وقالت الشرطة الجزائرية في بيان إنها اعتقلت أناساً شاركوا في أعمال تخريب وسرقة وتدمير لممتلكات عامة وخاصة.
وتراجع بوتفليقة عن قراره الترشح لولاية جديدة يوم الاثنين بعد احتجاجات شعبية ضده. لكنه لم يعلن تنحيه على الفور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن