رياضة

جد واجتهاد

| مالك حمود

لو تخلينا عن العاطفة وتمعنا بمبارياتنا المحلية في ألعابنا الجماعية وحاولنا أن نراها من منظار المشاهد بتجرد، فالمتعة تبدو محدودة مع اختلال ميزان الأداء الفني، ورغم ذلك فالمنظار الرياضي الحقيقي سرعان ما يكشف مشاهد مميزة ومهمة.
المتعة وجدتها في المباراة النهائية لتحديد بطل دوري الناشئات بكرة السلة بين الفيحاء من دمشق والتضامن القادم من اللاذقية.
المباراة حفلت بلمحات سلوية وإن كانت فردية أكثر من جماعية، إلا أنها عكست امتلاك السلة السورية لمواهب واعدة وخامات رائعة لكرة السلة، وبانتظار تكامل الشخصية السلوية بفكرها الجماعي والرؤية الواسعة للملعب، وفي الوقت ذاته كان لافتاً الاعتماد على طاقم من الحكام الشبان وإعطائهم الفرصة في مباراة نهائية وقوية وحاسمة، مع الإشارة إلى وجود حكمة وللمرة الأولى في مباراة نهائية بملاعبنا في تجسيد للمساعي بتأهيل جيل جديد من الحكام، لإنقاذ الصافرة السورية من النقص الحاد الذي أصابها في قسوة السنوات الأخيرة.
المباراة النهائية لدوري سلة الناشئات انتهت ولكن يبقى الكثير من الكلام عنها، والنقاط المضيئة تفرض نفسها في ملعب الحديث، ولكن ثمة تساؤلات تبحث عن الإجابات:
وجود فريقي التضامن والفيحاء في المباراة النهائية للبطولة يعكس مدى اهتمام هذين الناديين بقواعد كرة السلة ولاسيما أنها ليست المرة الأولى التي يصل فيها نادي التضامن إلى البطولة، إذ سبق له الوصول والتتويج ببطولة الناشئات أيضا، وكذلك بالنسبة لنادي الفيحاء المجتهد الذي يعمل بصمت ويولي الفئات العمرية اهتماما خاصا، إذا سبق له الوصول إلى المباراة النهائية لبطولة الناشئين أيضا، ولكن أين الأندية الكبيرة؟!
أين معاقل كرة السلة في سورية؟ وأين العراقة والأناقة، وأين الروافد لفرق الكبار؟
أسئلة تستحق البحث عن إجاباتها مادامت المراكز الثلاثة مالك حمود
(التضامن– الفيحاء– الأشرفية) والأندية الثلاثة لا تمتلك صالة تدريبية، وفرق كل ناد تقطع المسافات والكيلومترات للوصول إلى الصالة التدريبية الموجودة خارج المدينة، واثنان من هذه الفرق ينتقلان من محافظة إلى محافظة لمجرد التمرين، متحملين عناء الترحال ومتكبدين نفقات الانتقال، مؤكدين أنه من يرد أن يعمل يصنع الظروف ولا ينتظر رحمتها.
وتبقى النقطة مغادرة فريق الفيحاء لأرض الصالة بعد انتهاء مباراته النهائية مع الفيحاء، والتأخر في حضور مراسم التتويج لولا تدخلات اتحاد اللعبة، والغياب بعدها عن الصورة الجماعية للفرق الثلاثة المتوجة، وكأن الحياة انتهت في هذه الخسارة.!
فكم نحن بحاجة للتربية الرياضية الحقيقية والمتكاملة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن