قضايا وآراء

من دمشق رسائل القوة

| ميسون يوسف

قد تكون قوى العدوان صدمت بمشهد القوة والحزم الذي ظهر من دمشق والذي تمثل بالمؤتمر الصحفي المشترك لكل من وزير الدفاع السوري ورئيس أركان الجيش العراقي ورئيس أركان الجيش الإيراني، وقد تكون الصدمة اكبر بما أعلن في هذا المؤتمر الثلاثي الذي أعقب لقاءات عسكرية مكثفة في دمشق تناولت أوضاع المنطقة وسبل متابعة المواجهة مع الإرهاب والاحتلال، وخاصة أن هذا اللقاء يأتي مباشرة بعد حدثين مهمين الأول الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى طهران وما نجم عنها من مواقف وقرارات، والزيارة المهمة ذات البعد الإستراتيجي العميق التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد وما نتج عنها من اتفاقيات متعددة المواضع لكنها كلها تخدم البعد الإستراتيجي البعيد.
لقد وجهت صورة اللقاء العسكري من دمشق رسائل مهمة اختصر بعضها وزير الدفاع السوري فيما أعلنه في كلمته المكتوبة في مطلع المؤتمر الصحفي كما أكد عليه أو أوضحه أو زاد عليه رئيس الأركان العراقي ورئيس الأركان الإيراني بشكل لم يترك لبساً أو إبهاماً، حيث إن رسائل العسكريين الواضحة تؤكد:
أولا أن الدول الثلاث باتت في وضع ابعد من مجرد التنسيق في أداء مهمة عسكرية عابرة، وأن بلدانهم دخلت في بناء جبهة متماسكة من أجل المنطقة كلها، وهي لن تتقبل فكرة وجود محتل يصادر قرارها وثرواتها أو وجود إرهاب يفسد أمنها.
ثانيا أن ما تشكل هو منطقة متحالفة ومتراصة تمتد من شرقي إيران إلى غربي روسيا على البحر المتوسط وهو أمر إستراتيجي وليس من أجل الأمن والدفاع العسكري فقط بل من أجل سكان المنطقة ومصالحهم الإستراتيجية الاقتصادية والإنسانية والثقافية ولهذا كان التأكيد على حرية المواصلات وحركة الانتقال أمام الزوار والسواح والبضائع بين الدول الثلاث ما يعني أن ما تريد أميركا فرضه من حصار على بعض هذه الدول يكسره قرار الانفتاح والتواصل بينها.
ثالثا: وهذا الأهم سورياً الآن، أن الدول الثلاث عازمة على وضع كل إمكاناتها من أجل استكمال عملية تحرير الأرض السورية من الإرهاب والاحتلال بما في ذلك الاحتلال التركي والاحتلال الأميركي وان هذه الدول غير متهيبة من مواجهة الأميركي رغم علمها بقدراته لأنها تعلم كيف تختار أسلوب المواجهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن