سورية

تواصل ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة للمواقف الأميركية الجديدة بشأن الجولان … موسكو: تقوض التسوية.. كوبا: سنواصل دعم دمشق … بريطانيا: الجولان أرض محتلة.. إيران: حركة دعائية

| وكالات

تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل، واعتبرت أنها انتهاك للشرعية الدولية، مؤكدة أن الجولان أرض سورية محتلة وستعود إلى حضن وطنها حتماً.
وفي التفاصيل، أعربت وزارة الخارجية الكوبية في بيان لها، بحسب وكالة «سانا» للأنباء عن إدانتها الشديدة لتصريحات ترامب، مؤكدة أنها تشكل انتهاكا خطيرا وصارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما القرار 497 لعام 1981.
وحذرت الخارجية الكوبية من أن هذه المناورة الجديدة لواشنطن التي تنتهك الحقوق المشروعة للشعب السوري ستكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وتزيد من التوترات في هذه المنطقة المضطربة.
ودعت مجلس الأمن إلى الوفاء بالمسؤوليات المنوطة به بموجب ميثاق الأمم المتحدة في صون السلام والأمن الدوليين واتخاذ القرارات اللازمة لوقف مثل هذه الإجراءات التي تظهر انحيازاً كاملاً للكيان الإسرائيلي في أطماعه التوسعية. وأكدت الخارجية الكوبية أن هافانا ستواصل دعم الحكومة السورية في مطالبتها باستعادة الجولان.
وفي السياق، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان نقلته «سانا»، أن تصريحات ترامب «تعطي الشرعية للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي، وأضاف: إن «العراق يؤيد قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تنص على إنهاء الاحتلال»، مشدداً على أن «تقادم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها لا يكسبه الشرعية في السيادة عليها».
على خط مواز، أدان الاتحاد البرلماني العربي تصريحات ترامب، وقال وفق وكالة «سانا» للأنباء: «تصريحات ترامب حول الجولان المحتل انحياز ممنهج ودعم مباشر لكيان الاحتلال واعتداء سافر على حقوق الشعب العربي السوري».
وشدد على التضامن مع سورية ودعم حقها المشروع في استرجاع الجولان المحتل وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جهتها، أشارت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع في بيان، بحسب «سانا»، إلى أن القرار الدولي 497 أكد السيادة السورية على تراب الجولان وأن «إسرائيل» قوة احتلال، لافتة إلى أن سورية المنتصرة على جيوش أميركا الإرهابية «ستجعل الجولان في قلبها رغما عن أنف ترامب وأترابه الغزاة الصهاينة».
وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر، أن تصريحات ترامب حول الجولان وزيارة وزير خارجيته إلى لبنان «تشكل مشروع حرب في المنطقة وفتنة في الداخل اللبناني».
في سياق متصل، أكد حزب الجيل الديمقراطي المصري، أن تصريحات الرئيس الأميركي حول الجولان تشكل «انتهاكاً صارخاً» للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال رئيس الحزب ناجي الشهابي في بيان نقلته «سانا»: أن «الجولان أرض سورية محتلة وستعود إلى حضن وطنها حتما».
وأول من أمس، أكدت مصر والأردن وقطر أن الجولان أرض سورية محتلة، كما أسفت دول مجلس التعاون الخليجي لتصريحات ترامب، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: إعلان ترامب بشأن الجولان غير شرعي ونقف بالكامل مع حق سورية في (استرجاع) أرضها المحتلة».
من جانبه أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، وفق وكالة «فارس» للأنباء، أن الرئيس الأميركي يسعى من خلال تصريحاته حول الجولان لإثارة توتر جديد في المنطقة.
واعتبر أن «صفقة القرن» كانت «مشروعاً ناقصاً»، وأضاف: إن تصريح ترامب الأخير الداعي للاعتراف رسمياً بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان حركة دعائية للتغطية على الفشل في صفقة القرن التساومية.
وأكد أن الخريطة الجديدة لمنطقة غرب آسيا التي كانت مرسومة من قبل أميركا والصهاينة وبدعم من بعض الدول العربية مثل السعودية قد أعطت نتيجة معكوسة حيث أفشلت المقاومة هذا المخطط.
وبعد أن شددت وزارة الخارجية الروسية أول من أمس على أن الجولان ارض سورية محتلة، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، تعليقاً على الأنباء بأن الولايات المتحدة ستعترف رسمياً بـ«السيادة الإسرائيلية» على الجولان، وفق وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، أمس: «إن ذلك يقوض آفاق التسوية السلمية على أساس مبدأ السلام مقابل الأرض والمبادرة العربية».
وأضاف: «وهذا ناهيك عن القرارات التي تصف القوانين المتبنية حول ضم كل من شرق القدس والجولان إلى إسرائيل بالباطلة وغير الشرعية والمتناقضة مع القانون الدولي».
وتابع الدبلوماسي الروسي: «هذا بالطبع أمر محزن. الأميركيون يقوضون حتى وجود أي آفاق للتسوية بين العرب وإسرائيل».
وتأتي تأكيدات بوغدانوف على الموقف الروسي بعد أن أجرى محادثات في موسكو مع السفير الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين.
كذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان، وفق مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة: «المملكة المتحدة تعتبر هضبة الجولان أرضاً تحتلها إسرائيل. نحن لم نعترف بضم إسرائيل (للجولان) في عام 1981 ولا ننوي تغيير موقفنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن