رياضة

بعد جولتين في كأس الاتحاد الآسيوي … نتائج واقعية لكرة الاتحاد وليس بالإمكان أفضل مما كان

| حلب – فارس نجيب آغا

يستعد فريق الاتحاد لخوض الجولة الثالثة من بطولة كأس الاتحادي الآسيوي وذلك مطلع الشهر القادم، حيث يواجه الجزيرة الأردني خارج الديار، ولعل ما خرج به الفريق حتى الآن بعد مواجهتين لم يكن على قدر طموح وتطلعات جماهيره عطفاً على محصلة النتائج غير المرضية وخاصة الخسارة التي تلقاها الاتحاد أمام النجمة البحريني لخصم توقع الجميع تجاوزه، وحصد ثلاث نقاط يضعها في جعبته تقوي من حظوظ الأحمر في المنافسة على صدارة المجموعة أو بطاقة العبور كأفضل ثان على أقل تقدير، لكن حتى هذا الأمر بات معقداً في ظل خلط الأوراق بالمجموعة بعد فوز الجزيرة على الكويت، ورغم أن الاتحاد قص شريط مبارياته بتعادل ضد الكويت الكويتي وهو ما أعطى فرصة جيدة ومنحه الثقة بغية المواصلة نحو الصدارة لأن النجمة البحريني ليس بذلك الفريق المرعب، لكن الاتحاد لم يكن بيوم سعده وأدى مباراة متواضعة أمامه فتلقى خسارة يمكن القول إنها مستحقة نتيجة الأداء الباهت الذي ظهر به والأخطاء الكارثية التي وقع بها لاعبوه وكانت سبباً رئيسياً في الهزيمة، وبذلك قلص من حظوظه رغم أنه لم يفقد الأمل بعد وكل شيء مازال قائماً لكن مشكلة الاتحاد تكمن بمواجهة الجزيرة المتصدر في الأردن.

غياب المحترفين
لم تكن تعاقدات الاتحاد على قدر الحدث الآسيوي، فنوعية اللاعبين الذين تم استقدامهم عادية قياساً لفريق سيدخل معترك بطولة آسيوية، ولعل المشهد يتكرر ذاته قبل بداية كل موسم ولم يختلف هذا العام كثيراً من دون مراعاة المشاركة في حدث آسيوي عاد إليه الاتحاد بعد غياب تسع سنوات، وكان من المفترض انتقاء لاعبين ذوي جودة عالية في حال أراد الاتحاد المنافسة والمضي قدماً لأبعد دور ممكن في ظل أخبار غير منسوبة المصدر أطلقت حينها عن نية جلب لاعبين محترفين أجانب لدعم صفوف الفريق آسيوياً، ومضت الأيام ولم نسجل أي شيء يمكن لنا الحديث عنه حول ما أثير من تعاقدات للاعبين قيل إنهم برازيليون وثبّت الاتحاد لاعبيه المحليين من دون وجود للاعب أجنبي في لوائحه ومراده كما علمنا فيما بعد لعدم وجود سيولة مالية تكفي لجلب محترفين.
دعم واستقرار
الاتحاد وبعد مخاض عسير وجد ضالته بالمدرب أمين آلاتي ليكون ربان السفينة محلياً وآسيوياً بعد إقالة الكابتن أحمد هواش ومن قبله محمد شديد ولكل مدرب فكر خاص بما يعني تبدل أسلوب اللعب كل بحسب قناعته الشخصية فضلاً عن مشاركة لاعبين محددين لكل مدرب والإبقاء على البعض الآخر على دكة الاحتياط، وشهدنا تبادل للأسماء ما بين أساسيين واحتياط أي إن الفريق لم ينعم بالاستقرار طول تلك الأشهر والاستعداد الآسيوي كان من خلال مباريات الدوري مع حالة استقرار مالي سعى إليه مجلس الإدارة الذي أمن جميع المستحقات وسددها بحسب موعدها حتى لا يكون هناك أي عذر للاعبين مع دعم غير محدود من إحدى الشركات التي دفعت عدداً لا بأس به من المكافآت المجزية في أجواء مثالية وسط وعود بتقديم المزيد في حال تحقيق نتائج إيجابية وبذلك توجه الفريق للبطولة وهو في أعلى درجات الاستعداد.

نقطة ثمينة
الجميع كان متخوفاً من لقاء الافتتاح أمام الكويت بملعبه وهو يمتلك لاعبين من النخبة ناهيك عن المحترفين وبطليعتهم المهاجم العاجي جمعة سعيد لكن من حظ الاتحاديين أن جمعة والبرازيلي لوكاس سيغيبان عن المباراة بداعي الإصابة وتلك نقطة مهمة تصب بمصلحة الاتحاد، الفريق أجرى معسكراً بربوع دمشق ومن ثم انتقل إلى الكويت بتحقيق نتيجة إيجابية مع خصم من العيار الثقيل، في المؤتمر الصحفي وقبل المباراة أكد مدرب فريق الكويت محمد عبد اللـه صعوبة الفرق السورية وعدم امتلاكه معلومات وافية عن الاتحاد الذي دخل المباراة متسلحاً بعزيمة وثقة كبيرة، وعبر رسم تكتيكي محكم وإغلاق جميع المنافذ التي تصل مرماه حيث وجد الكويت صعوبة بهز شباك مهند الخياري رغم الضغط المتواصل مع بسالة المدافعين ولو أن الحظ ابتسم حينها لتسديدة عمر مشهداني التي أوقفتها العارضة لخرج الاتحاد بانتصار ثمين بعد أن أدى مباراة عالية فيها الكثير من الجهد والحماسة والقوة في الالتحامات ومع أن نسبة السيطرة صبت بمصلحة الكويت لكن بالنهاية حصد الاتحاد نقطة التعادل بصعوبة بعد مباراة وضع فيها الاتحاد كل ما يملكه من إمكانيات.
مشاكل وهزيمة
النتيجة كانت ذات مفعول قوي وسط انتعاش الآمال وبدء المطالبة بالفوز على النجمة البحريني وخاصة أن الخصم تعادل في أرضه مع الجزيرة الأردني ويعتبر من الفرق المتوسطة المستوى ويستطيع الاتحاد الفوز عليه حتى يقوي من آماله، والخصم قد يكون بمتناول اليد كما يرى الاتحاديون بغالبيتهم إلا العقلاء الذين طالبوا بالواقعية وعدم الاستهتار مع تأمين جميع متطلبات الفريق من مجلس الإدارة الذي عمل ما عليه، وجاءت ساعة الاختبار حيث شهدنا دقائق أولى تبين فيها أن النجمة ليس بذلك الفريق المرعب لكن مع تقدم الوقت تبين أن الاتحاد يعاني من مشاكل كبيرة وخاصة بخطه الدفاعي وباتت خاصرتاه نقطة ضعف واضحة استغلها فريق النجمة وضرب من خلالها عبر هجمات متلاحقة أرقت الاتحاديين حتى تمكن من التسجيل، لكن الرد لم يتأخر وعادل المهتدي النتيجة على أمل صحوة تعود للاعبين لكن المشاكل الفنية كانت أكبر منهم في ظل تفوق ميداني للاعبي النجمة الذين وجدوا أنفسهم أمام دفاع هش استطاعوا تفتيته وتسجيل هدف ثانٍ حسموا به المباراة لمصلحتهم.

معطيات وآمال
الاتحاد خلال المواجهتين لم يظهر بصورة الفريق الذي يستطيع المنافسة على لقب المجموعة وحتى مركز الوصافة فلعب بحذر شديد أمام الكويت وهو أمر طبيعي لعدم الخسارة في الافتتاح، لأن التعادل يعتبر مكسباً لكنه أضاع فرصة تبدو مواتية من خلال تفريطه بالفوز على النجمة بعد أداء متدنٍ وأخطاء دفاعية كانت سبباً بالهزيمة مع سوء كبير للاعبيه وفقدانهم حافز الفوز، حيث لعبوا كتأدية واجب وكانوا أشباحاً في أرض الملعب وعجزوا عن الصمود أمام طوفان النجمة البحريني الذي عرف من أين يضرب واستغل حالة الضياع التي شهدناها لدى لاعبي الاتحاد، ويمكن القول إن الاتحاد يحتاج لعمل كثير ولاعبين مغايرين للحاضرين لخوض تلك البطولة التي تحتاج لرسم مختلف بكل تفاصيله، وما قدمه الاتحاد حتى الآن يبدو ضمن المعطيات المتوافرة التي يمتلكها وليس لديه أفضل من ذلك للأمانة ورحلته في البطولة مستمرة وكل شيء جائز فالمنافسة مازالت مفتوحة ولم يتأهل أحد بعد لكن على هذا الواقع ستكون قضية التأهل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن