سورية

الأمم المتحدة: وضعه القانوني لم يتغير.. الجامعة: باطل.. الرئاسة الفلسطينية: السيادة لا تقررها «إسرائيل» أو واشنطن … رفض واستنكار دولي وعربي واسع للقرار الأميركي بشأن الجولان

| وكالات

لاقى الاعتراف الرسمي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«سيادة» الاحتلال الإسرائيلي على الجزء المحتل من الجولان العربي السوري، استنكاراً وتنديداً واسعاً على الساحات الدولية والعربية والمحلية، وأكدت أن ذلك لا يغير شيئاً في الوضع القانوني للجولان.
على الصعيد الدولي، أعلنت الأمم المتحدة، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن موقفها بشأن الوضع القانوني للجولان السوري المحتل لم يتغير إثر اعتراف الرئيس الأميركي رسمياً بـ«السيادة» الإسرائيلية عليه، وذلك في تصريح على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، أثناء موجز صحفي عقده أمس، عقب توقيع ترامب على وثيقة الاعتراف بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وقال المسؤول الأممي: «يبدو للأمين العام أن وضع الجولان لم يتغير، موقف الأمم المتحدة تعكسه القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي».
عربياً، استنكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اعتراف ترامب رسمياً بـ«سيادة» كيان الاحتلال على الجولان المحتل، معتبراً إياه «قراراً باطلاً شكلاً وموضوعاً».
وشدد أبو الغيط، في بيان، وفق «روسيا اليوم»، على أن إعلان ترامب يعكس «حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم».
وذكر أن الإعلان الأميركي لا يغير شيئاً في وضعية الجولان القانونية، مؤكداً أن الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها.
بدورها، رأت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن «الإعلان الرئاسي الأميركي بخصوص أحقية «إسرائيل» بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى».
وأضافت: «هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر. وإذا كانت «إسرائيل» تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها قوتها ولا عنصريتها وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل، كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة».
من جانبها، عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها الشديد واستنكارها لسلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولي وللشرعية الدولية الصادرة من قِبل الإدارة الأميركية، سواء ما يتعلق بالقدس أو الجولان.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن الرئاسة الفلسطينية تأكيدها مجدداً، أن السيادة لا تقررها «إسرائيل» أو الولايات المتحدة الأميركية مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية والقدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطاً حمراء فلسطينية وعربية ودولية لا يمكن تجاوزها.
وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق الوكالة، على أنه لا توجد شرعية لأي أحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، ومن المقرر أن يلقي عباس خطاباً مهماً في القمة العربية التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في تونس. إقليمياً، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تصريحات صحفية، بحسب «روسيا اليوم»، أن «تركيا ستقوم باللازم في جميع المحافل بما في ذلك الأمم المتحدة» ضد قرار ترامب «المتعلق بالجولان»، مضيفاً: «سنعمل مع المجتمع الدولي لأننا لا ندعم ولا نقبل الخطوات أحادية الجانب».
وأشار إلى أن «هذا القرار لا يشرعن الاحتلال الإسرائيلي»، واصفاً إجراء ترامب بـ«الهدية الانتخابية» لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وسبق أن قال وزير الخارجية التركي، في تغريدة نشرها بهذا الخصوص في موقع «تويتر»: «إن الولايات المتحدة تجاهلت من جديد مبادئ القانون الدولي، لكن هذا القرار لن يشرعن أبداً الاحتلال الإسرائيلي»، وأضاف: «بالعكس، هذا الإجراء سيزيد مرة أخرى من التوتر في المنطقة بعرقلته جهود السلام في الشرق الأوسط».
وقبل الاعتراف الرسمي من قبل ترامب، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش، وفق وكالة «سانا» أن تصريحات ترامب بشأن الجولان، تمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي إضافة إلى أنها إجرامية وتثير السخرية، في حين أدان رئیس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني، بشدة، قرار ترامب، مؤكداً أنه يناقض الحقوق والقرارات الدولية، ويشكل خطراً على السلام والاستقرار خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وفق وكالة «فارس» للأنباء.
وقبل التوقيع أيضاً، قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية غير الرسمية، إريك غولدستين، وفق مواقع إلكترونية معارضة: «يبدو أن الرئيس ترامب يستعد لتدمير القانون الدولي الذي يحمي سكان الجولان المحتل، إذا تابع ترامب ذلك، قد يشجع دولاً أخرى محتلة على تصعيد ضمّ الأراضي وإنشاء المستوطنات ونهب الموارد».
من جانبه، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب اللـه»، الشيخ علي دعموش، وفق «سانا»، على أن تصريحات ترامب تمثل عدواناً على الحقوق العربية وتدل على التماهي الأميركي المطلق مع الكيان الإسرائيلي ومخططاته في المنطقة.
بدوره أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، أن الجولان المحتل أرض سورية وسيبقى كذلك على الرغم من أي موقف أميركي.
من جهته، أكد النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري، خلال حديثه مع سعيد حساسين، أن قرار ترامب يخالف الأعراف القانونية والدولية، وهو «يحاول بكل الطرق إسباغ صفة قانونية على احتلال إسرائيل للأراضي العربية»، وقال: إن «الصمت العربي أغرى ترامب لاتخاذ قرار يعادي الحقوق العربية كافة»، مؤكداً أن القرار جزء من صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وليس أمام العرب إلا الاجتماع واتخاذ قرارات قوية تردع أميركا. من جانبه، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا اللـه حنا، وفق «سانا»، رفضه تصريحات ترامب حول الجولان، مشدداً على أن الجولان المحتل كان عربياً سورياً قبل التصريحات وسيظل كذلك بعدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن