سورية

ترامب يدفن المنظمات الدولية وقراراتها بتوقيع وثيقة الاعتراف بـ«سيادة» الاحتلال عليه … دمشق: الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وتحريره بكل الوسائل المتاحة حق غير قابل للتصرف

| الوطن- وكالات

شهد البيت الأبيض أمس مراسم دفن المنظمات الدولية وقراراتها، بتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وثيقة يعترف فيها بـ«سيادة» كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجزء المحتل من الجولان العربي السوري، الأمر الذي اعتبرته دمشق اعتداء صارخاً على وحدة وسيادة سورية، وشددت على أن تحرير الجولان بكل الوسائل المتاحة «حق غير قابل للتصرف»، على حين حذرت موسكو من أن هذا الأمر «قد يؤدي إلى جولة جديدة من التوتر في الشرق الأوسط».
ومساء أمس وقع ترامب، في البيت الأبيض، على وثيقة تتضمن اعتراف الولايات المتحدة بـ«سيادة» الاحتلال الإسرائيلي على الجولان المحتل بحضور ضيفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق ما أظهرت العديد من الفضائيات، وذلك على الرغم من العديد من القرارات الدولية التي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة وتطالب كيان الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب منها.
وزعم ترامب، قبل لحظات من التوقيع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، أن «إسرائيل» سيطرت على الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة»، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، الذي ذكر أن ترامب تعهد بأن «الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنباً إلى جنب مع إسرائيل».
وبعد لحظات على التوقيع، اعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن اعتراف ترامب «اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي سورية ضارباً عرض الحائط بكل ردود الفعل الدولية المستنكرة لهذا القرار».
وأضاف المصدر: «يأتي القرار الأميركي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» في العداء المستحكم للأمة العربية والذي يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب».
ورأى المصدر، أن قرار ترامب «يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأميركي السافر لقراراتها بخصوص الجولان العربي السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الإسرائيلي ويعتبره باطلاً ولا أثر قانونياً له».
وشدد المصدر على «أن الرئيس الأميركي لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة، وإن هذه السياسة العدوانية الأميركية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح».
وأوضح المصدر، «أن المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعاً بالنهج الاستعلائي للرئيس الأميركي وعقلية الهيمنة والغطرسة التي تحكم سياسة الولايات المتحدة يتحمل مسؤولية أساسية في رفض السياسات اللامسؤولة والهوجاء للإدارة الأميركية وذلك دفاعاً عن الشرعية الدولية وصوناً للأمن والسلم الدوليين».
وأشار المصدر إلى أن «القرار الأميركي بخصوص الجولان العربي السوري المحتل وقبله الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها والجهود الحثيثة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر مؤامرة صفقة القرن والتآمر على الحقوق والمصالح العربية تؤكد أن لا أحد في الأمة العربية بمأمن من الشرور الأميركية الأمر الذي يستوجب على العرب وقفة تاريخية جادة لتجاوز الواقع العربي الرديء والذود عن كرامة الأمة والدفاع عن وجودها وحقوقها ومصالحها».
وقال المصدر: «إن سورية إذ تعلن الرفض المطلق والقاطع للقرار الأميركي تؤكد وبكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورية وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية هو حق غير قابل للصرف وأن عزيمة وتصميم وإصرار السوريين على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى وذلك بنفس الإرادة والإقدام التي دحر فيها السوريون العدوان الإرهابي والروح ذاتها التي حققت نصر تشرين العظيم» وذلك في عام 1973.
وختم المصدر بالقول: «إن السوريين على امتداد الوطن السوري وكما كانوا على الدوام يؤكدون اليوم في مواجهة القرار الأسود للرئيس الأميركي على تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان العربي السوري المحتل يتقاسمون معهم مرارة الاحتلال والعدوان ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان وأن يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عقب توقع ترامب على الوثيقة: «لقد سبق أن تحدثنا عن ذلك مراراً بشكل مستدام، ولسوء الحظ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى جولة جديدة من التوتر في منطقة الشرق الأوسط».
وسبق توقيع ترامب المشؤوم بنحو ساعة اتصال أجراه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بنظيره الأميركي مايك بومبيو.
وقال لافروف وفق «روسيا اليوم»: إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بـ«إسرائيلية» الجولان «يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزماً».
واعتبرت وكالة «أ ف ب» للأنباء أن توقيع ترامب آخر خطوة كبرى ضمن سلسلة التحركات التي قام بها لمصلحة «إسرائيل»، وأبرزها الاعتراف في 2017 بمدينة القدس كعاصمة لـ«إسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية بعد شهر من تل أبيب إلى القدس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن