رياضة

مجرد تنظيم..!

| مالك حمود

أحلى ما في الحوارات الإعلامية مع الرياضيين عندما تكشف أشياء مخفية، وتكتشف معها من قصص وحكايات، وقد لا تخلو من المفاجآت.
كنت أظن بأن زمن الرياضي الشامل والمتكامل قد ولى مع اختلاف الأجيال، وتفاوت الآمال، ومنها الظروف المعيشية والحالة التعليمية، لكن الواقع عاد ليؤكد أن زمن الرياضيين الأفذاذ لم ولن ينتهي.
فجأة وجدت نفسي أمام لاعبة مميزة وتعتبر نجمة فريقها سواء بسكوراتها العالية التي تسجلها في كل مباراة، أم بالعطاءات الواسعة التي تقدمها بأرض الملعب لتعكس الموهبة الكبيرة التي تمتلكها، وحالة الجاهزية البدنية والفنية والذهنية التي تمتلكها تلك اللاعبة، والقصة لن تنتهي هنا، بل هنا البداية، فاللاعبة من المتفوقات في دراساتها الجامعية ومن الأوائل طوال سنوات دراستها بكلية الطب البشري في جامعة حلب، وصولاً إلى السنة الدراسية السادسة التي بلغتها من دون تلكؤ وبنجاح متواصل، وبالطبع فإن حكاية النجاح لم تنته هنا، فاللاعبة المتألقة والطبيبة المتفوقة ضمت لنفسها لقباً إضافياً لتكون المدربة الناجحة والمنتصرة مع فرق ناديها للصغار والصغيرات، لتعلم الأجيال ألف باء كرة السلة بطريقة صحيحة ورؤية سليمة، وتقود فريقيها إلى بطولتي حلب للصغار والصغيرات بكرة السلة.
وإلى هنا والحكاية لم تنته بعد..! فالرياضية المتكاملة كانت أيضاً سباحة وحازت بطولات على مستوى محافظتها، وكانت تطمح للمزيد لولا برودة الماء في مسبح الشهباء خلال فصل الشتاء لتدفعها إلى الانقطاع عن السباحة في الشتاء والعودة في الصيف! ولأنها الإنسان الناجحة التي لا تقبل إلا بالتميز أينما وجدت، فقد آثرت هجرة السباحة والتفرغ إلى بقية الهوايات الإيجابية ومنها الموسيقا، لنكتشف بأنها عازفة بيانو من الطراز الجيد، فالسنوات الخمس التي أمضتها في تعلم الموسيقا والعزف بمعهد صباح فخري صنعت منها فنانة عذبة الألحان.
كل هذا وأنت تتحدث مع إنسان رقيقة وأنيقة ورشيقة ولا تقبل إلا بالنجاح حيثما وجدت.
ترى ما الذي يجعل من هذه الفتاة تلك النجمة المتألقة في مختلف الميادين مادامت المواهب موجودة، والإرادة موجودة، لكنه التنظيم الذي يعطي كل شيء حقه، ويوزع الجهد في ملعب الحياة اليومية، لتكون النتيجة نجاحات متوازية ومتنوعة ومتعددة.
فهل تكون حالة الرياضية راما طرقجي نموذجاً للبقية من الرياضيين، ولاسيما من كانوا بطموحهم حائرين؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن