سورية

إيران ستبحث السلام في سورية مع أي دولة ومحاربة الإرهاب أولوية حالياً…انعطافة في المواقف إسبانيا والنمسا تقران بالحاجة للرئيس الأسد لوقف إطلاق النار والتصدي للإرهاب

بعد الإخفاقات التي حصدتها القوى الغربية إزاء تدخلها في الأزمة السورية، ودعمها لما سمته «المعارضة المعتدلة»، كذلك تغاضيها عن ذهاب آلاف الإرهابيين إلى سورية، بدأت بعض الدول الأوروبية انعطافتها تجاه سورية وتلمسها أخطاءها من سياساتها السابقة تجاه دمشق، فاستفاقت ولو متأخرة بعد أن شعرت بالخطر من حالة الفوضى التي خلقتها في المنطقة عموماً، وسورية خصوصاً، ولعل من دق ناقوس الخطر الذي أيقظ تلك الدول، التدفق الهائل للاجئين السوريين إلى أوروبا، وتسلل آلاف الإرهابيين بين صفوف أولئك اللاجئين، حسبما أعلنت صحيفة «Sunday Express» البريطانية من أن أكثر من 4000 مقاتل من تنظيم داعش الإرهابي تمكنوا من التسلل إلى دول الاتحاد الأوروبي على شكل لاجئين. ورأت تلك الدول أن ما من مفر لإعلان استعدادها للتحاور والتفاوض مع الحكومة السورية بهدف محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة التي تؤثر لا محال في الداخل الغربي، وليس من منبر لإعلان تلك المواقف أفضل من المنبر الإيراني وخصوصاً بعد توقيع الاتفاق النووي مع طهران، الذي بدأت مفاعيله تظهر بزيارات للعديد من المسؤولين الأوروبيين، وكان آخرهم الرئيس النمساوي، وخصوصاً أن مواقف طهران ثابتة منذ بداية الأزمة، لا بل ذهبت أكثر من تلك المواقف، بما أعلنته بالأمس عن استعدادها للجلوس مع أي دولة لحل الأزمة في سورية، وأن الديمقراطية ليست أولوية فيها الآن.
وفي هذا السياق دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا- مارغايو أمس إلى التفاوض مع الرئيس بشار الأسد على «وقف لإطلاق النار» مؤكداً أن «السلام دائماً ما يصنع مع الأعداء» على حد قوله، في اعتراف صريح ومباشر بأن لا سلام في سورية من دون الرئيس الأسد.
ورأى الوزير الإسباني الذي قام بزيارة رسمية إلى إيران انتهت أمس، أن من الضروري التفاوض مع الرئيس الأسد على «وقف جزئي لإطلاق النار، يبدأ بحلب وصولاً إلى وقف شامل لإطلاق النار».
وقال في حديث إذاعي: إنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار فإننا سنصل «إلى وضع إنساني ميئوس منه».
في الوقت نفسه دافع مارغايو عن الخيار العسكري لضرب تنظيم داعش، موضحاً أنه ينتظر «بفارغ الصبر» قراراً من المجموعة الدولية في هذا الشأن.
وأكد «ليس ممكناً التفاوض أو التحاور مع داعش، فالحل العسكري ضروري، لكن في إطار الشرعية الدولية»، في تأكيد للموقف الرسمي السوري الذي أوضح منذ البداية أن خطر الإرهاب هو الأشرس في المنطقة، ولا بد من تضافر الجهود لمكافحته.
بدوره قال وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس: إنه يجب على الغرب ضم الرئيس الأسد وإيران وروسيا من أجل قتال تنظيم داعش في تصريحات تظهر مدى التحول في الموقف الأوروبي إزاء ما يجري في سورية.
وقال كورتس خلال زيارة رسمية لطهران: «نحتاج إلى نهج عملي مشترك في هذا الصدد يتضمن مشاركة (الرئيس) الأسد في التصدي لإرهاب تنظيم داعش».
في سياق متصل أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الإرهاب خطر يهدد أمن المنطقة والعالم ومحاربته مسؤولية جماعية، مؤكداً أن الديمقراطية ليست أولوية حالياً في سورية.
وقال روحاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي هاينز فيشر عقب توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين بطهران أمس: «إن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده ويجب على أي دولة أو قوة عالمية ألا تقرر عنه ذلك»، مشدداً على أن سورية دولة ذات سيادة وطنية، والأولوية فيها لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار. ورأى روحاني أن «الخطوة الأولى تجاه حل الأزمة في سورية لا بد أن تكون إنهاء العنف وتحقيق الاستقرار والأمن وعودة المهجرين إلى منازلهم».
كما دعا روحاني جميع الدول المؤثرة إلى اتخاذ خطوات فاعلة لمحاربة الإرهاب في سورية ومنها دول أوروبا، موضحاً أن إيران تعتبر أن هناك واجباً إنسانياً وإسلامياً على عاتقها للقيام بأي خطوة لمكافحة الإرهاب وعودة الأمن.
وأوضح روحاني، أنه والرئيس النمساوي متفقان على أن الإرهاب مشكلة عالمية لا تستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة فحسب، بل تهدد الأمن العالمي. كما قال: إن طهران لن تبحث في مستقبل الرئيس الأسد حتى يتحقق السلام.
ورداً على سؤال عن إذا ما كانت بلاده تبحث في الشأن السوري مع السعودية والولايات المتحدة، قال روحاني: «سنجلس إلى أي طاولة مع دول داخل المنطقة وخارجها» بهدف حل الأزمة السورية.
وأردف: «إذا أصبحت سورية في يوم ما أكثر أمناً، فسيصب هذا في مصلحة المنطقة والعالم بالكامل».
(أ ف ب– رويترز– سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن