عربي ودولي

باريس: الفرنسيات في المخيم «مقاتلات» ولا عودة لهن! … «الهول» بؤرة مهددة بالانفجار بسبب المشاحنات والمشاجرات

| وكالات

بينما تجري مشاحنات ومشاجرات عنيفة في «مخيم الهول» مع وجود آلاف النساء والأطفال من أبناء مقاتلين أجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، ما يجعل هذا المخيم بؤرة مهددة بالانفجار، اعتبرت باريس أن الفرنسيات من هؤلاء، «مقاتلات»، وشددت على أنه لا عودة لهن.
وقالت وكالة «أ ف ب» للأنباء في تقرير: «تم القضاء على تنظيم داعش لكنه خلف وراءه آلافا من الأنصار المتطرفين من سوريين وأجانب أتوا من فرنسا أو تونس أو روسيا، أودع بعضهم السجن فيما نقل البعض الآخر إلى مخيمات للنازحين بإدارة أكراد سوريين».
وأوضح التقرير، أنه في «مخيم الهول» وحده، الواقع في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، «عزل أكثر من 9 آلاف امرأة وطفل أجنبي تحت رقابة صارمة في مكان مخصص لهم، يفصلهم سياج عن باقي النازحين»، وبين أنه «تقرر فصل الأجانب عن الباقين لارتباطهم الوثيق بتنظيم داعش».
وكشف التقرير عن أن «هناك توتراً بينهن كذلك، فبعض «الأخوات» منخرطات في جدال ديني»، حسبما أفادت نازحات. ونقل التقرير عن فانيسا التي اعتنقت الإسلام وجاءت إلى سورية من فرنسا في عام 2013 مع أولادها وزوجها الذي قتل في إحدى المعارك، قولها: «لا نفكر بالطريقة نفسها. يردن فرض رؤيتهن للإسلام. ويعتبرننا كفاراً»، وأضافت: إن «النساء التونسيات متطرفات بعض الشيء في الإسلام». وأشار التقرير إلى مطالبة «قسد»، بإعادة هؤلاء الأجانب إلى بلدانهم خوفا من «الخطر» الذي قد يمثله وجود الآلاف منهم في شرق الفرات، حيث قال أحد المسؤولين الأكراد، عبد الكريم عمر: إن «الأطفال والنساء يحتاجون إلى إعادة تأهيل وإلى إعادة دمجهم في مجتمعاتهم الأساسية وإلا فسيكونون مشاريع إرهابيين».
ولفتت شابة بلجيكية (24 عاماً) وصلت إلى سورية في عام 2013، إلى التوتر السائد في المخيم، موضحة أن «الروسيات والتونسيات يتبنين معتقدات شديدة التطرف»، بحسب التقرير.
وقالت: «إنهن يشعرنني بالخوف. يعتقدن أن مجرد حديثي مع المقاتلين وأن أطلب منهم الإذن للذهاب إلى السوق، يجعلني كافرة»، وتابعت: «إنهن في المقابل يشرعن الاستيلاء على ما نملك أو حرق خيامنا». ويحدث التوتر أيضاً في المنطقة المخصصة للسوريين والعراقيين، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن حدة الخلافات تصاعدت منذ عدة أيام بين النازحين، واضطر المسؤولون عن الأمن في المخيم، للتدخل عندما تجمع النازحون و«ألقوا الحصى على رفاقنا» حسبما أفاد مسلح كردي فضل عدم كشف هويته.
في المقابل، أكد رئيس قسم الاتصالات في المخيم، نبيل الحسن، أن «الوضع تحت السيطرة أمنيا»، لكنه أقر بأن الاكتظاظ في المخيم الذي يضم أكثر من 70 ألف شخص يتسبب بمشاجرات وخاصة لدى توزيع المساعدات أو الخيم، بحسب التقرير.
وبعد أن ذكر التقرير أن لمياء، ابنة مدينة منبج لا تزال مرتبطة بالتنظيم، نقل عنها قولها: «بقينا مع الدولة (تنظيم داعش) حتى الآن. نحب الدولة (تنظيم داعش) وسنبقى ثابتين، سنذهب مع الدولة (داعش) أينما ذهبت».
وأضافت المرأة التي قتل زوجها الأول ويقبع الثاني في السجن: «أريد العودة إلى مدينتي».
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جاك إيف لودريان، في مقابلة نقلها موقع صحيفة «اويست فرانس» الإلكتروني: «ألاحظ بانتباه نوع التعاطف الذي يبديه عدد من محامي النساء (الداعشيات)، لكنّهنّ مقاتلات، مناصرات للجهاد. يجب معاملتهنّ على هذا الأساس»، وشدّد لودريان على أن موقف فرنسا «واضح منذ البداية»، وهو أن «ليس هناك عودة».
ولدى سؤاله عن احتمال التمييز بين الدواعش الرجال والنساء، أوضح بحسب «أ ف ب» أن «هؤلاء الفرنسيين الذين قاتلوا في صفوف داعش، قاتلوا فرنسا. فهم بالتالي أعداء، ويجب التعامل معهم ومحاكمتهم في المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم، وخصوصاً في العراق وسورية».
وأضاف: «ما قلته الآن ينطبق على الرجال وكذلك على النساء. على النساء وكذلك على الرجال. لأنهم عندما يذهبون إلى العراق وسورية في 2014 و2015 و2016، فذلك يكون بشكل عام للقتال».
ولاحظ لودريان أن «هناك مشكلة الأولاد. والأطفال الصغار الذين يمكن أن تتخلى أمهاتهم عن تأمين حضانتهم».
وأكد أنه «سيتمّ النظر في كل حالة على حدة، بالتعاون مع الصليب الأحمر. وبكثير من اليقظة، لأنه يجب ألا نكون مثاليين في هذه القضايا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن