من دفتر الوطن

أخبار سريعة!

| عصام داري

من خلال متابعات يومية حثيثة، واستقصاء يومي لشؤون الناس وأحوال الرعية، والبحث الجاد والحاد عن حلول لمشاكل المواطن السوري السعيد بطبعه، خرجنا بحزمة من الأخبار السريعة والمهمة والمهمومة!:
* تم تشكيل لجنة من مختصين اقتصاديين وماليين ونفسيين واجتماعيين لوضع دراسة متكاملة حول الأجور والرواتب، وقررت زيادة معقولة لهذه الأجور والرواتب بما يتراوح بين 40 و70 بالمئة.
* وتأخذ هذه الدراسة بالحسبان الشريحة الواسعة من المواطنين الذين يمارسون أعمالاً حرّة وليسوا موظفين ليكون هناك عدالة في توزيع الدخل الوطني.
* سيتم العمل على ضبط الأسواق من خلال لجان حكومية وأهلية، أي بمشاركة فاعلة من المواطنين أنفسهم، ما يمنع التلاعب بأسعار السلع وامتصاص الزيادة المقترحة.
* يتوالى هذه الأيام وصول بواخر نفط وفيول من مصادر متعددة، الأمر الذي سيسهم في المرحلة القادمة في تخفيف التقنين الكهربائي وصولاً إلى إلغاء هذا التقنين مع أول أيام فصل الصيف.
* ستتوافر في القريب العاجل كميات كبيرة من مادة الغاز المنزلي والتجاري الأمر الذي يصبح فيه حصول المواطن على حاجته بيسر وسهولة من دون اللجوء للبطاقة الذكية التي سيقتصر استخدامها على التزود بالمازوت والبنزين والفحم الحجري.
* تم تشكيل لجنة لبحث الازدحام الشديد للحصول على البطاقة الذكية، وقرر الأذكياء بيع هذه البطاقات أمام البلديات ومديريات الناحية حيث سيحصل عليها المواطن بمجرد أن يبرز هويته الشخصية فيسجلها الموظف على حاسوبه المتنقل، وكفى اللـه المؤمنين القتال.
* سيتم إحياء اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وعلى مبدأ «من أين لك هذا يا هذا؟» وستكون مهمتها الأولى مكافحة الفساد المالي والإداري والبحث في الإثراء غير المشروع ونهب الأموال العامة وإقامة مشاريع وهمية وخلافه، وسيكون لهذه اللجنة التعامل مع أي مواطن لديه معلومات حول الفساد، كما سيكون هناك لجان فرعية في المحافظات كافة.
* سيتم التحفظ على الأموال المنقولة وغير المنقولة لكل من تثبت التحقيقات أنه متورط في الفساد وسيساق إلى القضاء ليأخذ عقابه العادل وعدم الاكتفاء بكف يده ليتمتع بالأموال الطائلة التي سرقها ونهبها لأنها أموال الشعب.
* كل من يتطاول على القوانين سيعامل كأي مواطن أكان مسؤولاً كبيراً أم صغيراً فالجميع سواسية ولا يوجد هناك «ابن الست وابن الجارية».
أخيراً أبلغكم بأن كل الأخبار آنفة الذكر هي مجرد أحلام اليقظة وحصول المواطن عليها شبه مستحيل، و«أمل إبليس في الجنة» وأحب أن ألفت عنايتكم إلى التقويم الذي في بيوتكم ومكاتبكم، لأن اليوم هو الثاني من نيسان وهو «شهر الغبار والأكاذيب» كما وصفه الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ في إحدى رواياته.
فالرجاء التنبه من كذبة نيسان التي قد تستمر طوال الشهر، ربما تكون كذبة بيضاء أحياناً ولكنها كذبة غليظة ومؤذية في كثير من الأحيان، لأن هناك من يحاول أن «يخفف دم» فيأتي مزاحه كصفعة مؤلمة و«ثقيلة الدم».
أرجو أن تكون أكاذيبي اليوم من النوع المرح، لكنني أعدكم يا كل مواطني بلدي، أن كل أحلامي ستتحقق فقط إذا توافر الضمير الحي عندنا جميعاً، وسامحونا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن