ثقافة وفن

معنى البث المباشر

| يكتبها: «عين»

تجربة لافتة لبرنامج (صباح سوري)

لا نستطيع نحن الذين ندعي (الكتابة النقدية) أن نغض الطرف عن العمل الجيّد والجريء إذا حصل، فعنوان الكتابة الجيدة هو موضوعيتها، وكثيرا ما لاقينا اعتراضات واحتجاجات على ما نكتب، وصاحبها قد يكون محقا أو غير محق، لكن الشيء الذي ينبغي الاستمرار في تبنيه هو الموضوعية في الكتابة!
هناك حركة دؤوب تجري على صعيد البث المباشر، ورغم أننا اعتدناه خلال الحرب، وخرجت الندوات والحوارات والتحليلات من أنوفنا، فإنه من الضروري أن نعرف أن البث المباشر نوعان، الأول هو الاعتيادي وأحياناً غير اللافت، والثاني وهو ذو الرسالة والجدي. وقد سمعتُ من مدير سابق للفضائية السورية هو الصحفي خالد مجر يقول في جلسة عامة إن أحد مقاييس نجاح البث هو في جاهزيته باستمرار للنقل المباشر وتقديم الجيد والمهني فيه.
الذي لفت نظري في الآونة الأخيرة هو المعنى الذي يشتغل عليه البث المباشر في الفضائية السورية، وذلك من خلال تتبعي لبرنامج (صباح سوري) تتبعاً عفوياً ثم صار مقصودا واستدعى أسئلة غير مباشرة إلى من كانوا في جو العمل من المصورين والفنيين، فما رسائل البرنامج التي أرادتها القناة في الآونة الأخيرة؟
انتقل البرنامج من مكان إلى آخر، وبث فقراته من الأمكنة التالية: عرنة، حينة، قلعة جندل، بصرى الشام، دير الزور، سلمية (الشميميس)..
وتعني هذه الأماكن لنا الكثير، والذهاب إليها نوع من اقتحام الأماكن الساخنة في عرف الحرب، وتجاوز المحاذير الخطرة في عرف الإعلام في وقت لم تنته فيه تداعيات الحرب واحتمالاتها.
وإذا كان ذلك طبيعيا في الإعلام، فإنه يعني الكثير للسكان وللعالم، فالشاشة التي يتابعونها تأتي إليهم، تحكي عنهم، تستضيفهم، وتنقل همومهم، ثم تنجز قطبة في التمزق الذي سببته حرب العالم على السوريين، وتلك القطبة تحتاج إلى مهارة جراح لا شطارة خياط، وحصل هذا!
لابد من شكر كل من أنجز تلك الصباحات السورية، في ظروف السفر والبرد والخوف والصبر على المصاعب وأحياناً الإرهاق الشديد، وقال لي صاحبي الذي يأتي فجرا إلى التلفزيون:
يأتون قبل الفجر، وينطلقون إلى تلك المناطق. سألته هل يأخذون مكافآت. أجابني: لأول مرة لاينقّون على السلف والمكافآت، لأن مديرتهم كانت معهم فتأكل حيث يأكلون وتشرب حيث يشربون!

أسرار مفرحة
نال المشاركون في برنامج صباح سوري من درعا مكافآت مالية محرزة هي غير السلفة وتعويض البرامج، لكن لم نتمكن من معرفة قيمتها!
كانت قيمة السلفة المالية لكل من سافر في برنامج (صباح سوري) إلى دير الزور 10 آلاف ليرة سورية.
تحسّن وضع التعويضات للإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون بشكل لافت مع تطبيق نظام الكتلة، وهناك بعض التظلمات جرى استدراكها فورا.

ملاحظات غير مفرحة!
آراء كثيرين من المحللين السياسيين والضيوف الذين تمت استضافتهم في البرامج والحوارات المتعلقة بالجولان كانت غير ممنهجة وحماسية ووقع بعضهم في أخطاء.
في أحد المراكز الثقافية جرى انتقاد التلفزيون لعدم وجود تغطية لنشاطات مهمة تجري في هذا الموسم في المراكز الثقافية!
اشتكى بعض المذيعين المحاورين والمعدين من خفض سقف الانتقاد لمظاهر الخطأ والفساد الحكومي.
يتجه التلفزيون إلى برامج (الكاش) في رمضان، وكأن البرامج المنوعة السورية عجزت عن أن تكون في صلب الأجواء الرمضانية!

حل صميدعي لباب الحارة!
بعد الأخذ والرد والخلافات على باب الحارة، رفض فنانون كبار المشاركة في مسلسل باب الحارة الذي يكتبه مروان قاووق، وهذا يعني غياب شخصيات كثيرة عنه، فما كان من مروان قاووق إلا أن ابتكر الحل، وهو حل فجائعي، فجعل الفرنسيين يقصفون الحارة، وتموت الشخصيات التي رفض ممثلوها لعب أدوارها، ثم بنى الأحداث على من وافق على البقاء.

انتباه!
مطلوب من الفنون السورية ومبدعيها الشروع في تقديم أفلام ولوحات ومسلسلات ومعارض دولية وعربية بمختلف اللغات عن الجولان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن