ثقافة وفن

كيف شارك النجوم في «كذبة نيسان» هذا العام؟ … معرض للحمير وبرغر خاص لأصحاب اليد اليسرى ومحصول وفير من المعكرونة.. أشهر الكذبات عبر التاريخ

| وائل العدس

يسمى اليوم الأول من شهر نيسان من كل عام، يوم كذبة نيسان، والذي يحتفل فيه العالم بإطلاق النكت والمقالب المضحكة والخدع فيما بينهم، ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم «ضحية كذبة نيسان».
ويقال إن بدعة هذه الكذبة بدأت في فرنسا عام 1564 بعد فرض التقويم الجديد، وتمادت ليصل صداها إلى مختلف أرجاء العالم حتى يومنا هذا.
لكن الملاحظ أن الخدع تقلصت هذا العام في الوسط الفني، واقتصرت على عدد محدود من الفنانين بعكس الأعوام السابقة.

كذبات 2019
من كذبات هذا العام، شاركت الفنانة المصرية رانيا يوسف صورة وكتبت عليها: «سعيدة باختياري كأول ممثلة عربية للمشاركة في الموسم الأخير من مسلسل Game of thrones».
وانتشر عبر مواقع التواصل قرار المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب باعتزال الغناء، لكن شقيقها نفى الخبر وقال إنها كذبة نيسان.
ومازح الفنان المصري صلاح عبدالله، جمهوره وكتب: ‏«أنا مِش طايقكم.. كِذبة أبريل».
أما الفنانة اللبنانية يارا فنشرت فيديو وهي بأحد المطاعم، وتتناول البيتزا، داعية أنها من صنعتها وقائلة: «هالشيء الرائع شغل إيديّي عملتها خصوصي وتعبت فيها كتير، وحرقت حريرات لأطبخلكم ياها وتشوفوها وتشتهوا الصورة بس شو رأيكم»؟ جبنة مين بتمغط أكتر أنا أو الشيف بوراك» مختتمة «كذبة نيسان».
الفنان اللبناني راغب علامة، نشر مقطع فيديو قال فيه سيطرح أغنيته الجديدة «صدفة» خلال ساعات، لكن عاد ونشر فيديو ليخبر من خلاله الجمهور بأنه اضطر للمشاركة في اليوم العالمي للكذب، معلناً عن الموعد الحقيقي لطرح أغنيته الجديدة «صدفة»، حيث يتم إطلاقها خلال الأيام القليلة القادمة وليس خلال ساعات.

أشهر كذبة فنية
في عام 1975، نشرت جريدة الأخبار الرسمية المصرية، خبراً عن كشف الفنان المصري عبد الحليم حافظ أن الفنان الشاب هاني شاكر، يضع «زمارة» في حنجرته، لتقليد أداء العندليب، أثناء جلسة علنية في معهد الموسيقا العربية، وتسابقت مئات الجماهير حينها إلى المعهد ليشهدوا ذلك الإعلان الغريب، ليصدموا بأنها «كذبة نيسان».

في السينما
قدم الفنان الراحل إسماعيل ياسين فيلماً سينمائياً، يحمل عنوان «كذبة أبريل» في عام 1954؛ وحقق نجاحاً لافتاً عند طرحه، ويحكى عن شخص يحتال على مال زوجته؛ لينتصر به على الرجل الذي ينافسه في حب الراقصة سناء.

أشهر الكذبات العالمية
بعيداً عن الفن والفنانين، هناك كذبات تاريخية شهيرة على مر العصور ما زالت تتداول حتى الآن، منها على سبيل المثال:
عام 1764 أعلنت جريدة أيفند ستار الإنكليزية أنه سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة أسلنجتون حيث سيصبح هو التجمع الأكبر للحمير بالبلاد في سابقة لم يعهدها السكان من قبل، وعندها هرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئاً فعلموا أنهم إنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير.
في عام 1896 قرر رجل أميركي من ولاية تينيسي أن ينفذ مقلباً مخيفاً في زوجته بعد زواجهما بأشهر قليلة، وارتدى قناعاً أبيض وطرق باب المنزل، ثم طلب منها طهي العشاء له، لكن السيدة فقدت وعيها وماتت في غضون ساعة واحدة.
عام 1957 أعلن برنامج بانوراما الإخباري لهيئة الإذاعة البريطانية أنه بفضل فصل الشتاء المعتدل والقضاء الفعلي على سوسة المعكرونة المروعة، تمكن المزارعون السويسريون من جني محصول وفير من معكرونة السباغيتي.
عام 1962 قام SVT (Sveriges Television في السويد بإحضار خبير فني، أعلن من خلال نشرة الأخبار للجمهور، أنه وبفضل تقنية جديدة فإنه بات باستطاعتهم مشاهدة برامج التلفزيون بصورة ملونة.
عام 1974 استيقظ سكان سيتكا في ألاسكا على مشهد مثير للقلق حيث كانت غيوم الدخان الأسود تتصاعد من فوهة جبل إيدجكومب، فظن السكان بأن البركان قد يثور قريباً. والحقيقة هي أن أحد المهرجين قام بوضع مئات الإطارات القديمة على فوهة البركان وأشعل فيها النار.
عام 1980 ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن ساعة «بيغ بن» على وشك أن يتم تحديثها إلى إعطاء قراءات رقمية.
عام 1998 أعلن «برغر كينع» عن إطلاق برغر خاص لأصحاب اليد اليسرى، الذي يعد صاحب سلسلة المطاعم من ضمنهم.
وفي عام 2001 أعلن راديو «دي جي برايتون» إلى مستمعيه أن نسخة طبق الأصل من سفينة تيتانيك يمكن رؤيتها على ساحل بيتشي هيد، أعلى المنحدرات في بريطانيا. وهرع مئات الأشخاص إلى المكان ليكتشفوا أنه مجرد مزحة. وبسبب العدد الضخم، حثت الشرطة الناس على المغادرة قبل وقوع مأساة.
في عام 2002 أثار مذيعو إذاعة في ولاية كينساس حالة من الذعر بين المستمعين عندما أذاعوا خبراً أن مياه الصنبور المحلية تحتوي على مستويات عالية من أول أكسيد الهيدروجين، ما سيؤدي إلى إصابتهم بكثرة التبول وظهور التجاعيد. لكن ما لم يدركه المستمعون أن أول أكسيد الهيدروجين هو الاسم الكيميائي للمياه.
في عام 2010 تسببت صحيفة الغد الأردنية في ذعر المواطنين عندما أعلنت على صفحتها الأولى عن هبوط جسم غريب من المخلوقات الفضائية بالقرب من مدينة جفر الصحراوية، حيث شعر السكان بالخوف الشديد من إرسال أطفالهم إلى المدرسة، على حين بدأ المسؤولون بإخلاء المنطقة.
وإلى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآسٍ باكية، فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنكليزيات في مدينة لندن حيث خرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد إذ كان ذلك اليوم صباح أول نيسان.

وأخيراً
لا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، رجحت بعض الآراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من نيسان، حيث بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم، المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدل التقويم ليبدأ العام في 1 كانون الثاني، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 كانون الأول، وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة نيسان)، لكن «قصص كانتربري» للكاتب جيفري شوسر نقضت هذه النظرية وقالت إن حكايات هذه الظاهرة تعود للقرن الرابع عشر وقبل قدوم البابا غريغوري الثالث عشر.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة، فإن المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول نيسان ويعلق البعض على هذا بالقول إن شهر نيسان يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن