سورية

ترامب «الجاهل في التاريخ» أقر بأنه اتخذ قراره بشأن الجولان بشكل «سريع» … الشارع السوري يواصل رفضه له: باطل قانونياً وشرعياً

| وكالات

صعد الرئيس الأميركي من درجة استهتاره بالمجتمع الدولي والقرارات الدولية، بإقراره بأن إعلان اعترافه بـ«سيادة» الاحتلال الإسرائيلي على القسم المحتل من الجولان العربي السوري، اتخذه بشكل «سريع»، في وقت واصل السوريون رفضهم واستنكارهم للإعلان، وشددوا على بطلانه قانونياً وشرعياً.
وفي التفاصيل، فقد نظم أعضاء مجلس محافظة القنيطرة والفعاليات الرسمية والأهلية من أبناء المحافظة وقفة احتجاجية أمس أمام مقر نقابة مقاولي القنيطرة بمدينة البعث، استنكاراً لإعلان ترامب الباطل حول الجولان المحتل وتضامناً مع أهلنا الصامدين فيه ضد ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر محافظ القنيطرة همام دبيات الإعلان باطلاً وغير شرعي واصفاً سياسات الإدارة الأميركية بالعمياء والمتخبطة التي تحاول قيادة العالم وفق منظورها ومصالحها الاقتصادية والسياسية والتي تتلاقى مع مصالح الكيان الصهيوني، في حين وصف رئيس مجلس محافظة القنيطرة شحاذة مرعي إعلان ترامب بـ«القرصنة والسرقة الدولية التي يتوجب على المنظمات الحقوقية العالمية مواجهتها ووضع حد لها».
وفي حماة نفذ إعلاميو وصحفيو المحافظة وقفة احتجاج واستنكار أمام جريدة الفداء ضد إعلان ترامب، وقالت رئيس فرع اتحاد الصحفيين في حماة زينت وردة: إن الإعلان باطل قانونياً وشرعياً ويتنافى مع كل المواثيق الدولية ويجافي الحقائق التاريخية والجغرافية التي تؤكد أن الجولان أرض عربية سورية.
وفي السياق، نفذت فعاليات حزبية وأهلية في السويداء وقفة تضامنية مع أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل أمام مقر فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالمحافظة، ونددوا بإعلان ترامب مؤكدين أن الجولان كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من سورية، ومنوهين بالموقف الوطني والعروبي لأهلنا في الجولان المحتل وصمودهم وبطولاتهم وتضحياتهم في تصديهم لغطرسة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية ومحاولاته المتكررة لسلخ الجولان عن الوطن الأم سورية.
دوليا، جدد وزير المال اللبناني علي حسن خليل إدانته لإعلان ترامب، وأكد إخفاق المخطط التآمري الأميركي الإسرائيلي الذي حاول الأعداء تنفيذه في سورية، داعياً إلى استثمار الانتصارات التي تتحقق في سورية ولبنان وفلسطين.
وشدد خليل على ضرورة تمتين العلاقة مع سورية والتي تصب بشكل كامل في مصلحة لبنان اقتصادياً وسياسياً وأمنياً لافتاً إلى أهمية التعاون بين حكومتي البلدين لإعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
بدورهم، نفذ أبناء الجنوب اللبناني اعتصاماً حاشداً أمام بوابة مزارع شبعا المحتلة في بركة النقار في الجنوب اللبناني للمرة الثانية خلال يومين استنكاراً لإعلان ترامب حول الجولان، وذلك بحضور وفدين من حزب اللـه برئاسة إيهاب ضاوي، ومن «الحزب الديمقراطي» اللبناني برئاسة سعيد أبو إبراهيم وشخصيات وفعاليات لبنانية.
جاء تواصل الرفض السوري والدولي لإعلان ترامب بشأن الجولان المحتل بعد ساعات من أن إقرار الرئيس الأميركي بأنه اتخذ هذا القرار بشكل سريع، حيث نقلت عنه وكالة «رويترز» قوله أمام تجمع «الائتلاف اليهودي الجمهوري» في مدينة لاس فيغاس «نتخذ قرارات سريعة. ونتخذ قرارات سليمة».
ولفت ترامب بحسب الوكالة إلى أنه اتخذ هذا القرار السريع خلال نقاش مع كبار مستشاريه بشأن السلام في الشرق الأوسط ومن بينهم سفير الولايات المتحدة لدى «إسرائيل» ديفيد فريدمان وصهره جاريد كوشنر.
وأضاف ترامب وسط ضحك من الحاضرين: «قلت أيها الزملاء أسدوا لي معروفاً. حدثوني قليلاً عن التاريخ بشكل سريع. تعرفون لدي أمور كثيرة أعمل بشأنها: الصين وكوريا الشمالية».
ولفتت الوكالة إلى أن ترامب يطلب عادة إحاطته بالأمور بشكل سريع ومركز ويشتهر بإعادة سرده الروايات بشكل يتضمن بعض الخيال.
من جهتها قالت «أ ف ب»: إن ترامب ذكّر بأنه وقف بجانب نتنياهو في البيت الأبيض في 25 آذار حين وقع وثيقة الاعتراف بـ«سيادة إسرائيل» على القسم المحتل من الجولان، واعتبر أن هذا الاعتراف بمثابة دعم من ترامب لنتنياهو قبل الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تجري غداً.
وبعدما أعلن نتنياهو أول من أمس نيته ضم الضفة الغربية في فلسطين إلى كيان الاحتلال في حال فوزه، اعتبر المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» التركي عمر جليك في تغريدات نشرها على موقع «تويتر» أن قرارات ترامب بشأن القدس والجولان، تشجع نتنياهو الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط بشكل خطير.
من جهته حذر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بأن ترامب «يساند فكرة» نتنياهو، «وبالتالي هو (نتنياهو) قال حصلنا على القدس عندما طالبناه (لترامب) بذلك، وحصلنا على الجولان عندما طالبناه بذلك»!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن